أخبار وتقارير
أزمة الخدمات الطبية وارتفاع تكاليف العلاج في مشافي القامشلي: واقع يثقل كاهل الأهالي
يشهد القطاع الصحي في شمال وشرق سوريا تحديات كبيرة، حيث تزامن ارتفاع أجور المشافي الخاصة مع تراجع جودة الخدمات الطبية المقدمة. هذا الوضع بات يشكل عبئًا ثقيلًا على أهالي مدينة القامشلي، الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.
محمد شاهين (اسم مستعار)، أحد أهالي القامشلي، توجه إلى مستشفى خاص لعلاج والدته التي تعاني من مرض في الكلى، بحثًا عن رعاية طبية مناسبة. إلا أنه تفاجأ بترك والدته في وحدة العناية المركزة دون إشراف كافٍ من الممرضين، مما أدى إلى نزيف حاد في الوريد بسبب الإهمال.
من جهة أخرى، توجهت زركة قاسم إلى مستشفى خاص لمعرفة سبب الصداع المستمر الذي تعاني منه. بعد تشخيص خاطئ وعمل جراحي لم يؤتِ ثماره، تبين لاحقًا في مشافي دمشق أن الطبيب في القامشلي قد عالج الوريد الخطأ، مما زاد من آلامها ومعاناتها.
قصص مشابهة يرويها أهالٍ آخرون مثل نجاح، التي تعرضت لنزيف حاد أثناء إجراء عمل جراحي في أنفها، وفهد الذي خضع لعملية تركيب شبكة للقلب، لكنه اضطر للسفر إلى دمشق بعد تفاقم حالته نتيجة خطأ في العملية.
مدير مستشفى تيشي الخاص، فراس تيشي، أشار إلى أن ارتفاع تكاليف العلاج يعود إلى استيراد المعدات الطبية بالدولار الأمريكي، بينما تُحسب التكاليف بالليرة السورية. وأوضح أن جزءًا كبيرًا من هذه التكاليف يعود إلى أجور الأطباء، مما يستدعي ضرورة خفضها للتخفيف عن الأهالي.
بدوره، أكد الدكتور خالد داوود، الرئيس المشترك لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة، أن القطاع الصحي يعاني من غياب تسعيرة محددة للعلاج في المشافي الخاصة، مشيرًا إلى جهود الهيئة لتحديد أسعار موحدة في كافة مناطق شمال وشرق سوريا بهدف تخفيف الضغط على الأهالي.
هذه الشهادات والحقائق تعكس مدى التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في القامشلي، وتبرز الحاجة الماسة إلى تحسين جودة الخدمات الطبية وضبط تكاليف العلاج لضمان حصول جميع الأهالي على الرعاية الصحية المناسبة.