Connect with us

أخبار وتقارير

فصيل العمشات: استثمارات تكشف ثروات فاحشة لا مصدر شرعي لها… وسكان الشيخ حديد بعفرين “رهبة وخوف” تحت سطوة أبو عمشة والاحتلال التركي

نشر

قبل

-
حجم الخط:

إعداد: يامن الخالد
تحرير: آلاء الربيعي

يشكل فصيل السلطان سليمان شاه التابع للجيش الوطني السوري والمدعوم من تركيا، خطرًا على حياة المدنيين في عفرين، في واقع يتمثل باستمرار الانتهاكات التي يمارسها الفصيل بحق السكان الأصليين في المنطقة، تتخللها انتهاكات فردية وجماعية، وعمليات تهجير بحق الأهالي، والاستيلاء على ممتلكات المدنيين وتوطين مستوطنين من محافظات أخرى فوق ممتلكاتهم، عدا الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وبناء المشاريع الاستثمارية، ما يشكل مضايقات بحق المدنيين، وبشكل خاص مصادرة الحريات والتضييق على النساء.

ويعيش أهالي عفرين منذ عام 2018 بعد احتلال تركيا للمنطقة، ظروف صعبة، وصفتها مؤسسات ومنظمات دولية بواقع احتلال، وتدمير لبنى تحتية، وتغيير ديمغرافي في المنطقة.

ويسيطر فصيل السلطان سليمان شاه الذي يقوده “محمد الجاسم” الملقب أبو عمشة القيادي العسكري الذي توجد العديد من الإشارات حول كيفية وصوله لقيادة الفصيل عسكريًا وشهرته، والدعم المقدم من تركيا له، مقابل الانتهاكات التي يقوم بها مع فصيله بحق المدنيين، في عفرين عامة وناحية شيه\ الشيخ حديد بريف عفرين.

استثمارات وأموال لا مصدر لها..
تحدد مصادر محلية لـ “شبكة آسو الإخبارية” الفترة الواقعة بين بداية العام الجاري 2021 وتاريخ 1 حزيران/ يونيو 2021، قيام فصيل سليمان شاه بإنشاء 35 مشروع استثماري في عفرين، متمثلة بمسابح ومطاعم ومقاهي وملاعب ومحال “سوبر ماركت” وغيرها.
وتبلغ تكلفة المشروع الواحد بحسب مصادر خاصة من 15 إلى 50 ألف دولار أمريكي، يشرف عليها “محمد الجاسم” الملقب أبو عمشة وشقيقه “سيف عمشة”، وتقام المشاريع ضمن أراضي ومباني تم الاستيلاء عليها ومصادرتها من السكان الأصليين، بعد تهجيرهم من ناحية شيه بريف عفرين.

ويقوم القيادي في فصيل سليمان شاه، بإخفاء ملكيته للاستثمارات، عبر شقيقه وقياديين في الفصيل، إضافة لتسليم المشاريع لمستثمرين مدنيين للإشراف عليها.

الإتاوات..
مصادر تمويل فصيل سليمان شاه متعددة وغير محددة، والعديد منها مخفية لأنها تعمل بطريقة غير شرعية، فالمكشوف منها يتمثل بفرض آتاوات مالية، تتراوح بين 200 إلى 400 دولار أمريكي على سكان ناحية شيه، للسماح لهم البقاء ضمن منازلهم، كما يتم فرض إتاوات وغرامات على المزارعين تصل لـ 300 دولار أمريكي عن العائلة الواحدة.

إلى جانب ذلك يفرض الفصيل توطين مهجرين من محافظات أخرى، في منازل السكان الأصليين بعفرين تحت التهديد، وهذا يمثل شكل من التغيير الديمغرافي الذي تسعى تركيا لخلقه في المنطقة، إضافة لمغادرة عشرات العائلات من المنطقة نتيجة المضايقات التي تحصل بحقهم.

فرض الإيديولوجيا في عفرين..
لا تقتصر ممارسة الانتهاكات على التضييق المعيشي في عفرين فقط، فتؤكد مصادر خاصة لشبكة آسو الإخبارية، أن فرقة سليمان شاه الموالية للاحتلال التركي، تفرض أيديولوجية دينية، بالتضييق على الحريات الشخصية، بحق من بقي من السكان في عفرين، فيفرض الفصيل ارتداء الحجاب على الفتيات الكرديات، وإلزامهن بذلك، فكل فتاة غير محجبة تتعرض للعقاب، الذي قد يصل للاعتقال والتعذيب، ويتم دائماً التدقيق على محال بيع الألبسة وتنبيه أصحابها بعدم بيع ما يسمى باللباس “غير الشرعي” للنساء والفتيات الكرديات، وليس هناك أي لباس مقبول المرفق بلباس الحجاب.

ويقول “بلال” (اسم مستعار لناشط مقيم في ريف حلب الشمالي) 30 عامًا، في حديثه لشبكة آسو الإخبارية، إن فصيل سليمان شاه، عمد منذ بداية احتلال عفرين على مضايقة النساء فيها، وخاصة الكرديات من السكان الأصليين، فيمنع الاختلاط بين النساء من السكان الأصليين والنساء المستوطنات في عفرين، حيث يلزم النساء في عفرين على ارتداء الزي الشرعي “الإسلامي” منذ عمر الـ 14 عام.

يعرف عن عفرين أنها منطقة فيها التعايش والانفتاح والحريات، وقبول مجتمعها للأفكار التقدمية، ولم يعايش أهالي عفرين أي فرض على الحريات الشخصية من قبل، وجاء ذلك فقط مع احتلال عفرين من قبل الجيش الوطني السوري.

يتحدث بلال عن حالات توثيق انتهاكات بحق النساء والفتيات اللاتي يخالفن قرارات الزي الشرعي، فتم اعتقال فتيات وسيدات بحجج “التبرج” والإخلال بالآداب العامة، وهذا يصنف ضمن سلسلة من المضايقات التي يتعرض لها من تبقى في المنطقة.

وتعيش النساء في عفرين، تمييزًا عنصريًا من قبل الفصائل المسلحة والمستوطنين، فتتم معاملتهم بشكل خاص على أساس القومية والعرق، فمثلًا من الممكن اعتقال أي فرد بتهمة التعامل مع الجماعة المسلحة الكردية!.

التغيير الديمغرافي وطمس الهويات
يذكر بلال في حديثه لشبكة آسو الإخبارية، أن فصيل العمشات ومعه فصائل الجيش الوطني السوري، يعملان على طمس الهوية الكردية في عفرين، وتعريب المنطقة وتتركيها، إضافة للتلاعب بالواقع السكاني بشكل عشوائي، فتنشط العديد من المنظمات الدعوية المدعومة من تركيا، والتي تتم بغطاء إنساني وعبر بناء المساجد ومراكز لتحفيظ القرآن، تقوم بفرض إيديولوجيا دينية، وأيضًا تمرير تدريس اللغتين العربية والتركية.

وقامت جماعات مدعومة من تركيا بدعم الجيش الوطني السوري، ببناء 4 مساجد بينها الجامع الكبير باسم “جامع عمر بن الخطاب”، ومركز لتدريس اللغة التركية، وبناء سلسلة روضات للأطفال تحمل اسم “براعم الجنة” تم بناءها بين مطلع شهر آذار\ مارس 2021 وشهر آيار\ مايو 2021، وبدعم معلن من فرقة السلطان سليمان شاه ومنظمات دعوية إسلامية وبدعم من مديرية الأوقاف التي تعمل بغطاء من الاحتلال التركي في ناحية شيه.

وفي سؤال لشبكة آسو الإخبارية، حول قيام فصيل سليمان شاه بتفريغ المنطقة، اتفقت الغالبية على أن ما يقوم به فصيل سليمان شاه هو تفريغ للمنطقة، عبر تضييق يلزم السكان الأصليين الكرد على ترك أرضهم.

معتقلات الفصائل مليئة بمدنيين كرد
ذكرت مصادر من داخل عفرين، أن معتقلات الفصائل تمتلئ بالسكان الأصليين، وبينها سجون ناحية شيه، حيث تصفها المصادر بأنها سياسات وحشية وقمعية، فمن يرفض على سبيل المثال تسليم ممتلكاته والرضوخ للفصائل يكون مصيره الاعتقال، حيث مئات المعتقلين في السجون بتهم أبسطها الانتماء لجماعات مسلحة كردية.

مصدر خاص من داخل ناحية شيه، نقلًا عن فصائل في الجيش الوطني السوري، أكدت الأخيرة أن محمد الجاسم “أبو عمشة” قائد الفصيل يشرف بنفسه على متابعة قضايا السجناء الكرد، ويشرف علي التعذيب الذي يجري بحقهم، كما يتزعم نهج الترهيب الذي يضايق المدنيين، ويعطي عناصره صلاحية المحاسبة والحكم بسطوة من حديد ونار، كما أنه يعطي قيمة تميزية بذلك للعسكري على حساب الإنسان المدني.

ويضيف، “المصدر”والذي فضل عدم الكشف عن اسمه خشية من ملاحقته، أن أي عنصر أو ضابط يخالف أوامر “أبو عمشة” يتعرض للضرب والتعذيب بشكل مباشر، ولا أحد يجرؤ على مخالفته في منطقته، وآخر ما قام به هو سرقة رواتب نحو 1000 عنصر شارك بالقتال في أذربيجان، ويقدر المبلغ بشكل كامل بنحو 140 ألف دولار أمريكي

الجدير بالذكر أن فصيل”فرقة السلطان سليمان شاه” يتبع “للجيش الوطني” الموالي للاحتلال التركي، ويتزعمه المدعو” محمد الجاسم” (أبو عمشة) وهو من قرية الخوصة في ريف حماة الشمالي، وعمل قبل بداية الأحداث في سوريا سائق جرافة زراعية، قبل أن يشكل “لواء خط النار” ثم فرقة “السلطان سليمان شاه” ويسيطر الفصيل في الوقت الراهن على كامل ناحية شيه.

ويعتبر أبو عمشة اليد الضارية لتركيا في المنطقة، كما أنه يقوم ببناء مملكة على مأساة وظروف وجماجم الأهالي.