أخبار وتقارير
العقارب خطر يهدد حياة الأهالي في إقليم الجزيرة… والمصل غير متوفر في بعض المناطق
تشهد منطقة شمال شرق سوريا في مثل هذه الأوقات من فصل الصيف في كل عام، انتشاراً للعقارب التي تبدأ بالظهور في ظل درجات الحرارة المرتفعة، ما يشكل خطراً يهدد حياة الأهالي.
ويتميز هذا الصيف بظهور كثيف للعقارب وتعرض الكثير من الأهالي للدغات العقارب، وسط فقدان المصل المضاد لسمها في بعض المناطق، وعدم تقديم الجهات المعنية المبيدات الخاصة، ولا سيما في المناطق الريفية.
تقول “أم محمد” وهي من أهالي قرية عدلة في ريف الشدادي، لشبكة آسو الإخبارية، إن العقارب تنتشر بكثافة هذا العام ولا يتوفر أي مبيد لمكافحتها، ولم تقم البلدية بتوزيع أي مبيد في العام الجاري ولا في الأعوام السابقة.
وتضيف انها تضطر لرفع الفراش من الأرض وتفقده جيداً خوفاً على أطفالها، بعد أن وجدت عقرباً بالقرب من مكان نوم طفلها قبل فترة قصيرة، مما سبب لها القلق والخوف على أطفالها، على حد تعبيرها.
وتزيد “أم محمد” بالقول: “لا نستطيع النوم داخل المنزل بسبب انقطاع الكهرباء ودرجة الحرارة المرتفعة، ننام في فناء المنزل رغم انتشار العناكب والنمل والقارص”.
وتسبب لدغات العقارب مضاعفات صحية متفاوتة الخطورة للشخص، وقد تصل لحدوث الوفاة ما لم يتم إسعاف الشخص المتعرض للدغ وتقديم الرعاية الصحية له.
وقال الدكتور” عبدلله الهللو” أخصائي أمراض داخلية في ناحية تربسبيه/ القحطانية، لشبكة آسو الإخبارية إن الفئات العمرية الأكثر تضرراً من لدغات العقارب هم الأطفال دون عمر السنتين وذلك “لصغر مساحة الجسم والوزن الخفيف وضعف مقاومة الجسم لسّم العقارب”.
وأضاف “الهللو” بأنّ الإجراءات الإسعافية تتم على أربعة مراحل، في الأولى يكون هناك ألم في مكان اللغة، ويعطى مسكن والثانية ألم بالطرف الشقي (شق الملدوغ) ويعطى مسكن موضعي بالإضافة لمهدئ.
وتابع بأن الملدوغ في الحالة الثالثة يعطى مصل مضاد للسم إضافة لمعوضات الكالسيوم حسب الحاجة إذا ظهر عليه تأثيرات مثل النعاس أو خدر عام وفي الحالة الرابعة وهي الأخطر يوضع الملدوغ تحت العناية المركزة إذا حدث لديه ضيق في التنفس وضعف في ضربات القلب أو اضطرابات داخلية.
وأوضح مصدر طبي في مستشفى السلام الواقع في مدينة كركي لكي أن حالات لدغ العقارب وصلت إلى 29 إصابة منذ بداية الصيف الحالي، دون تسجيل أي حالة وفاة، ويتم تقديم الإسعافات الأولية للمصابين إذ لا يتوفر المصل الخاص بالعقارب.
وقال الدكتور “عنتر سينو” من مستشفى الشعب بالحسكة، لشبكة آسو الإخبارية، إن المستشفى يستقبل يومياً ما لا يقل عن 7 حالات تعرضت للدغ العقارب وتتركز هذه الحالات في الأحياء الجنوبية والريف الجنوبي والشرقي للمدينة، منذ ارتفاع درجات الحرارة في الصيف الحالي.
وأضاف سينو أن “مصل العقارب غير متوفر في المستشفى، ويتم تقديم الإسعافات الأولية للمصابين الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة، بينما الحالات التي تظهر عليها أعراض خطيرة كالارتجاف والاستفراغ نقوم بتوجيهها لأخذ المصل في مشفى اللؤلؤة اللذي تديره الحكومة السورية”.
ويقول الدكتور “محمد سليم شوكت” طبيب الأطفال في مستشفى الشعب التابع للإدارة الذاتية بعامودا، إن المستشفى يستقبل بشكل يومي حالات لدغ عقارب من كل الفئات العمرية، دون تسجيل وفيات حتى الآن.
وبيّن أنّ الدواء متوفر في المشفى، مشيراً إلى وجود حالات حرجة أحياناً تحتاج إلى مراقبة لمدة 24 ساعة.
وقال الرئيس المشترك لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة “مصطفى كلش” لشبكة آسو الإخبارية، إن هيئة الصحة في الإدارة الذاتية تقوم بتوفير مصل العقارب وتوزيعه على كافة المراكز الصحية في شمال شرق سوريا.
وأضاف “كلش” أن الإدارة الذاتية تواجه صعوبات كبيرة في تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية ولا سيما بعد إغلاق الحكومة السورية المعابر بين مناطقها ومناطق الإدارة الذاتية.
وقالت “وفاء حسن” الإدارية في قسم الحدائق والمبيدات في بلدية قامشلو، لشبكة آسو الإخبارية، إن مكافحة الحشرات والعقارب تتم بالمبيدات الحشرية الخاصة، وتقوم البلدية بتوزيع المبيدات على المؤسسات ومجالس الأحياء (الكومينات) لتقوم بدورها بتوزيعها على الأهالي.
وأضافت “حسن” أن البلدية باشرت بعمليات التوزيع على البلدات والمراكز الخدمية في بلدة كرباوي وأم فرسان وتنورية وهيمو في ريف مدينة قامشلو، وأن المبيدات الخاصة بالعقارب متوفرة أيضاً في الصيدليات الزراعية.
*الصورة من النت