أخبار وتقارير
أسئلة امتحانية موحدة للمرة الأولى بمدارس الإدارة الذاتية… وتقدم في المفاوضات نحو الاعتراف الرسمي بالمناهج
سلمان الحربي
تستمر هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة بإجراء الاختبارات الكتابية للفصل الدراسي الأول، لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية بنموذج أسئلة وزارية موحد من قبل الهيئة.
وبدأت الامتحانات الكتابية للفصل الأول للعام الدراسي 2020-2021، الأربعاء الفائت 20 كانون الثاني الجاري وستستمر لغاية 28 من الشهر نفسه، بحسب هيئة التربية.
نموذج الأسئلة الموحدة جاء بعد إدخال الشهادة الثانوية ضمن منهاج الإدارة الذاتية، وصدور قرار من قبل هيئة التربية، في آذار 2020 والقاضي بإلغاء الصف الثالث الثانوي (البكالوريا) التابع لمنهاج الحكومة السورية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، باستثناء المربعين الأمنيين في قامشلو/ القامشلي والحسكة، وبعض النقاط الأخرى التي ما تزال تحت سيطرة الحكومة السورية.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تتبع فيها هيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا نظام التقييم الموحد للمرحلة الثانوية والإعدادية كمرحلة تجريبية ستعتمد عليها خلال السنوات المقبلة.
وبيّنت “روهات خليل” الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم، في تصريح لشبكة آسو الإخبارية، إنه “تم التحضير بشكل جيد للشهادة الثانوية، وذلك من خلال تخصيص كادر متدرب خاضع لدورات أكاديمية وتقديم الكتاب المدرسي باللغتين العربية والكردية لكل مكون”.
وأشارت إلى تأسيس دائرة امتحانات للمرة الأولى، والتي من شأنها متابعة الامتحانات ووضع نماذج أسئلة موحدة وتجهيز مراكز الامتحانات في كافة النواحي، بحسب قولها.
ووصف “يوسف أحمد” وهو معلم مرحلة ثانوية في ناحية زركان/ أبو راسين، فكرة الأسئلة الموحدة في هذه الظروف بـ “الخطوة جيدة”.
واستدرك قائلاً: “لكنها في الوقت نفسه غير مناسبة بسبب ظروف بعض المناطق والنواحي التي انقطعت فيها العملية التعليمية لمدة، بسبب انتهاكات الاحتلال التركي كما هو حال منطقة زركان وتل تمر وأريافهما”.
وتأثرت قطاع التعليم كسائر القطاعات الأخرى في المنطقة بسبب انتشار فايروس كورونا، حيث انقطع الطلاب والطالبات عن دراستهم/ن لفترات طويلة خلال فترات الحظر التي كانت تفرضها الإدارة الذاتية للحد من انتشار الفايروس.
“أم محمد” وهي والدة أحد الطلاب، من أهالي ناحية تربه سبيه، قالت لشبكة آسو الإخبارية، إن جائحة كورونا أثرت سلباً على تعليم أبنائها.
وترى بأن تجربة التعليم عن بعد أو ما يعرف بنظام (أون لاين) لم تكن ناجحة بالقدر الكافي خلال فترات الحظر بسبب افتقار معظم الأهالي لوسائل الاتصال الدائم، ناهيك عن وجود حالة من الفتور من قبل الكثير من الأهالي تجاه المناهج التعليمية في ظل عدم وجود اعتراف رسمي من قبل الحكومة بشهادات الإدارة الذاتية.
ودعت الجهات المعنية للسعي إلى الحصول على اعتراف رسمي بشهادات الإدارة الذاتية، “لتبديد مخاوف الأهالي وطمأنتهم على مستقبل أولادهم”، بحسب تعبيرها.
“أثناء فترة الحظر قامت هيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا بمتابعة سير العملية التعليمية بنظام (أون لاين) من خلال تحضير وتدريب كادر ذو خبرة كافية، قام بتسجيل جميع المناهج الدراسية ضمن مواد فيديو، وتم عرضها على قناة روج أفا واليوتيوب” تقول “روهات خليل” الرئيسة المشتركة لهيئة التربية، لشبكة آسو الإخبارية.
وتؤكد “خليل” أنهم بذلوا جهوداً وصفتها بـ “الاستثنائية” خلال جائحة كورونا، حيث ” تمت أرشفة منهاج دراسي كامل مصور عبر تقنية الفيديو للحالات الطارئة”، على حد قولها.
جهودٌ تبذلها الإدارة الذاتية للدفع بالعملية التعليمة نحو الأمام، لكن كل ذلك لا يبدد مخاوف الأهالي والطلاب على حدٍّ سواء من مستقبل دراسةٍ لا تحظى شهاداتها بالاعتراف إلا ضمن جغرافية الإدارة الذاتية وحدها، والتي لم تحظ هي الأخرى بأي اعترافٍ سياسي أو دستوري إلى الآن.
“لدي تخوفٌ كبير من عدم وجود اعتراف داخلي أو دولي بشهادتي، لكني سأتابع تعليمي على أمل أن يكون هناك اعتراف رسمي هذه السنة بشهاداتنا كي لا تذهب جهودنا سدىً”، تقول “ندى عثمان” وهي طالبة شهادة ثانوية لشبكة آسو الإخبارية.
واعتبرت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية أن مسألة الاعتراف الرسمي بمناهجهم التعليمية مرتبطة إلى حد كبير بالوضع السياسي العام للمنطقة.
وكشفت عن جهود تبذلها منظمة اليونسيف للعب دور الوسيط بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية للتوصل إلى اعتراف رسمي بالعملية التعليمية في مناطق الإدارة.
وأكدت لشبكة آسو الإخبارية، أنّ هناك تقدماً جيّداً في هذه المفاوضات التي تجري تحت إشراف اليونسيف بين الطرفين.
ويبلغ عدد الطلاب لكافة المراحل الدراسية في إقليم الجزيرة 235000 طالب وطالبة، بينهم 3000 طالب وطالبة في المرحلة الثانوية و4000 طالب وطالبة في المرحلة الإعدادية.
فيما يبلغ إجمالي عدد المدارس في عموم مناطق الإدارة الذاتية 4268 مدرسة، بينها 2225 في إقليم الجزيرة.
*الصورة من أرشيف الشبكة