Connect with us

مدونة آسو

عمالة الأطفال جريمة لا يحاسب عليها القانون !!

نشر

قبل

-
حجم الخط:

بأقل من دولارين باليوم، يعمل عبود وعلاء طفلان أجبرتهما ظروف الحرب والنزوح على ترك مقاعد الدراسة بحثاً عن لقمة العيش لإعالة عائلتيهما. بعيداً عن اللعب وكل ممارسات الطفولة يقضيان يومهما مُثقلين بهموم الكبار ليعودا إلى البيت بما يسكت الجوع ويسد الرمق.

فعلى الرغم من أن منظمة العمل الدولية اختارت موضوع حملتها في اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال في العام 2017 “حماية الأطفال من العمل حتى أوقات الصراعات والكوارث” إلا أن معظم الأطفال في سوريا لم يكن لهم نصيب من عنوان الحملة. فظروف الحرب وعدم الاستقرار الأمني الذي كان سبباً بنزوح وهجرة آلاف السوريين من منازلهم إلى أماكن أخرى كان السبب في انتشار هذه الظاهرة على نطاق كبير.

يحكي “عبود” وهو نازح من #الرقة حيث كان يعمل برعي الأغنام قصته لشبكة آسو الإخبارية فبعد أن فقد والده بعد دخول #داعش إلى المدينة، أصبح مسؤولاً عن والدته وأخوته الأربعة كونه الفرد الأكبر في العائلة وهو يحن إلى أصدقائه الذين كان يلعب معهم في حارته في الرقة.

“علاء الحمود”، أحد الأطفال الذين التقينا بهم عند إعداد هذا التقرير أجاب، وبعد تنهيدة، أنه لطالما كان يحلم أن يكون مدرّس لغة إنكليزية ولكن ظروفه العائلية الصعبة لم تسمح له بذلك وترك مقاعد الدراسة ليعمل كعامل صحية في إحدى الورشات. يقول علاء أنه عندما يكبر سيؤمن حياة كريمة لأطفاله ويهتم بدراستهم لعلهم يحققون حلمه الذي حرم منه.

“محمد علي موسى ” أخصائي اجتماعي أكد لشبكة آسو الإخبارية بأن تفشي هذه الظاهرة ستنعكس سلباً على مستقبل أجيال عدة، فعندما يسلب الطفل من حقوقه البسيطة “كاللعب والتعليم وغيره”، وإلقاء حمل كالعمل على كاهل الأطفال فإن ذلك سيؤثر على نفسية الطفل ما يجعله جسم قابل لاستقبال أي مرض نفسي في المستقبل.
وتابع بالقول: كما هو من السلبي تلبية جميع طلبات الطفل التي ستؤدي إلى اهتزاز في أخلاقيات الطفل فمنعه من حقوقه الطبيعية أيضا سيكون له نفس النتيجة.

على الأرجح الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من الحروب، فمنهم من هرب برفقة عائلته من المناطق الساخنة إلى منطقة آمنة واضطر للعمل ولو بأجر قليل ليعيل أفراد أسرته، ومنهم من فقدوا ذويهم وأصبحوا رجالاً وهم لم يبلغوا الثامنة عشر من عمرهم بعد.
يؤكد “موسى” أنه من واجب جميع الجهات المسؤولة والأهلية في جميع الأماكن أن تعمل على محاربة هذه الظاهرة ومعاقبة المخالفين الذين يعملون على تشغيل الأطفال. وبالمقابل لابدّ من إيجاد حل لإعالة هذه الأسر من خلال توفير فرص عمل للوالدين أو أحدهما الأمر الذي يتيح الفرصة أمام الطفل لاستكمال دراسته.