Connect with us

أخبار وتقارير

“عبيدة الحساني”: شاب يغامر بحياته لانقاذ نازحين في مركز إيواء بالحسكة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

إعداد: براءة محمد

لم يكن يوم 11 أيلول 2024، عاديًا في حياة الشاب “عبيدة الحساني”، عندما تواجد أمام مدرسة “مروان يوسف” في مدينة الحسكة، والتي تأوي مهجرين من مدينة سري كانيه\ رأس العين.

حيث أقدم على عمل إنساني كبير ساهم في إنقاذ أرواح عالقة بين ألسنة اللهب.

يقول “الحساني” خلال لقاء شبكة آسو الإخبارية به، إنه تواجد بالقرب من مدرسة تأوي مهجرين من مدينة سري كانيه، في مدينة الحسكة، عندما اندلعت النيران بداخل المدرسة، وتحديداً في منزل يعود لعمه في الشارع المقابل للمدرسة.

اشتعلت النيران في المدرسة على إثر انفجار موقد غاز “ببور” يستخدمه الأهالي، في ظل انعدام وفرة أسطوانات الغاز بشكل دائم.

ويضيف بالقول: إن مشاهدة ألسنة النيران في المدرسة، جعلته يتدخل لمساعدة الأهالي، فالموقف لم يكن يحتمل التأخير، وكان تفكيره محصوراً في إنقاد الأهالي العالقين.

ويذكر “الحساني” الذي يعمل على صهريج لنقل مياه الشرب، أن المدرسة كانت مغلقة من الخارج، وهذا ربما يجعل الأهالي في الداخل في خطر، بحسب قوله.

حيث سارع إلى تشغيل الصهريج والسير به باتجاه باب المدرسة وبالفعل تم فتح الباب من صدمة الصهريج الذي تعرضت واجهته للكسر والتهشم.

إنقاذ الإرواح
لم يفكر “عبيدة الحساني” في تلك اللحظة بالصهريج أو الخطر من المغامرة للدخول إلى المدرسة، بل كان كل ما يفكر فيه هو كيف بإمكانه انقاذ الأهالي.

يقول عبيدة إن الصهريج كان ممتلئاً بالماء، وهذا كان عامل مساعد له لإطفاء النيران.

ويضم مركز الإيواء داخل المدرسة قرابة 46 أسرة ومعظمهم من مهجري مدينة سري كانيه.

يقول عبيدة: “كنت جالسًا في الطابق الرابع وهو منزل عمي في شارع مقابل للمدرسة، “عندما شاهدت ألسنة النيران ترتفع من المدرسة، كانت تحاصر الأهالي وغالبيتهم نساء وأطفال”.

حاول بعض الشباب القيام بفتح الباب الخارجي للمدرسة، لكنهم عجزوا عن ذلك، لذا قمت بصدم الصهريج بباب المدرسة وبالفعل استطعت عبور الباب بالصهريج، يقول سائق الصهريج.

عبور عبيدة الى داخل المدرسة، وبعض الشباب ساهم في إطفاء النيران، ولا سيّما أن الصهريج كان مليئا بالمياه، “لحسن الحظ كان الصهريج ممتلئاً بالمياه، ذلك أتاح لي وللشباب بضخ المياه اتجاه النيران، قمنا بالتناوب بحمل خرطوم المياه والرش باتجاه النيران، وفتح طريق لاخراج العالقين في الداخل”.

ونتج عن الحريق إصابات وحالات اختناق بين الأهالي، حيث أسفر الحريق عن إصابة 11 شخص بحالات اختناق وحروق متفاوتة، بينهم 5 أطفال و4 نساء، بينما كانت إصابة شاب وسيدة حرجة نتيجة لتعرضهم لحروق بليغة في الجسم.

ويقول شهود عيان، لشبكة آسو الإخبارية، إن الأهالي مع بدء توسع الحريق، صعدوا إلى سطح المدرسة، وهذا ساعد بشكل كبير لعدم وجود ضحايا برغم حجم الحريق الكبير.

تمكن عبيدة وشباب الحي من إطفاء الحريق وإنقاذ حياة المدنيين، حتى وصول فرق الإنقاذ التي ساهمت بالسيطرة على الحريق.

لكن مغامرة عبيدة أدت إلى تهشم وكسر في واجهة الصهريج خلال الاصطدام بباب المدرسة، ما أسفر عن أضرار جسيمة في الصهريج، التي من غير الممكن إصلاحها، إضافة إلى فقدانه لأوراق ثبوتية كانت بحوزته مثل البطاقة الشخصية وشهادة السياقة وأوراق الصهريج.

كان الحريق نتيجة استخدام خاطئ لموقد الغاز الذي بات يشكل خطراً على الأهالي، في ظل الاستخدام الواسع له، الذي كاد أن يودي بحياة العديد من الأهالي، لولا شجاعة عبيدة وشباب الحي.

ورغم أن عبيدة يعتبر أن ما قام به واجب، وأن الإنسانية قادته لمساعدة الأهالي، لكن أيضًا تعرض لأضرار مادية وضياع ثبوتيات شخصية، يتطلب الدعم لاستعادتها والعمل عليها على حد وصفه.

يقول “عندما قمت بمساعدة الأهالي لم أفكر بالخسائر، كان جل اهتمامي هو حياة الناس وانقاذهم”.

ومركز الإيواء الذي تعرض للحريق هو عبارة عن مدرسة، يعيش فيها عوائل مهجرين من سري كانيه\ رأس العين، بحاجة لاهتمام أكبر وتقديم خدمات، والعمل على المراقبة الدائمة لعدم حدوث أي حادث أخر.

يقول أحد أهالي الحي، ربما لولا شجاعة عبيدة وأهالي الحي، والمغامرة بخلع باب المدرسة لكان مصير الأهالي داخل المركز مجهولًا.