Connect with us

مدونة آسو

الذكرى الخامسة لشبكة آسو الإخبارية: سعيٌ لمواكبة الصحافة الحديثة… واجتهاد محلي يرتقي

نشر

قبل

-
حجم الخط:

سردار ملادرويش
في طريق كل مؤسسة إعلام، أهداف ورؤى يجب أن تتحقق، حتى تضمن المؤسسة الإعلامية الاستمرارية. بنفس الوقت الذي تحتاج المؤسسة الإعلامية والصحفية، متابعة التطورات المتغيرة في علم الصحافة، خاصة مع التقدم السريع لثورة التكنولوجيا والمعلومات، التي تتطلب متابعة التحولات الكبيرة في حقل العمل الصحفي.

بدأت شبكة آسو الإخبارية، وانطلقت من مناطق في شمال شرق سوريا، في الثاني والعشرين من شهر تشرين الأول\ أكتوبر 2016، من فكرة صغيرة، كانت تُزامن متابعة تحرير مدن مختلفة في المنطقة، من تنظيم الدولة الإسلامية- داعش، حيث وسائل الإعلام الدولية، تسلط الضوء وتغطي الحدث في المنطقة، فكانت بتلك المرحلة قد خرجت مدينة منبج من حكم التطرف المتمثل بداعش، فكانت المتابعة والعمل من قبل مجموعة عمل متطوعة قد انتجت فكرة أن يكون هناك تنظيم عمل صحفي يوعي بمكافحة التطرف، الذي بات يشكل المعضلة الأسوء بحق المجتمعات المدنية، فكريًا ومجتمعيًا.

كان لجانب التوافق على تنظيم عمل الشبكة، احتياج أن يكون الفريق مؤمن بقضية العمل النابعة عن البحث عن المهنية حتى ولو كانت فكرة تطوعية، إضافة لإيجاد فريق منتشر على مستوى شمال وشرق سوريا، طالما أن الهدف هو إنشاء تجربة إعلام محلي مجتمعي، قادر على مواكبة الواقع بحسب الظروف والامكانيات والتطلعات، إضافة للعمل على تأسيس فكرة المأسسة، في سبيل المساهمة بدعم المجتمع السوري عامة في التغيير.

لجانب فكرة تنظيم العمل كان يجب أن يكون هناك اختيار وسائل العمل الصحفي، ففي ظل تطور شبكة الاتصالات، فإن فكرة متابعة ومجاراة الإعلام الحديث باتت تتغلب على العمل بالشكل التقليدي، وهذا يعني أن يكون هناك استفادة من التكنولوجيا الحديثة وثورة الإعلام الرقمي والاتصالات، وبالفعل كانت البدايات من زاوية مهنية أن يكون العمل مراعيًا للإعلام الرقمي الحديث، بالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت منتشرة، والأكثر متابعة واستخدامًا من الجمهور، فبدأ العمل على انتاج مواد مصورة ومكتوبة ومسموعة، تهدف لإظهار المجتمعات المهمشة، ودورها، والتركيز في بيئة شمال وشرق سوريا التي تعتمد على التعددية والاختلافات والتنوع، على الوصول لجميع المجتمعات، وزيادة فرص التماسك في المجتمع مقابل الحرب القائمة في البلاد، ومحاربة خطاب الكراهية ونبذه في ظل وجود تناقضات قومية ودينية في المجتمع، إضافة لاتخاذ مبدأ مكافحة الإرهاب والتطرف الذي احتل مساحات واسعة في المنطقة من قبل الشبكة، بنفس الوقت منح المساحة الكافية للنساء في العمل والمحتوى، وكذلك خلق مساحة آمنة للأطفال في المحتوى، وذلك عبر صفحات التواصل الاجتماعي مثل الفايس بوك واليوتيوب والانستغرام والتويتر والتغلرام، هذا قبل أن يكون لدى المؤسسة محتوى غني تطلب أن يكون هناك موقع الكتروني رسمي للمؤسسة، إضافة إلى استهداف كافة المكونات وفتح المجال للغات، حيث تم العمل باللغات العربية والكردية والإنكليزية (المؤسسة تتقبل جميع اللغات في حال كان هناك بالفعل من يستطيع العمل على اظهار لغته مثل السريانية والاشورية)..

في السنوات الماضية لعمل الشبكة كانت طاقة الاجتهاد في المؤسسة، وكأن وتيرة التطور يجب أن تكون سريعة بقدرة سرعة اختراق ثورة الاتصالات للمجتمعات، لكن هذا في الحياة العملية ليس كذلك، فانتاج المحتوى بقدر ما يُظهَر للمشاهدين بتلك البساطة ربما، يكون خلف العمل كتيبة بشرية تعمل الكترونيًا وفيزيائيا كخلية نحل من إعداد الفكرة وتجهيزها ووضع السيناريو ثم التنفيذ في الواقع، فتحويل المادة للتحميل (في ظل ظروف الاتصالات في المنطقة) ثم انتاجها فنشرها كمحتوى، هي عملية دقيقة وشاقة وتحتاج لتأني وتدقيق فيها، كي تظهر للجمهور بمحتوى هادف ومؤثر ومقبول ودقيق ومهني.

لم يكن العام الجاري والذي سبقه، سهل في العمل كما ربما تظهر للمتابع من خلال العمل والتطور والمتابعة، على العكس!، فأزمة كوفيد-١٩ خلقت تحديين مهمين أمام فريق العمل، الأول أن ظروف كورونا أوقفت الحياة، ما تطلب الحذر في العمل، وقللت من القدرة على التحرك نتيجة انتشار الوباء، بينما الثاني يتطلب التأقلم مع الواقع من قبل الفريق والبحث عن فرصة للمساهمة في دعم المجتمع وتوعيته بالفايروس، لكن كان قرار الفريق بدعم المجتمع مع مراعاة الظروف لعدم التعرض للإصابة بالفايروس، إضافة للاستفادة من الانترنت في بث التعرفة بالفايروس والتوعية به، فقد شغل انتشار الفايروس العالم به وكانت وسائل الإعلام جزء من ذلك.

تتطلع شبكة آسو الإخبارية، كما بدأت العام الجاري من العمل على بناء هيكلية عمل، ووضع خطط استراتيجية، للسير بمراحل مستقبلية أفضل، تستطيع أن تزامن تطور الإعلام، وبنفس الوقت، تكون مؤسسة مجتمعية محلية تؤسس لفكرة القرب من المجتمع في العمل الإعلامي، وكانت بالفعل نتاج الخطوات الأولى هي تطور في إدارة العمل وتنظيمه، والتفكير بتحولات تدعم المجتمع أكثر، وهذه الوتيرة مستمرة في هيكلية المؤسسة، ولكن تحتاج وقت أكثر في ظل شح الدعم للمؤسسات الإعلامية في سوريا، والذي توقف قبل سنوات في سوريا عدا عن بعض المشاريع التي لا تشمل الكل، لتؤسس الشبكة هيكلية عمل وتنظيم وقدرة على اعداد فريق متكامل يستطيع أن يكون نموذج يحتذى به في الإعلام المحلي المجتمعي في واقع بلد يعيش الحرب، في نفس الوقت الذي لم تنضج فيه مؤسسات المجتمع المدني التي تفتقر لقوة الدور الإعلامي من الاستفادة من عمل الشبكات الإخبارية بعقد اتفاقات تستطيع خلالها الشبكات المحلية من العمل بتشاركية مع المنظمات المدنية ليكون أقلها عمل المنظمات المدنية ظاهرًا للجمهور والمجتمع وهذه التشاركية تحتاج بالفعل لمبادرة من منظمات المجتمع المدني التي في الأساس هناك فرص تمويل لها أفضل من واقع الإعلام.

مع دخول الشبكة وفريق العمل العام السادس، شبكة آسو الإخبارية لديها تطلعات مثل أي مؤسسة إعلامية بأن تواكب تطورات العمل وسوقه، وأن تكون قادرة على اقناع المتابعين، وتلبية رغبات الجمهور، إضافة لأن تكون حاضرة دائما في المساهمة بدعم وتطوير المجتمع وتوعيته ونقله نحو الديمقراطية، والحفاظ على تعددية مجتمع شمال وشرق سوريا، ونبذ خطاب الكراهية ومحاربة التطرف، والمساهمة في إدراك دور التنمية في المجتمع، وأن تكون الشبكة قادرة لتكون حاضنة للشباب السوري، وريادية في أن تكون منصة تستقبل المبتدأين والهواة والمعرفة بدور وهدف العمل التطوعي، وكسب الخبرات فيه للوصول إلى مجتمع غير خالي من جيل فاعل قادر على تطويره.