أخبار وتقارير
“إيزيدينا” تصدر كتيّباً يسلّط الضوء على المجتمع الإيزيدي
نوهرين مصطفى
أصدرت مؤسسة إيزدينا كتيباً تعريفياً بالإيزيديين يحمل عنوان “أنا الإيزيدي أدعوكم لتتعرفوا عليّ”، حيث بدأ العمل عليه منذ إطلاق مؤسسة ايزدينا لمشروع هوب hope والذي استمر لمدة ثلاثة أشهر ونصف، وأنهى أعماله الأحد.
وقال مدير مؤسسة إيزدينا “علي عيسو” في تصريح خاص لشبكة آسو الإخبارية، “يأتي الكتيب لتعريف المجتمعات المحلية على اختلاف انتماءاتها القومية والدينية، بالديانة الإيزيدية وطقوسها والمجتمع الإيزيدي، إضافة إلى التعريف بعادات وتقاليد أبناء هذه الديانة وعلاقاتهم مع المكونات والديانات الأخرى، كما يتضمن الكتيب مقالات لثلاثة كتّاب يتحدثون عن نظرتهم تجاه الدين الإيزيدي”.
وأضاف عيسو: “يتضمن الكتيب مقدمة وثلاثة أقسام، حيث تشير مقدمة الكتيب إلى أهم المعلومات الحقيقية المتعلقة بالدين الإيزيدي، وتجيب على أكثر الأسئلة الحساسة التي أُثيرت عن الإيزيديين، إضافة إلى أن الكتيب يقوم بتصحيح المفاهيم المغلوطة السائدة تجاه هذه الأقلية الدينية التي تعيش في عدة دول بينها سوريا”.
يحتوي القسم الأول كل ما يتعلق بالديانة الإيزيدية وتاريخ ظهورها ووحدانية الدين الإيزيدي ومفهوم الشيطان لدى الإيزيديين، وأبرز الأعياد لديهم، وكيف يحتفلون بها والمأكولات التي يقدمها إيزيديو سوريا في أعيادهم، وعباداتهم.
كما يتطرق القسم الأول إلى عدم الاهتمام بالتنوع الديني القومي داخل أجندات مؤسسات الدولة السورية، الأمر الذي يؤدي إلى تحوَّل الإيزيديين بنظر بعضهم إلى غرباء، وفي بعض الأحيان إلى “كفار” أو “أعداء”، ويلخص تداعيات إنكار الحكومات السورية لأهمية التنوع الديني، وعدم إفساحها المجال لهذا التنوع أن يظهر ويُناقش على العلن من حيث ظهور صور نمطية سيئة تجاه الأقليات الدينية والقومية نابعة من جهلٍ غير متعمد بحقيقة هذه المكونات.
ويتضمن القسم الثاني من الكتيب تصحيح الصورة النمطية الخاطئة المأخوذة عن أبناء الديانة الإيزيدية والانتهاكات التي ارتكبت بحقهم، والأماكن والمدن التي ينتشر فيها الإيزيديون في سوريا، وسبب الهجمات الإرهابية على الإيزيديين، وسبب اتهام الإيزيديين بعبادة الشيطان، ودور المنابر الإعلامية في تشويه صورة الإيزيديين، وكيف ساهم الإيزيديون في سوريا عبر طقوسهم الدينية بتعزيز السلم الأهلي، وكيف أساءت الحكومات المتعاقبة على الحكم في سوريا إلى الإيزيديين، وما حل بالإيزيديين بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية عام 2011، وماذا حصل لهم في عفرين وسري كانيه/ رأس العين، إضافة للحديث عن ناجيات إيزيديات أثرنّ في المجتمعات المحلية والدولية.
ويحتوي القسم الثالث ثلاثة مقالات لكتّاب يتحدثون فيها عن الإيزيديين ونظرتهم تجاه الدين الإيزيدي، وهم الدكتور “محمد حبش” الذي نال الإجازة في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق وحصل على ثلاث درجات ليسانس في العلوم العربية والإسلامية من جامعات دمشق وطرابلس وبيروت كما حصل على الماجستير، وصدر له 52 كتاباً مطبوعاً في قضايا التنوير الإسلامي، كما اشتهر بمقالاته الجريئة في الصحف العربية، وبرامجه الكثيرة على المحطات الفضائية والإذاعات العربية، حيث بدأ حبش مقالته بجملة “الإيزيدية، تاريخ من القهر ومستقبل من الأمل”.
وتضمنت المقالة الثانية التعايش بين الإيزيديين والمسلمين في سوريا، وقد كتبها الصحفي الكردي السوري “سردار ملا درويش” وهو مدير شبكة آسو الإخبارية وينحدر من مدينة سري كانيه/ رأس العين، التي كانت مدينة تجمع مكونات الشعب السوري من العرب والكرد والأرمن والمسلمين والمسيحيين والإيزيدييين.
بينما جاءت مقالة الكاتب “لقمان سليمان” تحت عنوان “أنا والكرد الإيزيديين”، والكاتب “سليمان” هو من مواليد قرية حمزة بك منطقة ديريك/ المالكية عام 1962، ومقيم في ألمانيا منذ عام 2012 ولديه عدة كتب مطبوعة باللغة الكردية، إحدى هذه الكتب هي “شنگال” “Şengal” وهي رواية أصدرها عام 2018 تتحدث عن الإبادة الإيزيدية التي حلت على الإيزيديين في مدينة شنكال/ سنجار.
وتعرض الإيزيديون لجينوسايد من قبل تنظيم داعش، الذي قام بانتهاكات عديدة بحق الإيزيدين، ومازالت آثاره موجودة للآن.
يذكر أن مؤسسة ايزدينا قامت بطبع 500 نسخة من الكتيب ليتم إهداؤها إلى المنظمات الدولية والمحلية والمؤسسات الإعلامية العاملة في شمال وشرق سوريا.
*الصورة من موقع إيزيدينا