أخبار وتقارير
بينهم صحفيون من كرد سوريا… مسلسل بودكاست استقصائي حول “داعـ. ـش” يحصد جوائز عالمية
نهرين عبد القادر
حصد مسلسل بودكاست استقصائي، حول أطفال “تنظيم داعش”، في السادس عشر من نيسان الجاري، 3 جوائز عالمية من مهرجان “نيويورك” للراديو والبودكاست.
المسلسل بعنوان “Bloodlines” (سلالات الدم)، والذي يعود انتاج المسلسل لمؤسستي BBC البريطانية وCBC الكندية، أنجز من قبل فريق العمل من شمال وشرق سوريا وكندا وبريطانيا، ويتحدث المسلسل عن قصة طفل يعود لوالدين منتمين لتنظيم داعش.
برومو المسلسل
ويضم فريق العمل الحاصل على الجوائز نحو 22 شخص موزعين على مهام مختلفة، وبين القائمين على المشروع الذي تطلب عام ونصف العام من الوقت، الصحافي الكردي “جوان عبدي” المنتج الاستقصائي في مؤسسة بي بي سي، وينحدر من بلدة كيشكة بريف ديريك / المالكية، وهو أحد المسؤولين عن المشروع من بدايته إلى نهايته، إضافة لمشاركة الصحافي فهد فتاح من شمال وشرق سوريا كمنتج ميداني وفيكسر، والذي عمل لمدة ثلاثة أسابيع مع فريق العمل خلال تواجدهم في شمال وشرق سوريا والمخيمات.
جوهر المشروع
يتألف المسلسل من 7 حلقات، وتم إعداده والعمل عليه من قبل فريق كامل عملوا على إنجازه من شمال وشرق سوريا وبريطانيا وكندا، حيث يتناول العمل بحسب “جوان عبدي” قصة طفل يدعى “سلمان”، ولد الطفل من أب بريطاني وأم كندية، وكانا الأب والأم في صفوف التنظيم الذي سيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، وقُتلا (الأب والأم) في الباغوز بريف مدينة دير الزور، بينما بقي مصير الطفل مجهولاً.
ويقطن عشرات الآلاف في مخيم الهول الواقع في ريف الحسكة بشمال وشرق سوريا، ويضم منذ أعوام آلاف العوائل المنتمية لتنظيم داعش، بعد سقوط خلافة التنظيم في سوريا والعراق.
وينقسم المخيم إلى قطاعين القطاع العام ويتواجد فيه سوريين وعراقيين بين فارين من مناطق داعش، أو منتمين للتنظيم، وقطاع المهاجرات، وهو يشمل عوائل كانت منتمية للتنظيم بغالبية النساء والأطفال بعد خسارة التنظيم لأخر معاقله في سوريا، من بلدة الباغوز بريف دير الزور في عام 2019.
ويسلط المسلسل الضوء على قضية مهمة جدًا، وهو مستقبل أطفال التنظيم، ولا سيما أولئك الذين يعيشون رفقة أمهاتهم، أو أيتام بدون أسر، ويقطنون في مخيمي روج والهول في شمال وشرق سوريا، في واقع لا تزال العديد من الأمهات والنساء المنتميات للتنظيم تحملن فكر التنظيم المتطرف، ويبدين ولائهن لداعش.
ويأتي المسلسل بالتزامن مع مطالبات من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، بضرورة العمل على انهاء ملف العوائل المنتمية لداعش والأطفال من أباء وأمهات منتميات للتنظيم، حيث لم يتم حتى الأن القيام بأي دور قانوني يشرعن نسب الأطفال، كما لم تقم الدول الغربية التي لديها مواطنين في هول وروج بمسؤلياتها عن مصير موطنيها، لذا يكمن دور المسلسل بتسليط الضوء مسألة هامة جدًا، خاصة أنها مرتبطة بفكر متطرف.
جهود في البحث عن الحقيقة
وخلال إنتاج المسلسل زار الصحفي الكردي “جوان عبدي” والصحفية بونام، مخيمي روج والهول ومراكز التأهيل في شمال وشرق سوريا إضافة لبلدة الباغوز، بحثاً عن الطفل “سلمان”، واستخلص العمل إلى ترجيح مقتل الطفل أيضاً في الباغوز على حد وصف جوان عبدي كما يظهر في المسلسل، والذي يقول إن الاستخلاص بذلك جاء نتيجة زيارتهم لمحيط بلدة الباغوز لقرية “مراشدة” تحديدًا التي كانت تحوي مضافتين لأطفال التنظيم وتواجد الطفل سلمان فيها، مؤكدًا أن المضافتين ظهر عليهما آثار التدمير، ما رجح مقتل الطفل على أساس ذلك.
مسلسل البودكاست “Bloodlines” (سلالات الدم) ترشح لنيل جوائز في مهرجان راديو نيويورك “Newyork festivals”، وفي تاريخ 16 نيسان الجاري فاز المسلسل بالفعل بذهبية المهرجان عن القصة الوثائقية، والبرونزية عن القصة الاستقصائية، بالإضافة لفوز هيئة الإذاعة البريطانية BBC بجائزة ” غراند” كأفضل إذاعة بإنتاج البودكاست في العالم، وهذا يؤكد أن المسلسل حصد الجوائز لعمل جماعي فيما لم يحصل أي من العاملين على المسلسل لجوائز فردية.
يقول منتج التحقيقات الاستقصائية في BBC الصحافي الكردي “جوان عبدي” لشبكة آسو الإخبارية، بأن أهمية المسلسل تهدف إلى الإشارة لهؤلاء الأطفال والنساء اللاتي تحملن جنسيات أجنبية، وأن المسلسل عمل على فكرة أن تقوم الدول باعادة مواطنيها وأطفالهم وتأهيلهم ممن انضموا إلى تنظيم داعش.
ويتحدث “عبدي” أن ترك الأطفال والنساء لمستقبلهم في المخيمات على عاتق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لا ينتج عنه حل فعلي لمشكلة هذه الشريحة، مؤكدًا أن مشكلة تواجد النساء والأطفال في مخيمات شمال وشرق سوريا يزيد الأمور تعقيدًا، خاصة أن الأطفال يكبرون مع أمهات يحملن فكر متطرف.
حصد ثمار العمل
وعن فوز المسلسل بجوائز عالمية يقول “عبدي” بأنها كانت مهمة له كصحافي ضمن فريق العمل، وبأنه استطاع رفقة زملائه بتسليط الضوء على قصص وقضايا لا يتم العمل عليها بشكل جدي.
حقيقة لا بد منها
بعد إعلان الجائزة عن مسلسل سلالات الدم، قامت وسائل إعلام محلية وإقليمية بتسليط الضوء على الجائزة، لكن ظهر أنه تم نسبها إلى الصحافي “فهد فتاح” الذي قام بدوره بالتصريح لوسائل إعلام عن الجائزة، ما ظهر وكأن العمل يعود فقط لجهود وعمل فهد فتاح، حتى أن المؤسسات المذكورة أعادت الجائزة عن مسلسل “Bloodlines” بعناوين تظهر أن الحاصل على الجائزة هو الصحافي فتاح، لكن فريق العمل أكد أن فهد عمل لمدة ثلاثة أسابيع من مدة العمل من شمال وشرق سوريا، كـ “منتج ميداني وفيكسر” وأنه جزء من عمل جماعي واسع امتد لعام ونصف العام، يقول جوان عبدي إنهم عملوا من ثلاث دول من شمال وشرق سوريا وبريطانيا وكندا.
تقرير مؤسسة BBC عن المسلسل
وأوضح الصحفي “فهد فتاح” لشبكة آسو الإخبارية، بأنه لم يحصل على أية جوائز فردية في مهرجان راديو نيويورك، وإنما الجوائز كانت للعمل الذي أنتجه الفريق بشكل عام، وأكد أنه عمل مع فريق إنتاج مسلسل البودكاست كمنتج ميداني في شمال وشرق سوريا لمدة ثلاثة أسابيع.
وقال جوان عبدي أن العمل لم يشمل المسلسل من 7 حلقات فقط، بل قام مع زملائه بإعداد فلم عن المسلسل لصالح مؤسسة بي بي سي.
*الصور في المادة منشورة بتصرف