Connect with us

مدونة آسو

تعزيز دور الإعلام في محاربة الاستقطاب وخطاب الكراهية من أجل مجتمع متماسك

نشر

قبل

-
حجم الخط:

هذه المادة منشورة بالتعاون بين شبكة الصحفيين الكُرد السوريين (SKJN) وشبكة آسو الإخبارية في برنامج تعاون ضمن مشروع إعلام يجمعنا، حول” تعزيز دور الإعلام في محاربة الإستقطاب وخطاب الكراهية من أجل مجتمع متماسك”.

نسرين حواس
الاستقطاب وخطاب الكراهية أصبحا تحديان رئيسيان يواجهان المجتمعات اليوم، ولذا فإن تعزيز دور الإعلام في محاربتهما يعد أمراً حيوياً لبناء مجتمع متماسك. يلعب الإعلام دوراً مهماً في تشكيل وجهات النظر والمعتقدات، وباستخدامه بشكل إيجابي ومسؤول، يمكن للإعلام أن يكون قوة فعالة في تعزيز التسامح وتحقيق التعايش السلمي في المجتمع.

ولعل ما يعانيه السوريون خلال مدة الحرب الطاحنة في بلادهم خير مثال لنستشف من قصة لجؤهم ما يوضح مدى تأثير الأعلام ودوره في موجهة الاستقطاب ونشر خطاب الكراهية.

اللاجئون السوريون في تركيا ولبنان في مواجهة خطاب الكراهية:
يعاني اللاجئون السوريون الذين فروا من الحرب وانتقلوا إلى تركيا ولبنان من ظروف صعبة جراء ما يواجهونه من اهانات واتهامات في اماكن اقاماتهم او في العمل بل وصل خطاب نشر الكراهية والعنصرية بهم إلى حدود باتت السيطرة عليها صعبة لتتحول قضية اللاجئين إلى ورقة ضغط وتهديد بين الفينة والأخرة.

في تركيا
السوريون وحدهم بلا سند ودعم في مواجهة خطابات الكراهية التي باتت تؤرق حياتهم اليومية والاعلام هو طرف أساسي في تأجيج الكراهية واحتقان الشارع المحتقن مسبقاً نتيجة ما تمر به تركيا من أزمات اقتصادية وسياسية وقد لاحظ الجميع ذلك في الانتخابات الأخيرة التي جرت في تركيا وما خاضته المعارضة من صراعات ورفع شعار طرد السوريين في حال الفوز وما نتج عن ذلك من قلق وخوف لدى السوريين.

أما في لبنان
فالقصة أسوء بكثير فبالرغم من سوء الأحوال والظروف وعدم تمتع اللاجئ السوري بأبسط حقوقه تتعالى أصوات الحقد والكراهية هنا وهناك متهمين السورين بالجهل والتجاوزات على الرغم من أن الكثيرون يعيشون في ظروف مهمشة وفقر مدقع، ويواجهون صعوبات في الوصول إلى الخدمات الأساسية. توجد أيضًا حالات تمييز في المجالات القانونية والعمل، وتكثر التصريحات العنصرية والكراهية تجاه اللاجئين السوريين في الإعلام اللبناني. ولتوثيق دور الاعلام في موجهة خطاب الكراهية أو في نشر هذا الخطاب ما تم تداوله قبل أيام من قبل نشطاء سوريين وعرب للرد على تصريحات الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية رئيسة تحرير مجلة الجرس عبر لقاء لها مع قناة لبنانية واستهزاءها من السورين واتهامهم بالجهل فقط لأن عامل في إحدى المحلات لم يتعرف على طلبها وهو (الشوكولامو) لتتهم شعب كامل.

أولاً وقبل كل شيء، يجب على وسائل الإعلام أن تعمل على نشر الوعي بأهمية التعايش والاحترام المتبادل بين الأفراد، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية والدينية والعرقية. يمكن تحقيق ذلك عن طريق تسليط الضوء على قصص نجاح العيش المشترك والتعايش السلمي في المجتمعات المختلفة. كما يجب أن تتضمن الوسائل الإعلامية تغطية شاملة وموضوعية للأحداث والقضايا المتعلقة بالتعايش والتنوع الثقافي، وتعزيز قيم المساواة والعدالة.

دور الحكومات في رسم سياسات الاستقطاب ونشر خطاب الكراهية:
يمكن أن يكون هذا الدور متنوعًا ومؤثرًا. بشكل عام، إذ تتحمل الحكومات مسؤولية صياغة سياسات تعزز التضامن وتقوي الاندماج الاجتماعي والثقافي بين الأفراد والمجتمعات المختلفة.

ومع ذلك، في بعض الأحيان، يمكن أن تتبنى بعض الحكومات سياسات الاستقطاب أو تشجع على نشر خطاب الكراهية، وهو أمر يؤدي إلى زيادة التوترات والتمييز بين المجتمعات. يمكن أن يؤثر استخدام الإعلام الرسمي الحكومي في نشر هذه السياسات والأفكار بشكل كبير.

الإعلام الرسمي الحكومي يعد وسيلة هامة للحكومات للتواصل مع المواطنين ونشر سياساتها وأفكارها. يتم استخدامها للتأثير على آراء الناس وتشكيل الرأي العام بما يتماشى مع أجندة الحكومة يمكن أن يتضمن ذلك تحريف الحقائق وتوجيه الانتقادات بشكل مشوه لصالح الحكومة في بعض الأحيان، يمكن استغلال هذا الوسيلة لنشر رسائل تحرض على الكراهية أو تروج للتمييز العنصري أو الاجتماعي أو الثقافي.

توضح هذه النقاط مدى تأثير الحكومات وسياساتها في رسم سياسات الاستقطاب ونشر خطاب الكراهية، وكذلك الآثار السلبية التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في تركيا ولبنان جراء نشر هذا الخطاب في وسائل الإعلام. ينبغي على الحكومات أن تكون حريصة على تعزيز التعايش وحقوق الإنسان، وعلى الإعلام أن يلتزم بالموضوعية ونقل الحقائق بدقة. من جانبهم، يجب على المجتمع الدولي أن يكون له دور فعال في دعم اللاجئين السوريين ومساعدتهم على تجاوز التحديات.

دور الإعلام في محاربة الاستقطاب وخطاب الكراهية
يجب على الإعلام أن يعزز الوعي والتثقيف حول الاستقطاب وخطاب الكراهية، من خلال توفير المعلومات الصحيحة والتحليل الموضوعي. ينبغي أن يكون للإعلام دور فاعل في كشف الأكاذيب وتعميق الفهم للأسباب والتأثيرات المترتبة على هذه الظواهر الضارة.
كما يمكن للإعلام أن يعزز التواصل بين المجتمعات المختلفة ويعمل على تعزيز الحوار البناء والتفاهم المتبادل. يجب تسليط الضوء على القصص والتجارب الناجحة للتعايش والتعاون بين مختلف الثقافات والأعراق، وتشجيع الحوار المفتوح والاحترام المتبادل بين الأفراد.

وفي سبيل تحقيق ذلك يجب أن تلعب وسائل الإعلام دوراً حاسماً في تأهيل الصحفيين والإعلاميين لفهم أهمية تعزيز التسامح والتنوع وتجنب الإساءة والتحيز في تغطية الأخبار. يجب أن تتضمن برامج التدريب الصحفي توعية حول قضايا الاستقطاب وخطاب الكراهية، وتشجيع المهنيين في مجال الإعلام على مساعدة المجتمع في التحول نحو تعاطف أكثر وفهم أعمق.

في الختام، يجب على الإعلام أن يكون رائداً في تعزيز المجتمع المتماسك من خلال محاربة الاستقطاب وخطاب الكراهية. يجب أن تتعاون الحكومات والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، وضمان وجود بيئة إعلامية صحية ومتوازنة تعمل على تعزيز فهمنا المشترك وتقبل الأخر.

وأن تكون هناك أصوات ومنظمات مختلفة تعمل على نشر الحقائق والتوعية وتعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة. من خلال الجهود المستمرة للصحفيين المستقلين والنشطاء والمنظمات غير الحكومية، يتم السعي إلى تسليط الضوء على أوضاع اللاجئين وانتهاكات حقوق الإنسان والحاجات الإنسانية في سوريا.

على الصعيد الدولي، تلعب المنظمات الإعلامية الدولية دورًا في نقل الأحداث والتوعية بالتحديات التي تواجهها سوريا. من خلال التغطية الموضوعية والتحقق من الحقائق، يمكن لهذه المنظمات المساهمة في توجيه الانتباه العالمي إلى الأزمة السورية والتأثير على صنع القرار الدولي.

*الصورة من النت