Connect with us

أخبار وتقارير

الرقة: تزايد حالات الإصابة بعضات الكلاب السائبة في ظل عدم توفر المصل المعالج

نشر

قبل

-
حجم الخط:

محمد فلاحة
يشتكي أهالي الرقة من انتشار الكلاب السائبة بين أحياء المدينة، الأمر الذي يتسبب لهم بالذعر والخوف من التعرض لهجمات الكلاب، التي يصفها الأهالي بـ “الشرسة”، سيّما وأنّ المستشفى الوطني بالمدينة سجّل عشرات الحالات التي تعرضت لهجمات هذه الكلاب.

وما يعزز هذه المخاوف لدى الأهالي، هو عدم توفر مصل “داء الكلب” في المستشفيات والمراكز الصحية العامة والخاصة في المدينة.

وبحسب إحصائية للمستشفى الوطني في الرقة، فقد بلغ عدد الإصابات بعضات الكلاب خلال عام العام الفائت 168 إصابة، وبلغت الإصابات ذروتها خلال شهر آذار من العام نفسه، حيث تم تسجيل 54 إصابة، فيما بلغ عدد الإصابات منذ مطلع العام الجديد 10 إصابات.

وقالت “أسمهان آلافي” وهي نازحة من ريف حلب، تقيم في الرقة، لشبكة آسو الإخبارية، إنها تعرضت لهجوم أربعة كلاب فجراً أثناء ذهابها إلى أحد المخابز القريبة لشراء الخبز.

وأضافت أنّها أصيبت بعضة من أحد الكلاب في ساقها اليمنى وتعرضت على إثرها لجروح بليغة.

وأكدت أنّ العلاج لم يكن متوفراً في المستشفى الوطني الذي أسعفها الأهالي إليه، ما تسبب لديها بحالة من الذعر، سيما وأنّ أحد أفراد عائلتها، فارق الحياة في وقتٍ سابق، جرّاء تعرضه لإصابة مماثلة وعدم تلقيه العلاج حينها، على حدّ قولها.

وفي السياق، قال “كسّار العلي” رئيس لجنة الصحة، التابعة للإدارة المدنية في الرقة، في تصريح لشبكة آسو الإخبارية، إنّ المصل العلاجي لحالات الإصابة بداء الكلب غير متوفر في القطاع الصحي العام والخاص.

وأشار إلى توفر اللقاح فقط في القطاع الخاص، لافتاً إلى أنه لا يعتبر علاجاً فعالاً سريعاً، نظراً لحاجته إلى نحو 23 يوماً لتشكيل خلايا مناعية دفاعية، في حين أنّ “داء الكلب” بإمكانه القضاء على الخلايا خلال 48 ساعة، وفقاً لكلامه.

“أما المصل فبإمكانه القضاء على الجرثومة التي تنقلها عضة الكلب إلى جسم الإنسان خلال 24 ساعة، نظراً لكونها عبارة عن خلايا مشكلة بشكل مسبق”، بحسب ما أوضح رئيس لجنة الصحة.

واعتبر “العلي” غسل موضع العضة بالماء الدافئ والصابون وتكرار العملية بشكل منتظم طوال اليوم أفضل إجراء يمكن اللجوء إليه في ظل عدم توفر المصل.

وعزا سبب عدم توفر المصل المعالج في المدينة إلى ارتفاع سعرها الذي يبلغ قرابة 600 دولار (ما يعادل نحو مليون وثمانمائة ألف ليرة سورية)، مبيّناً أنّ منظمة الصحة العالمية هي من تقدمه في الحالات الاعتيادية.

واتخذت بلدية الشعب في المدينة قراراً بالقضاء على الكلاب السائبة، بعد ورود العديد من الشكاوى من قبل الأهالي.

“تتم عملية التخلص من الكلاب السائبة في ساعات الليل المتأخرة أو في ساعات الصباح الأولى، بالتنسيق مع دائرة النظافة العامة، ليتم ترحيلهم إلى أماكن مخصصة، بعد قتلها ليتم دفها والتخلص منها بطرق من شأنها المحافظة على سلامة البيئة.

وفي سياقٍ متصل، وصف أحد الأطباء البيطريين في المدينة (فضّل عدم ذكر اسمه) قرار قتل الكلاب بالقرار “الجائر”، داعياً إلى إعادة النظر فيه من قبل الجهات المعنية.

ورأى أنّ “حلّ هذه المشكلة يكمن في إنشاء حديقة مخصصة للكلاب السائبة، وتأمين مأكل ومشرب لها، وعدم السماح لها بالخروج من الحديقة، إلا إذا رغب أحد الأشخاص في تربيتها، شريطة أن تكون غير مصابة بأي مرض”.

*الصورة من النت