أخبار وتقارير
هيومن رايتس ووتش تتهم أنقرة ودمشق في تفاقم أزمة الكوليرا في شمال وشرق سوريا
اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير صدر عنها بداية شهر تشرين الثاني الجاري، الحكومة التركية، والنظام السوري، بالعمل على تفاقم وباء الكوليرا في شمال وشرق سوريا، وذلك بقيام الحكومة التركية بتعطيل امدادات المياه من نهر الفرات لسوريا، وقيام الحكومة السورية بعرقلة إيصال المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية الدمقراطية في شمال وشرق سوريا.
ووصفت المنظمة دور تركيا والنظام السوري بشكل “ينضوي على التمييز العنصري”.
وتعاني منطقة شمال وشرق سوريا منذ سنوات من قيام تركيا بمحاربة المنطقة بالمياه، ما أسفر عن انخفاض منسوب مياه نهر الفرات، كما يدق خطر انتشار وباء الكوليرا في المنطقة منذ نحو شهرين.
وقالت هيومن رايس ووتش في البيان “لم تضمن السلطات التركية تدفقا كافيا للمياه من المنبع نحو الجزء السوري من نهر الفرات، إضافة للتوقف المستمر لامدادات المياه من محطة علوك الواقعة شرقي مدينة سري كانيه\ رأس العين، وهي مصدر حيوي للمياه في مناطق شمال وشرق سوريا”.
وقال نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش “آدم كوغل” إن “التفشي المدمر للكوليرا لن يكون آخر مرض منقول عن طريق المياه، والذي يمس بالسوريين، إذا لم تُعالَج أزمة المياه الحادة في البلاد فوراً ولاسيما في شمال شرق”.
وأضاف “يمكن لتركيا، وينبغي لها، أن تتوقف فوراً عن مفاقمة أزمة المياه في سوريا”.
واتهمت المنظمة السلطات التركية، التي تفرض قيوداً شديدة على تدفق المياه إلى سوريا منذ فبراير/شباط 2021، وكذلك تحكمها بمحطة مياه علوك التي تخدم أكثر من 460ألف شخص في مدينة الحسكة التي قلصت عملها وهي بحاجة إلى إصلاحات ضرورية.
في السياق ذاته تتهم المنظمة الحكومة السورية بعرقلة وصول المساعدات إلى مناطق الإدارة الذاتية. وترى أنها فرضت قيوداً على وصول المساعدات إلى منشآت الرعاية الصحية، والمنظمات الإنسانية العاملة في شمال وشرق سوريا، والتي تكافح لمواجهة مرض يمكن أن ينتشر بسرعة، ويقصد مرض الكوليرا.
ونقلت المنظمة في البيان عن أحد عمال الإغاثة قوله إن “هناك عائلات بأكملها تصاب بالمرض، في الوقت الذي تكتظ المراكز الصحية بالمرضى، والناس يرقدون على الأرض”.
ورجّح عامل الإغاثة “أن وكالات الأمم المتحدة تواجه مشاكل، في الحصول على موافقة الحكومة السورية في نقل الإمدادات”.
كما شددت المنظمة في البيان بالقول إن “على جميع أطراف النزاع السماح لعمال الإغاثة بالوصول المباشر، دون عوائق إلى جميع مناطق سوريا”.
ووفق الأمم المتحدة تشهد سوريا منذ أيلول/سبتمبر تفشيا للكوليرا في محافظات عديدة، وأن النزاع المستمر منذ عام 2011 أدى النزاع إلى تضرر ثلي محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ، وثلث خزانات المياه حيث سجلت الحكومة السورية حتى الآن 1249 إصابة بوباء الموليرا بينها 49 حالة وفاة.
*الصورة من النت