أخبار وتقارير
عيد الحب في ذاكرة آلاء: فتاة حرمها داعش حبيبها كما حرّم الحب بين الأهالي
إعداد: آ م أ
في يوم عيد الحب المصادف 14 شباط من كل عام، تُخرج “آلاء” صندوق ذكرياتها الذي تحتفظ داخله، بهدايا وصورة لحبيبها المتوفى.
بحسرة وآلم ودموع منهمرة من عينيها، تفتح كل عام في الرابع عشر من شباط، الصندوق ببطئ، وتتنهد بحسرة، ثم تروي لشبكة آسو الإخبارية كيف دفنت أحلامها الكبيرة في هذا الصندوق الصغير، ورحلت معه أجمل أيام عمرها، لتبقى ذكرى.
“آلاء” فتاة من الرقة تبلغ من العمر 30 عام، تتحدث لشبكة آسو الإخبارية عن قصتها فتقول: في صيف 2016 حاول الشاب الذي أحبه الهروب من مدينة الرقة، التي لم تكن حينها تصلح إلا لحياة يفرضها عليهم تنظيم داعش المسيطر على المدينة آنذاك، “توفي الشاب الذي أحبه حينها عندما انفجر به لغم أرضي زرع عند مدخل المدينة الشمالي، وهو يحاول الهرب من جحيم المدينة على أن يصل لطريق اتبعه بعدها ونعيش سوية”.
وكان تنظيم داعش يزرع الألغام في محيط المدينة لمنع قوات سوريا الديمقراطية من التقدم باتجاه المدينة.
تتابع “آلاء” حياتها اليوم في الرقة، من خلال العمل ولقاء الصديقات، لكنها تقول إنها لم تستطع تجاوز معاناة فقدانها لحبيبها، ولا زالت إلى اليوم تعيش على ذكرياتها الماضيه معه.
تقول آلاء، كان الاحتفال بعيد الحب في فترة سيطرة داعش على المدينة من المحرمات، حيث كان يعاقب بأشد العقوبات كل من يبدي أي مظهر من مظاهر الإحتفال بهذا اليوم، لذلك بات هذا اليوم من المنسيات لدى شبان وشابات المدينة.
وكان التنظيم يحرم كل مظاهر البهجة والسرور على حد وصفها، ليزرع صورة سوداء تغطي المدينة الكئيبة بسبب التنظيم.
وتضيف، لكن اليوم أصبحت المدينة تكتسي باللون الاحمر، في هذا اليوم من كل عام بعد أن كانت تتشح بالسواد فقط، تنتشر محال بيع هدايا عيد الحب في كل أزقة المدينة، وبات من الطبيعي جدا رؤية مظاهر الاحتفال بهذا اليوم.
تراقب آلاء هذا اليوم بألم فقدان حبيبها، لكنها تعيش لحظات سعيدة وهي ترى الأخرين من أبناء مدينتها يعيشون الأجواء مجددا بعد أن رحل كابوس داعش عنهم.
وعن أجواء عيد الحب في الرقة يقول عبد الجبار الحسن 35 عام صاحب محل لبيع الهدايا، قمت بتجهيز المحل الذي طغى عليه اللون الأحمر لون الحب والعاطفة، ويتوافد الشبان والشابات لشراء الهدايا من المحل وهم يحلمون بمستقبل أفضل.
إذ أن اكتساء أغلب المحال التجارية باللون الأحمر في المدينة في هذا اليوم يذكرنا بالحرية التي حصلنا عليها بعد عناء لسنوات أثناء سيطرة تنظيم داعش، الذي منع جميع مظاهر البهجة والسرور عن السكان.
ويضيف الحسن، لقد صبغ داعش المدينة باللون الأسود لون الحداد على أيامنا السعيدة قبل سيطرة التنظيم.
ويتابع تلقيت تهديدات عدة من قبل عناصر داعش، بسبب عرض الهدايا والالعاب بألوان زاهية والتي تحمل عبارات رومانسية لا تتناسب مع فكرهم المتطرف والمتشدد.