تعذيب وضرب مبرّح لفتاتي تل السمن في الرقة بداعي “الشرف”

براءة محمد
هزّت حادثة تعذيب الفتاتين في تل السمن استهجانا على نطاق واسع في منطقة شمال وشرق سوريا وفي عدداً من الدول، بعد أن انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تصور حادثة ضرب وتعذيب الفتاتين في قرية تل السمن في ريف الرقة.

والله بنية ….والله بريئة
بدأت الحادثة عندما قام شباب من أقارب الفتاتين بنشر الحادثة، بعد أن تم تصويرها منذ ما يقارب 10 أيام من حادثة التعذيب التي تعرضت لها الفتاتين على أيديهم بحجة أنهما رفضتا الانصياع لمطالبهم بعدم لقاء شابين كانتا قد واعدتاهما، في منطقة الملعب بالقرب من القرية، ليهجم بعد ذلك أقارب (الخال وأولاده) الأختين، وينهالون عليهما بالضرب مستخدمين العصي وركلات الأرجل.

إضافة إلى جرهما من شعرهما في الطين، وتوجيه الشتائم والإهانة لهما، وسط صرخات واستنجاد الفتاتين لإيقاف ضربهما، وإطلاهما صرخات تؤكد عدم قيامهما بأي عمل مسيء ” والله بنية ..والله بريئة”.

والملاحظ إشراك الأطفال في عملية ضرب وتعذيب الأختين بحجة “غسل العار”، والملفت توقف المارة ومشاهدة ما يحدث دون محاولة أحد انقاذهما، وسط تهديدات أطلقها أقارب الأختين بقتل كل من يقترب ويحاول مساعدتهما.

وأدخلت الأختين إلى المستشفى وهما تعانيان من كسور ورضوض، دون ذكر أي تفاصيل أخرى عن وضعهما الصحي، أو مكان تواجدهما الحالي لكن مصادر محلية ذكرت أن الفتاتين مع والدتهما في الوقت الحال.

ويذكر أن الأختين “لينا 14 وعائشة 22 عاما”، تعيشان مع والدتهما بعد أن تم الانفصال بينها وبين والدهما، ليتولى الخال مهمة تربيتهما، بعد أن تخلى والأب عن تربيتهما.

الإجراءات المتخذة من قبل الجهات المختصة تجاه الجناة
وقد تم إلقاء القبض على 3 من المشاركين في عملية التعذيب بعد مطالبات من هيئة المرأة الجهات المختصة بمحاسبة الجناة فيما لاذ الباقون بالفرار.

موقف الأمم المتحدة تجاه الجرائم القائمة ب “داعي الشرف”
وتعد الحادثة مؤلمة خاصة مع اقتراب موعد يوم المرأة العالمي في 8 آذار حيث كان شعار الحملة عام 2007 “القضاء على الإفلات من العقاب عند الاعتداء على النساء”.

وتعتبر الأمم المتحدة أن جرائم قتل النساء بـ “داعي الشرف” نوعا من أنواع العنف ضد المرأة، ودعت الدول الأعضاء إلى تعزيز التدابير للتصدي لمثل هذه الجرائم، وتشديد تنفيذ العقوبات ومقاضاة مرتكبيها، كما أكدت عبر العهود والمواثيق الموقعة من قبل الدول الأعضاء على مكافحة كافة أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، وإلى صون كرامة وحقوق المرأة.

وتعاني المنطقة نتيجة الحرب التي استمرت أكثر من عقد من الزمن، خاصة بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي وفرض فكره الذي غيَب دور المرأة وسلبها من أبسط حقوقها، الأمر الذي يدعو إلى تكاتف الجهود لإزالة الآثار السلبية المنتشرة في المجتمع.