Connect with us

أخبار وتقارير

أحداث سجن غويران… السيرة بمعظمها: هجوم تنظيم داعش على سجن الصناعة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

إعداد: ن.ع- س.م.د
تعيش مدينة الحسكة، منذ الخميس 20 كانون الثاني 2022، حالة أشبه بالحرب، وخوف بين المدنيين، تزامنًا مع أحداث سجن غويران، الذي أسفر عن اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي في مواجهة خلايا تابعة لتنظيم داعش في المنطقة، بعد محاولة خلايا نائمة تابعة للتنظيم، الهجوم على السجن في محاولة لتأمين هروب لمعتقلي التنظيم من سجن الصناعة بحي غويران في الحسكة.

صورة من داخل مدينة الحسكة بعد فرض حظر التجوال الكلي

البدء
بدأ الهجوم المخطط من قبل التنظيم، مساء الخميس، من خلال خلايا من الخارج قامت بتفجير سيارة مفخخة قرب السجن، لحقها تفجير دراجة نارية، بهدف اقتحام السجن، وبحسب معلومات لشبكة آسو الإخبارية، فإن القائمين على عملية التفجير أمام باب السجن بدأت بنحو 25 شخص من المنتمين لداعش.

اشتباكات في محيط سجن الصناعة بمدينة الحسكة

وجاء في بيان صدر عن قوات سوريا الديمقراطية يومها، بأن الهجوم من قبل خلايا داعش هو محاولة للقيام بإخلاء العديد من قياديي ومقاتلي داعش من السجن.

وبينت آراء محللين أن التنظيم يعمل على القيام بالعملية منذ نحو 6 أشهر، ورافق الهجوم على السجن قيام عناصر داعش داخل السجن باستعصاء، وفوضى وأسر موظفين في السجن وعناصر، ما أعاده المحللون إلى أن الهجوم مخطط له وهناك تنسيق بين مجموعات تتبع داعش داخل وخارج السجن.

فرض حظر التجوال في الحسكة

البيان الصادر عن قوات سوريا الديمقراطية إثر الهجوم، تحدث عن أن قوى الأمن الداخلي التي تحرس السجن استطاعت بمساندة من قوات سوريا الديمقراطية، من السيطرة على الاستعصاء الذي نفذه إرهابيو داعش داخل سجن غويران في الحسكة، لكن البيان لم يشر لانتهاء العملية المستمرة.

اندلاع اشتباكات بين قسد وخلايا داعش في الحسكة

داخل السجن
لم تكن الصورة واضحة داخل السجن، إلا في بيان قوات سوريا الديمقراطية، الذي أشار لقيام المعتقلين المنتمين لداعش داخل السجن بحرق الأغطية والمواد البلاستيكية داخل المهاجع، في محاولة لإحداث فوضى وثغرة للهروب وحصل ذلك بالفعل، حيث استطاع العشرات من عناصر التنظيم الفرار من السجن باتجاه حي الزهور “حوش الباعر سابقًا”، ليختبئوا في منازل مدنيين بحي غويران.

الطوق على حي غويران ومساندة التحالف
فرضت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوى الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية، طوقاً أمنياً حول حي الزهور جنوب الحسكة، ليل الخميس / الجمعة (20-21 كانون الثاني 2022)، بهدف تمشيط الحي وإلقاء القبض على عناصر تنظيم داعش المختبئين في الحي.

وشهد تواتر الأحداث في السجن ومحيطه والأنباء عن هروب عناصر لداعش، بينهم مسلحين وغير مسلحين، لتدخل من التحالف الدولي لمساندة قوات سوريا الديمقراطية، بدأ بمساندة جوية لتغطية المنطقة، لردع فرار عناصر التنظيم.

في الوقت ذاته شهد حي الزهور اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وعناصر منتمين لداعش، وسط تحليق كثيف لطيران التحالف الدولي وإلقاء القنابل الضوئية من طائرات الهليكوبتر، لاستهداف خلايا التنظيم الهاربة بالأسلحة الرشاشة، في محاولة تمشيط الحي وإلقاء القبض على عناصر داعش، وكانت أصوات الأسلحة الثقيلة تدوي في الحسكة.

التنظيم يستخدم المدنيين كدروع بشرية
تثار شكوكٌ حول أن مخطط التنظيم استثمر باختراق لعناصر في السجن، حيث تشير المعلومات أن التنظيم حاول شراء عناصر في السجن وخارجه منتمين لقوات الأسايش وقوات سوريا الديمقراطية، الذين سهلوا وصول خلايا التنظيم لمنطقة السجن واقتحامه بسيارات مفخخة.

بعد بدء بوادر الفشل لمخطط داعش، استخدم التنظيم عبر الخلايا التابعة له والعناصر الفارين، المدنيين كدروع بشرية مما أعاق تقدم قوات سوريا الديمقراطية في الأحياء، ما ألزم قوى الأمن الداخلي لفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من الأحياء الجنوبية، حيث بلغ عدد العائلات التي تم إجلاؤها بحسب التقديرات أكثر من 3 آلاف عائلة، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة يوم الجمعة، وسط إعلان حظر تجوال في كافة الأحياء ومنع الدخول من وإلى الحسكة.

فيما لا تزال عشرات العوائل محاصرة في حي الزهور من قبل تنظيم داعش، وتعاني العوائل المحاصرة منذ عدة أيام من فقدان مياه الشرب والخبز.

التمشيط أثمر عن اعتقال خلايا وعناصر فارين من السجن
استطاعت قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي من فرض طوق أمني في حي الزهور بالحسكة، وبمساندة من التحالف الدولي، من إلقاء القبض على عدد من عناصر التنظيم الفارين من السجن باتجاه أحياء المدينة، حيث اعتقل العديد من العناصر في أحياء الصالحية والمفتي وتل حجر في الحسكة، وفي محاولة لتعزيز الأمن قام الأهالي في أحياء الحسكة بتشكيل لجان لحراسة الأحياء ليلًا لمنع تسلل عناصر التنظيم.

صورة من محيط سجن الصناعة بالحسكة خلال تسليم عناصر وسجناء منتمين لداعش أنفسهم لقسد

نتائج العملية الأولية
أسفرت الاشتباكات المتواصلة عدة أيام، لفقدان 3 مدنيين لحياتهم بأسلحة خلايا داعش، خلال دخولهم الأحياء القريبة من السجن، فيما أفصحت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) عن فقدان عناصر لها لحياتهم وجرح أخرين، في حين أسفرت المعارك عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم.

الواقع الإنساني
استهدفت خلايا التنظيم محولة الكهرباء في حي الزهور مع بدء الهجوم على سجن الصناعة، ما تسبب بانقطاع الكهرباء بشكل كامل عن الأحياء الجنوبية في المدينة، ولا سيما الأحياء التي تدور فيها الاشتباكات، إضافة لانقطاع المياه عن مدينة الحسكة لأكثر من أسبوع، نتيجة توقف الوارد المائي من محطة مياه علوك.

ومع فرض حظر التجوال لمنع تسلل عناصر داعش، بات غالبية أهالي المدينة بدون مياه، إذ لم تتمكن الصهاريج من الدخول إلى الأحياء.

خرجت أكثر من 3 آلاف عائلة من حيي الزهور وغويران باتجاه الأحياء الآمنة في المدينة، ولجأت العائلات النازحة إلى منازل أقاربهم في باقي الأحياء، فيما توزعت 150 عائلة في مساجد حيي تل حجر والطلائع.

يواجه النازحون صعوبة في الحصول على الخدمات الأساسية والمواد الغذائية، وسط انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، في حين طلبت المنظمات الدولية من موظفيها مغادرة مدينة الحسكة مع ساعات الهجوم الأولى لخلايا داعش على السجن، ليواجه النازحون ظروفاً في غاية الصعوبة مع فقدان مياه الشرب والخبز في المدينة، وسط غياب تام لدور المنظمات الدولية والمحلية ومؤسسات الإدارة الذاتية، فيما اقتصرت المساعدات على مبادرات أهلية في الحسكة والرقة.

صحفيون على خط النار
في سياق الأحداث، فقد صحفي حياته وتعرض 3 مراسلين صحفيين، خلال تغطية أحداث سجن غويران، لإصابات، وتم نقلهم إلى المستشفيات، وحالتهم مستقرة، بحسب المصادر الطبية، حيث أصيب مراسل وكالة “نورث بريس” (ج.ع) خلال وقوعه من سيارة وهو يقوم بتغطية الأحداث، كما أصيب مراسل وكالة هاوار “ب. ر” برصاصتين في الصدر والبطن، إضافة لإصابة عضو المكتب الإعلامي للمجلس العسكري السرياني “ف. أ” برصاصة قناص في يده خلال تغطية الأحداث، وفقد عضو المكتب الإعلامي لقوات الدفاع الذاتي (أحمد ناصر) حياته، نتيجة تلقيه رصاصةً من قناصٍ في رأسه، أطلقتها أحد أفراد التنظيم.

بينهم مدنيوون إعلاميون وقوى أمن… اشتداد أحداث غويران ضد داعش تسفر عن ضحايا وجرحى

وشهد يوم السبت 22 كانون الثاني، تحليقاً للطيران الحربي التابع لقوات التحالف الدولي، فيما نفذت الطائرات عدة غارات على مواقع تمركز عناصر التنظيم في محيط السجن، كما تواجدت عربتان من نوع “برادلي” في محيط السجن.

استياء وتخوف من بقاء سجن الصناعة بالحسكة
مع بدء هجمات خلايا التنظيم على سجن الصناعة، بات حديث الأهالي في المدينة، يدور حول ضرورة نقل سجن معتقلي داعش إلى خارج المدينة، وإبعاد العناصر الخطرين عن المناطق المكتظة بالسكان، وضرورة أن تنقل الدول التي لديها عناصر في سجون قوات سوريا الديمقراطية.

ولا تزال الاشتباكات مستمرة في حي الزهور ومحيط السجن، وسط تحليق كثيف لطيران التحالف الدولي، كما لا يزال استعصاء سجناء التنظيم مستمراً داخل السجن، في حين استطاعت قوات سوريا الديمقراطية فرض طوق أمني على السجن، لكن عدم إنهاء الاستعصاء يعود لقيام معتقلي التنظيم داخل السجن بأسر عدد من الموظفين والعناصر داخل السجن.

يذكر أن سجن غويران والصناعة بالحسكة يضم قرابة 5 آلاف معتقل من عناصر تنظيم داعش، ألقت قوات سوريا الديمقراطية القبض عليهم أثناء تحرير بلدة الباغوز في ريف دير الزور عام 2019، ويشهد سجن غويران الذي يضم عناصر لداعش توترات بين الحين والأخرى، وحالات استعصاء مستمرة في السجن.