Connect with us

ثقافة

فنان تشكيلي من الدرباسية يبرز معاناة الناس عبر لوحات فنية

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو – برور ميدي
بدأت مسيرته الفنية حين كان طالباً على مقاعد المدرسة الابتدائية، عندما بدأ بمنافسة أحد زملاءه بالرسم على السبورة، ومن هناك كانت انطلاقة رحلته في عالم الفن والتخصص بالرسم.

التقت شبكة آسو الإخبارية مع الفنان التشكيلي “ماهين شيخاني” للحديث أكثر حول ماهية الفن التشكيلي وبداياته مع الرسم وللتعرف أكثر على أهم التحديات التي تواجه الفن التشكيلي في المنطقة.

ولد الفنان “ماهين شيخاني” في عام 1960 في الدرباسية، عمل مدرّساً لمادة الاجتماعيات في مدارس المدينة، لكنه تفرغ فيما بعد للرسم، ولبراعته في رسم اللوحات، اختارته لجنة المدارس للبدء بتدريس مادة الرسم والتي استمر بالعمل به لخمس سنوات.

أٌقام “شيخاني” أولى معارضه الفنية حين شارك بعض السياسيين الكرد في انتخابات مجلس الشعب السوري عام 1992، والذي دفع ضريبتها بفصله من عمله من قبل الحكومة السورية بتهمة تشكيله خطراً على أمن الدولة، وكانت النتيجة حينها توقفه عن الرسم لعقد من الزمن وتحوله إلى مجال كتابة القصة القصيرة.

يقول “شيخاني” في حديثه لشبكة آسو الإخبارية، إنه عاد للرسم مجدداً حين لقيت إحدى لوحاته إعجاباً غير مسبوق أثناء مشاركته في معرض للرسم بمدينة قامشلو / القامشلي في تسعينيات القرن الماضي، والتي كانت تتمحور حول الاستعمار.

تجمع لوحات “شيخاني” بين الألم والواقع، نظراً لتأثره الكبير بالمدرسة الواقعية الفرنسية، والتي تطغى على بعضها تدرجات اللونين الأخضر والأزرق والتي تمثلان السلم والطبيعة والهدوء، وتدرجات لوني الأصفر والأحمر المعبران عن الصراع والحروب على البعض الآخر.

غالبية اللوحات التي رسمها “شيخاني” في مسيرته الفنية، عايشت الألم والمعاناة التي اتسم بهما واقعه والشعب الذي ينتمي إليه، حيث يصف لنا محتوى إحدى اللوحات التي تعبر عن معاناة أهالي شنكال اللذين فروا من الموت على يد تنظيم داعش في جبال سنجار، عبر رسم مجموعة من الناس على متن سفينة تغرق في البحر والتي توحدت بالمعنى ذاته لتعبر عن موت الآلاف من الشعب السوري في بحر اليونان أثناء هروبهم من الحرب السورية.

أهم المعارض التي شارك بها “شيخاني” كان معرضاً مشتركاً مع الفنان التشكيلي “آرشفين ميكائيل” في الدرباسية عام 1992، كما شارك في معرض الفن الكردي لسنتين على التوالي في عاني 1997 و 1998، وأٌقام معرضاً فردياً حمل اسم “ومضات أمل” في الدرباسية في عام 2012، وفي معرض جماعي تحت اسم “لقاء الأجيال” مع نخبة من الفنانين التشكيليين في الدرباسية.

لم تقتصر إنتاجات “شيخاني” على اللوحات الفنية فقط، حيث أصدر مجموعة قصصية تحمل اسم “ضفاف الخابور” في تموز عام 2014، ومجموعة شعرية باسم “أفروديت” في عام 2019.

“لعل أهم ما يتسم به الفن التشكيلي، هو إبراز صور الواقع ومعاناة الناس في وطن يسوده الاستبداد وقمع الحريات منذ أعوام طويلة” بهذه الكلمات يصف “شيخاني” أهمية الفن التشكيلي في نهاية حديث لشبكة آسو الإخبارية، والذي لا يزال مستمراً فيه بغرض إيصال صوت الناس للعالم أجمع عبر لوحات تحتوي بداخلها ما يعيشونه من معاناة وآلام.

*الصور منشورة بتصرف