Connect with us

أخبار وتقارير

النقص في مادة التدفئة يرجيء أهالي الشدادي لاستعمال روث الحيوانات

نشر

قبل

-
حجم الخط:

ياسر الجسمي
يلجأ أهالي ناحية الشدادي لاستعمال روث الحيونات كوقود للتدفئة، في ظل قلة توفر مادة المازوت، وإرتفاع أسعارها.
ويقدر سعر لتر المازوت الحر الواحد بنحو 800 ليرة سورية، في ظل شتاء بارد وظروف معيشية صعبة في سوريا.

في حديث “منير السالم” وهو من أهالي قرية جرمز التابعة لناحية الشدادي، لشبكة آسو الإخبارية، يقول إنهم يستخدمون روث الأغنام كبديل عن مواد التدفئة، “أجبرت على استعمال روث الأغنام وأكياس النايلون، كبديل عن مادة المازوت في إشعال المدافئ، بعد أن فقدت الأمل بتوفر المازوت”.

ويشكل اندماج أكياس النايلون في النار للتدفئة تلوث بيئي وأضرار صحية.

ويضيف “منير” أن الرائحة الصادرة عن إحراق روث الأغنام، ربما تكون أقل حدة وضرر من رائحة إحراق أكياس النايلون، برغم أنه في حال توافر مواد التدفئة الاعتيادية ما اضطر الأهالي لاستخدامات بديلة.

في نفس الوقت تقول “أم سليمان” وهي من أهالي قرية جرمز بريف الشدادي، إن الأهالي لم يحصلوا على مخصصات من مادة المازوت حتى الآن، “بسبب اشتداد البرد وخشية على أطفالي من المرض، استيقظ صباحًا لجمع مواد قابلة للحرق، بين أكياس نايلون، وعلب بلاستيك، وأحذية قديمة وقطع قماشية وجمعها لإحراقها بداعي التدفئة”.

لا تأبه “أم سليمان” لسؤال الأضرار الصحية من ذلك، فتقول وهي تلتفت بوجهها للضفة الأخرى “ماذا نعمل، هل نموت من البرد، ماذا أفعل إن كان الخيار الموت من البرد أو إيقاد النار بما يتوفر”، لكن إصرارها على استخدام طرائق بديلة لا يعنِ أنها تتدارك الضرر الذي يصل لأولادها فتقول “أُخرج أطفالي من الغرفة عند إشعال المدفأة، بسبب الرائحة المزعجة التي تملئ المكان بداية إشعال النار، وبعد نحو ربع ساعة تكون الرائحة قد خفت فاسمح بدخول الأطفال للغرفة، وأعلم أن الرائحة مضرة بالصحة لكن لا بديل لدينا”.

حال الأهالي في الشدادي يشمل حال السوريين في مساحة سوريا ككل نتيجة الحرب، وقلة الموارد، وضعف الواقع المعيشي، واستمرار الحرب والصراعات، دون أن يكون هناك حل ينهي مأساة السوريين.

وألتقت شبكة آسو الإخبارية ب “أمين درويش” رئيس مجلس ناحية الشدادي، للوقوف على المشكلة وظروف الأهالي، الذي صرح للشبكة بالقول، إن مدينة الشدادي حصلت على 70٪ من مخصصاتها من مادة المازوت لهذا العام، بينما لم تتجاوز حصة الريف نسبة 50٪، ويعيد
السبب في التأخير لقلة توفر المادة، إضافة للأوضاع الأخيرة التي تمر بها المنطقة بعد أحداث سجن غويران.

ويضيف، “نحن في انتظار توفر المادة لاستكمال توزيع المخصصات في الأيام القليلة المقبلة”.

ويرى أهالي من الشدادي أن جواب الجهات المسؤولة غير مقنع، فمن غير المنطقي أن تؤثر الظروف على انعدام وصول المادة، بالأخص في الظروف التي يعيشها الأهالي في البرد بداية العام الحالي، فيقول أحدهم “التأخير أكثر ماذا سينفع الأهالي، هل سنحصل على مخصصات برد الشتاء في الصيف”.

يقف أحد أهالي المدينة، على مشارف حي ويسحب سيكارة ثم ينفث دخانها وهو يتأمل السماء، غير راضٍ عن فقدان مادة المحروقات، ويقول “ماذنب أبناءنا أن يتم حرمانهم من استطاعة التدفئة في هذا الشتاء”.