Connect with us

مدونة آسو

إضاءة وأبعاد حول زيارة مرتقبة لواشنطن: شبكة آسو الإخبارية تحاور القيادي في مسد “علي رحمون”

نشر

قبل

-
حجم الخط:

في ظل متغيرات متسارعة ومستمرة في الساحة السياسية تتعلق بالمشهد السوري بشكل دائم وبشمال وشرق سوريا بشكل مستمر، وتأثر المنطقة بما يجري حول العالم، ووجود لاعبيين دوليين أساسيين في الساحة السورية، يقودهم طرفان دوليان (الولايات المتحدة وروسيا)، تمت الإشارة بتصريح من قبل مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) بزيارة الأخير للولايات المتحدة الأمريكية، للقاء مسؤولين أمريكين، بهدف (كما أعلن) من قبل قياديين في شمال وشرق سوريا، لتحفيز الجهود لدعم تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، في ظل الخطر الذي تشكله تركيا على المنطقة، من تهديدات، تتبع عمليات الاحتلال التي جرت في شمال وشرق سوريا.

تأتي الزيارة في ظل تطورات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وسيطرة تنظيم طالبان عليها، بعد عقود من التواجد الأمريكي، الأمر الذي يشكل حديث وأقاويل عن انسحابات أمريكية من مناطق تواجدها في دول أخرى، ويشمل ذلك مستقبل تواجد الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي في شمال وشرق سوريا، ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

لا يخفَ أن الأحداث السياسية الأخيرة، وانسحاب الولايات المتحدة مع إدارة جون بايدن، شكلت مخاوف من تكرار سيناريو الانسحاب الأمريكي في شمال وشرق سوريا، خاصة مع التهديدات والانتهاكات من قبل الاحتلال التركي تجاه المنطقة، أو عبر استخدام فصائل الجيش الوطني السوري التابعة للمعارضة السورية بتهديد الأهالي هناك.

مقابل المخاوف من أي انسحاب أمريكي من المنطقة، ظهرت تصريحات أمريكية، عبر مسؤولين عن الملف السوري، بأنه لن يكون هناك انسحاب قريب من شمال وشرق سوريا، على أساس وجهة النظر في اختلاف الرؤية السياسية الأمريكية في المنطقتين.

وكانت تركيا احتلت مناطق (عفرين وسري كانيه\ رأس العين وتل أبيض)، عبر عمليتين عسكريتين مع فصائل الجيش الوطني السوري (المعارضة السورية المسلحة)، بينها عملية “ربيع السلام” في عهد الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، ما أسفر عن احتلال المنطقة، وتهجير الأهالي، والاستيلاء على أرزاق المدنيين، واتباع سياسات وصلت لحد التغيير الديمغرافي.
ولم يكن حال الواقع مع القوى الأخرى بأفضل، حيث كان احتلال تركيا لعفرين في عام 2018، نتيجة تفاهم مع روسيا، الأخيرة التي تدعم الحكومة السورية مع إيران.

وفي ضوء التحولات السابقة في المشهد السياسي لشمال وشرق سوريا، واقتراب زيارة مجلس سوريا الديمقراطية لواشنطن، أجرت شبكة آسو الإخبارية، حوار مع القيادي في مسد “علي رحمون” للحديث عن الزيارة المرتقبة، وفحواها

-السيد علي رحمون متى من المقرر أن تتم زيارة وفد مسد لواشنطن، والهدف من الزيارة في هذا التوقيت الذي يشهد الشرق الأوسط تحولات بينها انسحابات للولايات المتحدة من مناطق بشكل مفاجئ من المنطقة؟
– صحيح هناك زيارة لمجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية لواشنطن، والتي تأتي نتيجة حوارات ولقاءات جرت مع ممثليين عن الإدارة الأمريكية في ملف شمال وشرق سوريا، وبهذا ستكون هناك لقاءات مع الإدارة الأمريكية وفاعلين سياسيين أمريكيين، لدعم واقع الإدارة الذاتية من واشنطن، إضافة للحديث عن واقع الأزمة السورية، بحكم الدور المحوري للولايات المتحدة.

الزيارة التي ستتم مع مسؤولين في الولايات المتحدة، ستكون بنقاشات حول الدور الأمريكي الحقيقي في الملف السوري، بسبب ليس هناك وضوح لاستراتيجية الولايات المتحدة ودورها للحل السياسي في سوريا، فلا يبدو في الأفق على الأقل أن الملف السوري لا يزال من أولويات السياسة الأمريكية بالمطلق، برغم مرور أكثر من عشر سنوات على الحرب القائمة في سوريا.

سيحاول الوفد الزائر السعي للدفع باتجاه تبيان موقف أكثر وضوحًا وحزمًا واهتمامًا من قبل الولايات المتحدة تجاه الملف السوري الراكد، ودفعه على الطاولة، والتركيز على القرار 2254 الذي يلقى اتفاقًا دوليًا بالاجماع، وندرك أن الراعي الرسمي لموقف المجتمع الدولي هي الولايات المتحدة، من هنا تكون الآمال موقف واضح من الولايات المتحدة بما يخص الوضع السوري والبحث عن حل سياسي.

– ما هي أهم الملفات التي ستتم مناقشتها وطرحها؟
– بالتأكيد أن أهم الملفات التي يشاع حولها الحديث عن الانسحاب الاميريكي على غرار السيناريو الأفغاني، أعتقد أن التطمينات التي جاءت والقراءة السياسية للوضع القائم في المنطقة ليس منها ما يشير إلى انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة برمتها الآن وما يشاع هو فقط من أجل التخويف واثارة عدم الاستقرار من قبل الروس و الأتراك والنظام السوري، واعتقد جازمًا أن الاميريكين لا مصلحة لهم بالانسحاب في هذا الوقت، وقد صرحوا مرارًا وتكرارًا بأنهم لن ينسحبوا من تلك المنطقة وهم داعمون لقسد في مواجهة الإرهاب عامة وداعش على وجه الخصوص.

أريد إن اضيف مسألة أخرى فيما يتعلق بتركيا بكل تأكيد ستم تداول الحديث للضغط على تركيا من أجل وقف الانتهاكات والاعتداءات على سوريا والشعب السوري برمته وبشكل خاص الشعب الكردي لذا ستكون هذه النقطة إحدى الملفات المطروحة في اللقاءات التي يمكن أن تحدث قريبًا.

– ماهي التوقعات والآمال لديكم من المواقف الأمريكية؟
– نعلم أن الإدارة الاميريكية حتى اليوم لم تتوضح استراتيجيتها فيما يتعلق بالحل السياسي في سوريا، لذلك سيتم محاولة العمل على تبيان مواقف واضحة للأمريكان بما يخص الوضع السوري بشكل عام.

– هل اتخذ مجلس سوريا الديمقراطية ملفات عمل داخلي لصالح المجتمع لتطرحها على طاولة المحادثات مع الأميريكيين، بما معناه أن يكون هناك ملفات متعلقة بالشأن الداخلي المجتمعي تظهر انفتاح لمسد على تجربة ديمقراطية حقيقية؟
– الفكرة التي تعمل عليها مسد مع الطاقم الأميريكي هو استمرار الدعم الاميركي للإدارة الذاتية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وأيضا دعمها اقتصاديًا ونحن نعلم أن الأوضاع في المنطقة وخاصة في ظل العقوبات الأميريكية على سوريا وتأثر مناطق شمال وشرق سوريا بشكل جزئي من هذه العقوبات لذلك سيتم بحث هذا الأمر أولًا بإمكانية عدم شمول منطقة شمال وشرق سوريا بهذه العقوبات من جهة ودعم الإدارة الذاتية اقتصاديًا وعسكريُا من جهة أخرى لدعم استقرار المنطقة.

طبعًا سيكون هناك جزء أساسي من المحادثات عن احتمالية الانسحاب الاميريكي من الأراضي السورية، وأثر ذلك على الإدارة الذاتية وخاصة في ظل التجاذبات التركية والروسية مع النظام السوري، لذا إن أهم الملفات التي سيتم تناولها هو الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي للإدراة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية وأيضًا بحث كيفية تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة شمال وشرق سوريا خلال فترة الوجود الأميريكي هنا في المدى المنظور الحالي.

– اليوم تركيا تعمل جاهدة على احتلالات جديدة شمال وشرق سوريا، ضمن مسار هدفها بضرب المنطقة، وبظل متابعة تركيا الدائمة لمحاولة إثارة مشاكل تجاه المنطقة، فما هو موقع وموقف تركيا من زيارة مسد لواشنطن؟
– تركيا غير مرتاحة لأي علاقة لشمال وشرق سوريا مع واشنطن، لدى تركيا علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، نفهم ذلك، لذا تركيا ليست مرتاحة من علاقات القوى بشمال وشرق سوريا مع الولايات المتحدة، في ظل اعتبار تركيا أن الإدارة الذاتية عدو لدود لها، من هنا نعلم أن الزيارة لن تكون بموقع ترحيب من قبل تركيا، بل ستعمل على إعاقة وتشويش على الزيارة، في الوقت الذي لا نرى في هذا الموقف أي تأثير، خاصة أن المسؤولين عن ملف شمال وشرق سوريا بالإدارة الأمريكية، يفكرون بعدم اهتمام كبير للموقف التركي تجاه اللقاء، برغم جميع الاستفزازات المتواصلة وانتهاكات لمناطق شمال وشرق سوريا من قبل تركيا أسفرت عن احتلال أراضي سورية، من هنا نرى تركيا دولة احتلال، لا تعمل سوى لمصالحها التي تعادي مصالح الشعب السوري بجميع مواقفها.

– في مقابل العلاقات مع الولايات المتحدة، اليوم كيف تقيمون الموقف الروسي تجاه الإدارة الذاتية، وكيف تنظرون لتصريحات روسيا حول ضرورة وجود تطوير للحوار بين الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا مع الحكومة السورية؟
– الحقيقة ومنذ اللحظة الأولى من التدخل الروسي في الشأن السوري بشكل رسمي منذ عام 2015، وإغلان روسيا أن تواجدها في سوريا لمنع إسقاط النظام السوري، بل ودعم النظام، وهي واضحة في موقفها، فإن موقف روسيا من الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، “موقف مخادع- مخاتل”

ولا يعول على الموقف الروسي الكثير من الآمال، وإن عدنا لموقف روسيا في مناطق أخرى بسوريا كضامن! فإن المصالحات التي جرت في إدلب ودرعا، كانت واضحة بموقفها لصالح النظام وليس كما تم الاتفاق، لذا لا ضمانة حقيقية لموقف روسيا، وللدور الذي من الممكن أن تلعبه تجاه شمال وشرق سوريا.

لقد شهدنا في احتلال سري كانيه / رأس العين وتل أبيض، محاولة روسيا مد الجسور بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية الديمقراطية، لكنهم كانوا ينسحبون من جميع التعهدات تجاه ضمانات تتعلق بموقف النظام السوري، وما يتطلب أن يقوم به لصالح الشعب السوري، فروسيا باختصار تخادع وتنحاز للنظام عندما تقدم نفسها كوسيط.

وعن موقف روسيا من حوار بين الإدارة الذاتية والظام السوري، مع الأسف لم تكن روسيا جادة لمرة واحدة في إتمام أي حوار، حتى في محاولة روسيا تحوير المشهد السياسي باعتبار أن الحوار سيكون بين الحكومة السورية والكرد، كانت الإدارة الذاتية الديمقراطية حريصة أن يكون الوفد ممثلًا لكل مكونات شمال وشرق سوريا، لأن المجتمع كاملًا معني بأي حوار مع الحكومة السورية، الأخيرة التي لا تقدم أي خطوة جادة في الحوار.

من هنا ليس أمام الإدارة الذاتية الديمقراطية، سوى تعزيز الثقة لتمثل جميع مكونات المنطقة، والتفاف المجتمع حول الإدارة التي تمثله، لتكون الأخيرة قادرة على تحقيق الحقوق والحرية والكرامة للأهالي.

باعتقادي أن الروس والنظام وبالتوافق مع الأتراك يحاولون بكل الوسائل للنيل من الإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث كانت ولا تزال هناك محاولات لخنق تجرية الإدارة الذاتية وإنهاءها، فالإدارة ربما تكون عقبة أساسية بوجه إعادة تعويم النظام، وأن تعود سيطرته كما كان قبل 2011، خاصة أن روسيا والنظام السوري، دومًا روجا أن البديل عن السلطة ستكون الحركات الجهادية الإسلامية، من هنا إبعاد الإدارة الذاتية عن المشهد، يأتي خشية طرح الإدارة الذاتية كبديل، لذا النظام يعمل بجهد لمحاربة تواجد الإدارة الذاتية، فتراهم يحاربون التجربة ليلًا نهارًا ولا مصلحة لهم بنجاح هذه التجربة بالمطلق.

– ماهي قراءتكم للمرحلة التي وصلت إليها الأزمة السورية وهل تلوح في الأفق أية بوادر للحلول أو تلاحظون في المرحلة الحالية أية مرونة من قبل الحكومة السورية تجاه الإدارة الذاتية

– مع الأسف أن نقول إن آفاق حل الأزمة السورية هي آفاق مغلقة ولو عدنا إلى الوراء قليلًا وخاصة بعد القرار 2254 وكيف حاولت موسكو وعبر أدواتها كالنظام والصين وايران وحتى تركيا المماطلة والتسويف في هذا القرار الذي دعا إلى حل سياسي وانتاج هيئة سياسية كاملة الصلاحيات تعبر عن السوريين وبالتالي إجراء انتخابات ووضع دستور وما إلى هنالك…. وكيف حولت هذا القرار إلى هيئة تفاوض لا تقدم ولا تؤخر وليست لديها أي صلاحيات ثم إلى لجنة دستورية وكما نجد فقد مضى عليها أكثر من سنتين لم تكتب كلمة واحدة في بند الدستور الذي يحاولون العمل عليه وكل ما طرحته موسكو من مسار استانة إلى سوتشي وصل إلى افاق مسدودة ثم انتقلت لما يسمى بمسار الدوحة وكما اعتقد أنها من خلال هذا تحاول المماطلة والتسويف من أجل إعادة تعويم هذا النظام ولا شيء آخر بالمطلق لذلك كل الآفاق مغلقة أمام الوضع السوري وبكل اسف اقول ذلك ليس من منطلق نظرة تشاؤمية ولكن هذا هو الواقع في الحقيقة.