أخبار وتقارير
انتشار الكوليرا في سوريا… ووضع مخيمات النازحين في حالة تأهب قصوى
تتزايد المخاوف من تفشي وباء الكوليرا في سوريا بعد أن كشفت السلطات عن تلوث جزء من نهر الفرات
محمد حردان
ترجمة هجار عبو
مع انتشار الكوليرا في شمال شرق سوريا، تتزايد المخاوف بشأن تفشي المرض في أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك في الشمال الغربي حيث يمكن أن تكون مخيمات النازحين التي تفتقر إلى أي بنية تحتية أساسية بمثابة بؤرة للأمراض المعدية.
ووفقًا لبيانات شبكة الإنذار المبكر والاستجابة (EWARN) وهي نظام معلومات صحي لرصد الأمراض الوبائية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، فقد وصل عدد حالات الكوليرا المشتبه بها في شمال شرق سوريا إلى 8228 حالة اعتبارًا من 4 تشرين الأول/أكتوبر منذ بدأ تفشي المرض في المنطقة في 10 آب/ أغسطس.
وحذرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي يقودها الكورد في 21 سبتمبر/أيلول من خطر انتشار الكوليرا في المنطقة وقالت إن نهر الفرات ملوث.
وقال سعد الشويخ، وهو مهندس زراعي في الرقة، لـ “المونيتور”: “إن انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات والتلوث بالكوليرا من الأسباب الرئيسية لتفشي المرض، وقد تحولت بعض البقع إلى مستنقعات شكلت بيئة مناسبة لانتشار الكوليرا، خاصة وأن المزارعين يعتمدون بشكل أساسي على نهر الفرات في الري”.
وفي تحديث آخر لحالة الكوليرا في شمال غرب سوريا، قالت شبكة الإنذار المبكر عن الكوارث إنه تم رصد 124 حالة جديدة مشتبه بإصابتها بالكوليرا في المنطقة في 4 أكتوبر/ تشرين الأول، وبذلك يصل العدد الإجمالي للحالات المشتبه فيها إلى 488.
ولم تسجل أي حالة وفاة منذ بداية تفشي المرض في شمال غرب سوريا في 19 سبتمبر.
وفي بيان صدر في 2 أكتوبر/تشرين الأول، دقت مجموعة تنسيق الاستجابة السورية، وهي منظمة إنسانية غير حكومية مقرها إدلب تساعد النازحين، ناقوس الخطر بشأن انتشار الكوليرا في مخيمات النزوح في شمال غرب سوريا بالقرب من الحدود مع تركيا، قائلةً إن المخيمات تشكل مصدر خطر، وهي بيئة مواتية لانتشار المرض في ظل ضعف نظام الصرف الصحي ونقص المياه النظيفة داخل وخارج المخيمات وتجاهل السكان للمرض وعدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
وأعلنت وزارة الصحة السورية في دمشق، في بيان لها في 4 تشرين الأول/أكتوبر، أن عدد حالات الإصابة بالكوليرا بلغ 594 حالة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية.
وبحسب معطيات الوزارة، توزعت الحالات على النحو التالي: 386 في حلب، و84 في ديرالزور، و45 في الحسكة، و26 في الرقة، و21 في اللاذقية، وست حالات في كل من حمص ودمشق، وتسع في السويداء، و3 في درعا وواحد في القنيطرة.
وقالت الوزارة إن 39 شخص فقدوا حياتهم نتيجة الكوليرا.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي وباء الكوليرا في سوريا، وقال فيليب بربوزا، رئيس فريق منظمة الصحة العالمية المعني بالكوليرا وأمراض الإسهال الوبائية، في إيجاز صحفي في جنيف يوم 30 سبتمبر، “أبلغت وزارة الصحة السورية عن انتشار وباء الكوليرا في 10 محافظات اعتبارًا من 28 سبتمبر، ما أدى إلى وفاة 33 شخصًا و426 حالة مؤكدة. إن الوضع في المحافظات المتضررة يتطور بوتيرة تنذر بالخطر وينتشر إلى مناطق أخرى”.
من جهته، قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية في سوريا لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، “إن تفشي وباء الكوليرا يسمى حاليًا وباءً، إذ يقتصر على سوريا فقط. لكن الأمراض المعدية لا تعرف حدودًا وقد تنتشر في كل مكان، ولا أحد محمي منها – وهذا ما أثبته جائحة COVID-19 على مدار العامين الماضيين”.
للقراءة من المصدر هنا
الصورة من النت