أخبار وتقارير
فقدان ثقة الفصائل السورية المسلحة بمشغّلها التركي بعد تكرر استغلالهم
بدأت الفصائل السورية المسلحة التابعة للإحتلال التركي، في الآونة الأخيرة، تشعر بحالة من الخذلان وعدم الارتياح في التعامل مع الجانب التركي، وذلك نظراً لعدم إيفاء الأخير بالوعود المالية التي أغرتهم بها مقابل تجنيدهم لتحقيق الأطماع التركية.
وبحسب ما أفادت مصادر خاصة لشبكة آسو الإخبارية، فإنّ العديد من العناصر بدأوا يعربون عن عدم استعدادهم لخوض حرب جديدة لصالح الاحتلال التركي، ولا سيما مع تصاعد التهديدات التركية ضد مناطق شمال وشرق سوريا.
بدأ هذا الشعور يتنامى لدى هذه الفصائل بعد تجنيد الآلاف منهم للقتال في ليبيا وأذربيجان، ولا سيما بعد أن أقدم العديد من قادة هذه الفصائل بالاستيلاء على رواتب هؤلاء العناصر، ومن بينهم المدعو محمد الجاسم والمقلب ب “أبو عمشة” الذي سرق رواتب شهرين متتاليين لأكثر من 1000 عنصر يتبعون لفصيله، ممن شاركوا بالقتال في ليبيا، يضاف إلى ذلك تخفيض رواتب هؤلاء العناصر من 2500 دولار أمريكي إلى أقل من 400 دولار.
كل هذه الأسباب جعلت عناصر هذه الفصائل تشعر بحالة من عدم الثقة بالاحتلال التركي وقيادات الفصائل الذين يوعزون إليهم بالاستعداد للعملية العسكرية المحتملة ضد مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.
حيث أكدت مصادر خاصة لشبكة آسو الإخبارية، عدم وجود دافع لدى الكثير من العناصر للمشاركة في هذه العملية المحتملة التي يرون بأنها ستكون “محرقة” للعناصر، على حد وصفهم.
يأتي ذلك في ظل شعورهم بأنهم لن يحصلوا على شيء مقابل مشاركتهم في القتال، وأنّ قادتهم سيستولون على الأموال المخصصة لهم في حال وجودها، وسرقتها، على غرار ما حدث في المعارك السابقة التي خاضوها.
وفي هذا السياق يقول الشاب “سعيد العلي” (اسم مستعار) لأحد عناصر حركة “أحرار الشام” لشبكة آسو الإخبارية، إنّ معظم عناصر الفصائل الموالية للاحتلال التركي الآن لم يعودوا يثقون بوعود تركيا، لافتاً إلى أنّ مئات العناصر لا زالوا في ليبيا يعملون على سد خطوط التماس والحراسة وينتشرون في المناطق التي سيطرت عليها تركيا، وهم الآن يتقاضون رواتب شهرية لا تتجاوز 400 دولار أمريكي فقط، في حين أنّه كان من المقرر أن يتقاضوا 2500 دولار أمريكي.
ويذكر “العلي” أنّ قادة الفصائل التابعة للاحتلال التركي بدأوا بإعداد قوائم للعناصر المشاركة في العملية العسكرية المحتملة في شمال وشرق سوريا، مشيراً إلى وجود نقص كبير في أعداد المشاركين المحتملين، ما دفع بهؤلاء القادة إلى تهديد عناصرهم باستبعادهم، وفقاً لقوله.
كما يتحدث “حمود الإبراهيم” (اسم مستعار لأحد عناصر فصيل “فيلق الشام” التابع للاحتلال التركي)، لشبكة آسو الإخبارية، قائلاً إنه يرفض المشاركة من جديد في أي معركة ستطلقها تركيا سواء كانت في سوريا أو خارجها “لأن الجانب التركي لا يوفر أي حماية للعناصر” كما أن قادة الفصائل يتصفون بالجشع ويستولون على مستحقات العناصر، على حد تعبيره.
ويلفت إلى أن غالبية العناصر لا ترغب بالوجود التركي في الشمال السوري وبهيمنتها على كل مفاصل الحياة فيها، لكن ما يجبرهم على الصمت هو وجود مبلغ مالي صغير شهرياً مع سلة غذائية “يسدون بها رمقهم” على حد وصفه.
ويشير إلى وجود مجموعات كاملة ضمن فصيل “فيلق الشام” أعلنت عن عدم رغبتها بالمشاركة في المعركة التي تحضر لها تركيا في شمال وشرق سوريا، “لأنهم يرون أنّ الأولى بالفصائل أن تفتح جبهة ضد مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية في ريف إدلب الجنوبي وريفي حماة الشمالي والغربي وريف حلب الغربي لاستعادة المناطق وإعادة النازحين والمهجرين بدلامن إطلاق معركة جديدة في منطقة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.”
ويعبّر “العلي” عن استيائه من الحال في شمال سوريا التي أوصلها الاحتلال التركي إليها، مشيراً إلى أن عناصر الفصائل باتت كأوراق بيد الأخير الذي حرف هذه الفصائل عن بوصلتها واستخدامهم كمرتزقة مأجورين لتنفيذ أجنداته في أي بقعة كانت من الأرض.
ويؤكد أن هؤلاء العناصر لم تعد لديهم الرغبة في القتال بسبب شعورهم بأنهم باتوا مجرد لعبة يستخدمها الاحتلال التركي، في حين أن “قادة الفصائل يتمتعون بالثروات من منازل فارهة وسيارات فخمة وأرصدة في البنوك الخارجية.”
ويطلق المسؤولون الأتراك في الآونة الأخيرة تهديدات باحتلال مناطق جديدة في شمال وشرق سوريا، لكن بحسب المعطيات على الأرض، وبعد قمة طهران التي جمعت حلفاء آستانة، وبعدها لقاء سوتشي بين بوتين وأردوغان، يبدو أن الاحتلال التركي لم يحصل على الضوء الأخضر من هذه الأطراف، كما أن الولايات المتحدة حذرت مراراً على لسان مسؤوليها الجانب التركي من مغبة تنفيذ أي عملية عسكرية جديدة في شمال وشرق سوريا.