بهدف الغش والحيلة في البيع والشراء: تركيب أسنان “اصطناعية” وعمليات تجميل للمواشي في الرقة

يبدو أن عالم التجميل، لم يعد متوفرًا للبشر فقط في شمال وشرق سوريا، بل انتقل أيضًا إلى الحيوانات، لكن هنا بدوافع أخرى، منها الغش والحيلة للتسويق بطرق غير شرعية.

منذ أيام تداولت صفحات التواصل الاجتماعي في شمال وشرق سوريا، وبمدينة الرقة بالذات أنباء عن الكشف عن عملية تجميل جرت لماشية، بعد بيعها في سوق الرقة.

وبعد البحث، تبين أنه بالفعل تم الكشف بعد عملية بيع إحدى المواشي، أنها تعرضت لعملية تجميل، بتركيب أسنان تخفي العمر الحقيقي لها، بداعي البيع بسعر أفضل.

شبكة آسو الإخبارية، قامت بمتابعة الخبر للتحقق منه والعمل عليه، والوصول لبعض الدلالين في سوق المواشي بالرقة، ومتابعة الحدث المتداول الذي وقع يوم 4 أيلول الجاري، عندما تعرض أحد مربي المواشي في ريف الرقة لعملية غش وخداع عند شرائه ماشية، كان قد تم إجراء تجميل لها.

الدلال “محمود الأحمد” من الرقة أكد رواية عملية التجميل والغش لشبكة آسو الإخبارية، وقال إنه بالفعل تم ذلك عبر تركيب أسنان اصطناعية لماشية، لتظهر أنها أصغر سناً، ويرفع ذلك من سعرها.

“الأحمد” قال إن الحادثة ليست جديدة، وليست المرة الأولى التي تحدث، بل قال إن هناك نحو خمس حالات مشابهة لعمليات “غش” وتدليس كما وصفها، تم رصدها في الفترات السابقة.

ويعيد “الأحمد” خلال حديثه لشبكة آسو الإخبارية أن سبب القيام بعمليات التجميل للماشية لداعي بيعها وتسويقها بسعر أعلى من سعرها الأساسي، “المواشي الأكبر سنًا، ليس هناك فائدة من حليبها ولحمها، وهي غير قابلة للتكاثر، لذا الناس ترغب بالمواشي الصغيرة”.

وبين الدلال أن سعر النعجة الكبيرة في السن لا يتجاوز 200 دولار أمريكي، لكن بعد تركيب الأسنان الاصطناعية لها، وإظهار أنها أصغر سنًا يصل سعر النعجة إلى نحو 400 دولار أمريكي على حد قوله.

بحسب “الأحمد”، إن غالبية المواشي التي يتم تغير اسنانها أو يتم عمليات تجميل لها، تأتي من مناطق الحكومة السورية.

ويحذر الدلال التجار وأصحاب المواشي بالتأكد جيداً من مواصفات الأغنام، من خلال فحصها وفحص الجسم والأنف والأسنان، “يوجد دلالين وتجار مواشي معروفين، ولديهم خبرات للكشف عن الغش والحيل، أو في حال كان هناك إصابات بمرض ما”.

حقن بمواد تجميلية
خلال التقصي عن الموضوع توصل مراسل شبكة آسو الإخبارية، إلى معلومات أوسع عن مسألة الغش والحيلة على الحيوانات، فقال العديد من دلالي الماشية في الرقة لمراسل شبكة آسو الإخبارية، إن هناك حالات غش وحيل أخطر من تركيب الأسنان للحيوانات، ومنها اللجوء إلى عمليات تجميلية للخاروف.

غالبية الدلاليين أشاروا أن العمليات التجميلية للخاروف تتم لتشبيه الخاروف بصنف “الحرجي”.

ويصل سعر الخاروف الحرجي إلى نحو 15 ألف دولار أمريكي احيانًا.

وتتم عملية الغش من خلال تغير بعض الصفات الجسدية لتكون شبيهة لمواصفات هذا الصنف، مثل الأنف المقوسة من خلال حقن الأنف بمواد تجميلية، وكذلك الأرجل الضخمة ولون الشعر المميز.

“علي العيسى” أحد مربي وتجار المواشي من مدينة #الطبقة يعتبر أن عمليات التجميل الجسدية للمواشي، أخطر من تركيب الأسنان، بسبب صعوبة اكتشافها على حد قوله.

ويؤكد “العيسى” أيضًا أن غالبية تلك الحالات تكون قادمة من مناطق سيطرة الحكومة السورية وفي الأغلب لا يتم اكتشافها إلا من قبل دلالين ذوي خبرة عالية، “لأنهم يختارون الأصناف المحسنة، والتي تكون من حيث الشكل قريبة جداً إلى شكل والمواصفات الجسدية لصنف الحرجي”.

ويصف “العيسى” تلك الحالة بالغش الأكبر في الأسواق، لأن سعر الخروف المحسن يقدر بـ 1500 دولار أمريكي، (بينما بعد عملية التجميل يقدر سعره بما لا يقل عن 7 ألاف دولار أمريكي).

وينصح “العيسى” أن يتم اللجوء إلى دلاليين أصحاب ثقة وخبرة خلال عمليات الشراء، “هناك دلالون وظيفتهم الأساسية تحديد أوصاف المواشي عند الشراء والبيع”.

تم إنشاء الصورة باستخدام الذكاء الاصطناعي