أخبار وتقارير
بعد تضررها بقصف الاحتلال التركي… آمال بإعادة إصلاح صوامع الدرباسية
أفين علو
تحت شمس الصيف اللاهبة، يسند العامل “وليد حج شينو” ظهره إلى جدران صوامع القمح في مدينة الدرباسية، وهو واحد من أقدم العمال الذين عملوا منذ التسعينيات في هذه الصوامع ، وحين رفع رأسه، لم يتحدث عن حرارة شهر تموز اللاهبة، ولا حتى عن تدهور قيمة الليرة السورية مقابل الدولار، بل تحدث عن الابتسامة التي يرسمها موسم القمح على شفاههم.
تقع صوامع الدرباسية في الجهة الشمالية من المدينة بمحاذاة الحدود التركية، وتم بنائها عام 1974 لاستلام قمح “الدوكمة” وكان تسع آنذاك 18 ألف طناً، وفيما بعد تم توسيعها لتصبح سعتها 120 ألف طن، وكانت واحدة من أهم المنشآت الحيوية قبل بداية الأزمة في سورية، ومصدر رزق لأكثر من 500 عامل وعائلة.
وفي عهد الإدارة الذاتية أصبحت مصدر رزقٍ للسائقين، حيث كان يتم توريد القمح إليها من مدينة رأس العين، ومنطقة السيكر والقرى الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي القامشلي/قامشلو والدرباسية.
تقول “فاطمة” 50 عاماً من قرية تل تشرين بريف الدرباسية بلهجتها العامية: “لمن كان الصوامع يشتري القمح في التسعينيات كنا نفرغ القمح المكيس وحينها كنا نقبض على كل طن 22 ليرة سوري، من فرع الحبوب في القامشلي، لكن حالياً ما عم أشتغل وزوجي بس اللي يشتغل.”
وتتمنى فاطمة افتتاح الصوامع في العام المقبل حتى تتوفر لهم فرص عمل ومصدر رزق.
وتضررت العديد من المؤسسات الخدمية والاقتصادية عقب اجتياح الاحتلال التركي لمدينة رأس العين/سري كانييه وتل أبيض/كري سبي، في التاسع من شهر تشرين الأول عام 2019، ومنها صوامع الدرباسية، وخلال موسمي 2021/2022، ونتيجة الجفاف الذي ضرب المنطقة وسوء الموسم الزراعي توقفت عملية بيع وشراء المحاصيل بشكل شبه كامل.
وتعرض قسم من الصوامع للقصف، ما أدى إلى تعطيل جرار سحب الحبوب، ومنذ ذلك الحين توقفت الصوامع عن العمل ولم تفرغ فيه أي كمية من القمح، وأثرت بشكل مباشر على طبيعة العمل في المدينة، وبات الفلاحون يوردون محاصيلهم إلى مراكز بعيدة عن المدينة كصوامع كبكا أو صوامع الحسكة بتكلفة عالية.
يقول الرئيس المشتركة لشركة التطوير المجتمع الزراعي “عبد العزيز الرمو” لشبكة آسو الإخبارية، بأنه لم يكن لدى الإدارة إمكانيات لإصلاحه الصوامع، بعد تضررها إثر الاجتياح التركي للمنطقة، والآن هناك محاولات لإصلاح الصوامع ووضعها في الخدمة العام المقبل.
“لصوامع الدرباسية أهمية اقتصادية واجتماعية وتساهم في خدمة المنطقة بأكملها، يستفيد منها الفرد العامل، بالإضافة إلى المعامل والشركات وبالتالي تشغيل اليد العاملة وإنعاش اقتصاد المنطقة”، على حد وصف الرمو.
وحول آلية العمل والإنتاج والتصريف قال الرمو: “كانت مؤسسة الصوامع تعمل لصالح المؤسسة العامة للحبوب قبل الأحداث، حيث كان يتم شراء ما يعادل مئة ألف طن من المحاصيل من الفلاحين عن طريق مكتب الحبوب بعد أخد عينات منها وتفريغها في الصوامع، حيث تقوم بأخذ العينات من القمح وتحليلها ومعرفة درجة الجودة واستلامها وتفريغها بخلايا من نفس الدرجة، ولكن منذ أربع سنوات أصبحت الصوامع تابعة لشركة تطوير المجتمع الزراعي”.
تضرر أيضاً السائقون وأصحاب سيارات الشحن من توقف الصوامع عن العمل، واتجهوا للعمل خارج بلدتهم وفي مراكز بعيدة بحثاً عن لقمة العيش، وذلك وفق ما أفاد به السائق عبد السلام أوصمان، أحد أهالي الدرباسية.
ويأمل أهالي مدينة الدرباسية ولا سيما الفلاحون والسائقون، أن يتم افتتاح الصوامع في العام المقبل، وأن يخفف ذلك عنهم عناء تسويق محاصيلهم بعيداً عن مدينتهم.