Connect with us

أخبار وتقارير

بعد تنفيذ أجندات الاحتلال التركي، عناصر فصائل “الجيش الوطني” يتركون لمصيرهم في الشمال السوري

نشر

قبل

-
حجم الخط:

خليل عبد الرحمن – ريف حلب

عملت سلطات الاحتلال التركي على استغلال الحالة المعيشية الصعبة التي يعاني منها غالبية السوريين في مناطق الشمال السوري لتجنيدهم عسكرياً لصالحها، حيث عمدت على تجهيز وتدريب وإرسال آلاف المرتزقة من عناصر الفصائل التابعة لها، في المناطق المحتلة للقتال إلى جانبها في معارك خارج البلاد، مثل ليبيا وأذربيجان، الأمر الذي تسبب بمقتل وإصابة المئات منهم، لكن من أبرز ما خلفته هذه المعارك هو إصابة الكثيرين منهم بإصابات بليغة تسببت لهم بعاهات جسدية دائمة، لتتركهم تركيا في الوقت الراهن يواجهون مصيرهم دون وجود أي اهتمام لدعمهم ومساعدتهم على العيش وسط ظروف إنسانية صعبة.

ويقول إبراهيم الحسن (اسم مستعار) وهو عنصر سابق في فصيل السلطان سليمان شاه، لشبكة آسو الإخبارية: “أجبرتني ظروفي المعيشية القاسية على المشاركة للقتال في ليبيا، فأنا لدي 3 أطفال ولا توجد أية فرص عمل ضمن مكان إقامتي في ريف مدينة عفرين، فتوجهت برفقة نحو 100 عنصر إلى تركيا، حيث تم استقبالنا من قبل الأتراك من باب السلامة، والذين أخذونا إلى غازي عنتاب، حيث شاركنا في دورة عسكرية لمدة 20 يوماً، ثم من هناك تم نقلنا عبر طائرة مدنية إلى ليبيا.

ويضيف، لم أكن أتوقع أن الوضع سيكون كما شاهدته، فالمعارك كانت عنيفة جداً وكان الضباط الأتراك يدفعون بالشباب السوريين إلى المعارك ويكتفون بإرسال خبراء أتراك وبعض الجنود، بينما كان الضباط في الخطوط الخلفية، وعدوني بمبلغ 2000 دولار أمريكي شهرياً لذلك قبلت بدون تردد لأعيش أنا وعائلتي، لكن كانت المفاجأة أن الاشتباكات كانت محتدمة جداً وكانوا يدفعون بعدد قليل إلى محاور القتال.

ويتابع بالقول: “أصبت خلال المعركة إثر سقوط صواريخ بالقرب منا بشظايا في مختلف أنحاء جسدي، وتعرضت لعدة كسور وتشوهات فتم نقلي إلى تركيا وهناك أجريت لي عمليتان لكن ما تزال توجد شظية في ظهري، لأنها تحتاج لعمل جراحي دقيق جداً حتى لا تتسبب بشللي بشكل كامل، ومنذ ذلك اليوم وأنا أعاني من عدم القدرة على بذل أي جهد، فتركت الفصيل ولم أعد قادراً على العمل.

ويضيف بالقول: “تركتنا تركيا دون أي مساعدة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل إنهم لم يسددوا لنا سوى نصف الرواتب التي اتفقنا عليها، كما أن قيادة فصيل سليمان شاه، وتحديداً المدعو “أبو عمشة” وشقيقه، سرقوا من كل عنصر مبلغ 200 دولار.

ويبيّن العنصر السابق في فصيل “سليمان شاه”، أنه يعيش الآن في وضع معيشي وصحي بائس، بعد تخلي تركيا وقيادة الفصيل عنه، وأنّ هذه الحال تندرج على الكثيرين ممن شاركوا في معارك ليبيا وأذربيجان وأصيبوا فيها.

بدوره يقول “فريد القاسم (60 عام) وهو والد أحد عناصر فصيل فرقة “السلطان مراد” لشبكة آسو الإخبارية: “طلب مني ابني الموافقة على ذهابه إلى ليبيا حينما كانت تدور فيها المعارك، لكنني رفضت ذلك رفضاً قاطعاً، ومنعته من الذهاب رغم أنه أخبرني بأن هناك المئات سينطلقون لهناك، ورغم الرواتب المغرية التي كانت تقدمها تركيا”.

ويضيف بالقول: “لا تكترث تركيا بحياة الشباب السوريين، وما يهمهما فقط هو مصالحها، وتحويل الفصائل التابعة لها إلى أشبه بشركة مقاتلين مرتزقة، توجههم حسب ما تشاء، وذلك لتجنب إرسال أعداد كبيرة من الجنود الأتراك إلى جبهات القتال، لأنّ مقتل عدد كبيرة منهم سيثير سخطاً شعبياً في الداخل التركي على سياسات أردوغان التي ينتهجها في المنطقة”.

لكن ما يزال الكثيرين من عناصر هذه الفصائل ما يزالون يقبلون المضي للقتال في أي معركة تطلبها منهم سلطات الاحتلال التركي في أي مكان، على الرغم من أنّ نسبة كبيرة منهم لم تعد تثق بالاحتلال التركي، لكن ظروفهم المعيشية الصعبة، لا تترك لهم خياراً آخر، سوى البقاء ضمن هذه الفصائل.