مجتمع محلي
طه سينو: طبيب من سري كانيه لم تقف ظروف التهجير أمام طموحه بالدراسات العليا
سلمان الحربي
استطاع الطبيب “طه سينو” وهو شاب من مدينة سري كانيه / رأس العين، أن يحصل على درجة الامتياز في رسالة الماجستير، التي قدمها خلال نهاية دراسة الاختصاص بقسم الجراحة التنظيرية في كلية الطب بجامعة تشرين في اللاذقية.
وتناقل أبناء سري كانيه المهجرين، على صفحات التواصل الاجتماعي نبأ إعلان ابن مدينتهم الحصول على درجة الامتياز في الماجستير، زارعًا البسمة في محيطه وعلى وجوه أهالي المدينة المتعبة من التهجير، والشوق لمدينتهم المحتلة.
وحصل “طه سينو” على درجة الامتياز كما أعلن عبر صفحته بمعدل 94٪ عن رسالة الماجستير.
وقال “طه سينو” في اتصال هاتفي مع شبكة آسو الإخبارية، إن رحلته الدراسية كانت مليئة بالصعوبات والتحديات، ليس أولها الحرب الدائرة في سوريا وليس أخرها تهجير أهالي مدينته سري كانيه.
وكانت تركيا وفصائل المعارضة السورية المسلحة قد احتلت مدينة سري كانيه في تشرين الأول 2019، وقامت على إثره بتهجير الأهالي والاستيلاء على أملاكهم.
وكانت عائلة “طه” من بين المهجرين، فيقول “طه” بعد أن تم تهجيرنا ساءت الظروف، “عايشت ضغوطات الدراسة والعمل والتفكير بأهلي ومواجهة ظروف اقتصادية قاسية نتيجة عدم الاستقرار”.
وأكد “طه” أن بالنسبة له كطالب طموح ليكون طبيب، تأثر سلبًا خلال احتلال مدينته، وأثر هذا على قدرته على الدراسة، لكن الإصرار بالنجاح وتشجيع المحيط من عائلته وأصدقائه كانا داعمين في الوصول لهذا النجاح.
ووجه “طه” رسالة إلى طلاب / طالبات العلم، بضرورة استكمال التحصيل العلمي مهما كانت الظروف، نظراً لحاجة البلاد بأكملها إلى وجود جيل متعلم بخبرات مختلفة للنهوض بها من جديد وسط ركام الحرب.
ورسالة “طه” تضمنت أن الحياة يجب أن تستمر بأن يستثمر الإنسان فيها كل جهوده، خاصة المجتمعات التي تتعرض للظلم والتهجير يجب أن تدفع باتجاه دعم التعليم، فالتعليم سلاح المرء بمواجهة الحياة.
ويطمح “طه” للعودة إلى مدينته يوماً لتقديم كل ما يملك من خبرات ومهارات للمحتاجين من أهلها، لكن خيار السفر للخارج لإكمال تعليمه هو الأرجح في الوقت الحالي.