أخبار وتقارير
من يقف وراء القصف الصاروخي الذي استهدف عفرين…؟
استغل الاستهداف الذي لحق بمستشفى آفرين في مدينة عفرين المحتلة، بأسلوب تحت المبرر الإنساني، لكن كان بنواياه الفعلية يتعلق بالجانب السياسي في الصراع السوري.
وقامت مجموعات تتبع المعارضة السورية باتهام قوات سوريا الديمقراطية باستهدف عفرين المحتلة فور تناقل الخبر وصور عنه، حتى دون الوقوف والتقصي في الموضوع، ونقطة انطلاق الاستهداف وبيد من تعود.
وكان مستشفى عفرين شهد قصف، أسفر عن فقدان 18 شخص لحياتهم وجرح نحو 35 شخص إضافة لأضرار مادية كبيرة بممتلكات الأهالي، وتم استهداف المدينة بأكثر من ثمان قذائف صاروخية “مجهولة المصدر دون تبنيها من طرف” سقطت جلها على الأحياء السكنية ومستشفى الشفاء / أفرين سابقًا.
مالهدف من قصف المدينة؟
دائما ما يتساءل المراقبون عن الهدف من استهداف المناطق السكنية بالقصف المتبادل بين قوات الحكومة السورية والقوات التركية، دون استهداف أي قاعدة أو مقر عسكري من قبل الطرفين في حين يجري التركيز على منازل وممتلكات المدنيين.
وما إن حصل القصف حتى سارعت وسائل الإعلام التابعة لكل من الجانب التركي والمعارضة السورية المسلحة باتهام قوات سوريا الديمقراطية باستهداف مدينة عفرين.
وعلى الرغم من التأكيد بأن مصدر القذائف هي بلدتي نبل والزهراء التي تتمركز فيهما قوات الحكومة السورية، إلا أن، وسائل إعلام ونشطاء من المعارضة بقوا مصرين على موقفهم المتلخص بأن قسد تقف وراء عملية القصف، وحشدوا الرأي العام ضد قسد، فيما غيب الحديث بأن تركيا قبل قصف مستشفى آفرين بأسبوع قامت بقصف في عدة أيام من نقاط بعفرين المحتلة استهدفت تل رفعت ودير جمال ونقاط بنواحي شيراوا ومخيمات لأهالي عفرين المهجرين.
وأدانت قسد عبر بيان على معرفاتها الرسمية عملية القصف واستهداف المدنيين العزل، وأكدت أن قواتها لا تتواجد في تلك المنطقة.
من الجهة التي قصفت؟
وفق متابعين فقد جاء القصف الصاروخي على مدينة عفرين بالتزامن مع استهداف المدفعية التركية المتمركزة في قرية تلف بناحية جنديرس لقرى ناحية شيراوا الخارجة عن سيطرتها وبلدتي دير جمال وتل رفعت التي تأوي الآلاف من مهجري مدينة عفرين.
وتشهد قرى (عقيبة وبينه وصوغوناكة ومياسة) وهي قرى مأهولة بالسكان المدنيين، قصف مدفعي تركي منذ أكثر من أسبوع.
ووقعت القذائف التي استهدفت مدينة عفرين على الأحياء السكنية ومستشفى الشفاء دون استهداف أي مقر عسكري تركي، من تلك المقرات التي تستهدف مناطق الشهباء بالقصف المدفعي، على الرغم من وضوح أماكن تواجدها.
وبحسب مصادر من المدينة، فإن القذائف التي سقطت على عفرين هي صواريخ كراسنوبول وهي صواريخ روسية الصنع ليزرية وموجهة بدقة تزن 70 كيلو غرام وتحوي على 20 رأس مقذوف فيها مسامير حارقة سامة تعيق حركة الجسم وتسبب الموت ويحتمل أن تكون مصدر هذه الصواريخ بلدة نبل.
وشبه نشطاء إعلاميون من المعارضة، عملية استهداف مستشفى الشفاء بعفرين، بعملية استهداف مستشفى الأتارب الجراحي قبل أشهر، وأن دقة الصواريخ تشبه دقة تلك الصواريخ التي تستهدف جبل الزاوية، ما يرجح فرضية قيام الحكومة السورية او روسيا باستهداف المستشفى.
الأتراك ينسحبون من نقاطهم قبل القصف بقليل!
بحسب مصادر من عفرين فقد قامت النقطة التركية التي تتخذ من مطبعة روناهي مقرًا لها، وهي نقطة متاخمة مباشرة لمستشفى الشفاء، بإخلاء النقطة قبيل القصف على المستشفى بساعات قليلة وقاموا بإخراج جميع الجنود الأتراك منها ما يؤكد علم الجانب التركي بالقصف مسبقًا.
وبحسب متابعين للشأن السوري فإنه في خضم التجاذبات السياسية وقبيل موعد لقاء زعماء الدول المؤثرة في القرار السوري، تسعى جهات إعلامية وشخصيات من المعارضة السورية، وبإملاء من مخابرات الدول الإقليمية، لخلق فتنة كبيرة عن طريق ترويج خطاب الكراهية بين السوريين، في خطوة أقل ما يفهم منها هي زيادة أمد الصراع السوري، دون أن تحاول تلك الجهات وأد دابر الفتنة والمضي نحو حل للمأساة السورية المستعرة.