Connect with us

أخبار وتقارير

ناحية جنديرس والأطماع التركية: موقع استراتيجي يمر منه طريق دولي يربط بين ولايات الجانب التركي وسوريا

نشر

قبل

-
حجم الخط:

تشكل ناحية جنديرس أهمية كبيرة، ما جعلها تشهد اقوى المعارك واعنفها خلال عملية غصن الزيتون التي خاضتها الدولة التركية وفصائلها المسلحة للسيطرة على المنطقة.

وكان للناحية النصيب الأكبر من الدمار والخراب الذي لحق بها نتيجة تعرضها لقصف وحشي من الجانب التركي بهدف السيطرة عليها، ما تسبب في تدمير القسم الغربي من الناحية بشكل شبه كامل إضافة لتعرض الأبنية السكنية الواقعة على طريق قرية حمام لدمار كبير نتيجة القصف الجوي حينها.

وعقب تمكن تركيا وفصائلها المسلحة من السيطرة على المنطقة، سعت تركيا إلى تبديل ملامح الناحية بشكل كامل من خلال تغيير أسماء الأحياء والشوارع واستبدالها بمسميات عثمانية حيث قامت بتسمية الناحية بولاية هاتاي وذلك من خلال كتابة اسم ولاية هاتاي عند بداية الدخول للناحية مع وضع اشارة السهم باتجاه أحياء الحي.

وقامت تركيا بتسليم الناحية لفصائل أحرار الشام وجيش الشرقية التي تمركزت في مركز الناحية في حين توزعت بعض الفصائل الأخرى في القرى التابعة للناحية أبرزها فصيل أحرار الشام المعروفة بولائها لهيئة تحرير الشام الإرهابية، ولواء سمرقند وفرقة الحمزات والذين مارسوا شتى أنواع الجرائم والانتهاكات بحق السكان الكرد المحليين من خلال عمليات الخطف والاعتقال وفرض الإتاوات و الضرائب إضافة إلى الاستيلاء على أملاك الكرد بالقوة وتحت تهديد السلاح.

وفيما يخص القرى التابعة لناحية جتديرس التي تعد ثاني أكبر ناحية في عفرين، بعد ناحية شيخ الحديد، فقد أبدى الجانب التركي أهمية كبيرة بقرية حمام الحدودية كونها تعد نقطة وصل بين الجانب التركي والسوري.

وبدأت بأعمال توسيع الطريق الواصل بين الجانب التركي وقرية حمام باتجاه عفرين، وقامت حينها باقتلاع المئات من أشجار الزيتون الواقعة على طرفي الطريق ولم تقم بتعويض مالكي تلك الحقول بأي تعويض يذكر باستثناء تسليمهم الأشجار التي قاموا باقتلاعها، والتي هي أساسًا ملك لهم، وبعد الانتهاء من أعمال توسيع الطريق وترميمه أعلنت الدولة التركية عن افتتاح معبر حمام الحدودي ليصبح من أهم المعابر الحدودية للجانب التركي إلى جانب معبري باب السلامة في مدينة اعزاز ومعبر باب الهوى في مدينة ادلب.

المواقع الأثرية في ناحية جنديرس

تشتهر ناحية جنديرس بمواقعها وتلالها الأثرية التي اطغت على الناحية أهمية كبيرة ما جعلها في مرمى أطماع فصائل الجيش الوطني التي عاثت فيها فسادًا، ومن أهم تلك التلال الأثرية هي تل جنديرس الأثري الذي يعد من أكبر التلال وأكثرها أهمية في عفرين وتعرض التل خلال فترة سيطرة الجيش الوطني للعديد من أعمال الحفر والتنقيب بهدف البحث عن الأثار إضافة لتجريف عدد من التلال الأخرى كتل قرية سيندانكة وتل قرية جلمة.

وبحسب المصادر المحلية، فقد تم العثور على قطع أثرية تاريخية ونقلها للداخل التركي نظرًا لأهميتها التاريخية والأثرية.

وتعمد تركيا منذ احتلالها لمدينة عفرين إلى نهب وسرقة وتدمير كافة المواقع والقرى الأثرية للمنطقة وتسعى لتحقيق أطماعها العثمانية في المنطقة من خلال استخدام مسلحي فصائل الجيش الوطني كأداة للتخريب والدمار.

وفيما يخص قرى ناحية جنديرس فتعد قريتي خالطان وكوردان من أهم القرى الأثرية في الناحية، وبحسب سكان تلك القرى فإنها قرى أثرية تحوي في باطنها أثار وكنوز قديمة وما يؤكد صحة ذلك هي منع أعمال الحفر والتنقيب بفترة وجود الحكومة السورية في مدينة عفرين وأيضًا خلال فترة حكم الإدارة الذاتية.

ويبلغ عدد القرى التي تتبع لناحية جنديرس 33 قرية حيث تشتهر هذه القرى بخصوبة تربتها وتميزها بلون التراب الأحمر الذي يعد البيئة الأنسب للزراعة ما جعل منتوجها من الزيتون يختلف عن باقي النواحي وكذلك تتميز ناحية جنديرس وقراها بأراضيها السهلية حيث يندر وجود المناطق الجبلية فيها و التي تعرف بمسمى / داشتي جومي / لدى سكان عفرين المحليين.