أخبار وتقارير
مصادر: القيادة السورية وافقت على إعادة أرشيف التجسس إلى إسرائيل
عمان/دمشق – 20 مايو (رويترز) – وافقت القيادة السورية على تسليم مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي الراحل إيلي كوهين إلى إسرائيل، في محاولة لتخفيف حدة التوترات مع تل أبيب وإظهار حسن النية تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفقًا لما ذكرته ثلاثة مصادر لرويترز.
أعلنت إسرائيل يوم الأحد عن استعادتها لمجموعة من الوثائق والصور والمتعلقات الشخصية المتعلقة بكوهين، وقالت إن جهاز الموساد حصل عليها بالتعاون مع جهاز استخبارات أجنبي لم يُكشف عنه.
ومع أن مصادر سورية رسمية لم تؤكد الخبر علنًا، فقد قال مصدر أمني سوري ومستشار للرئيس السوري أحمد الشرع، بالإضافة إلى شخص مطلع على المحادثات غير الرسمية بين البلدين، إن الأرشيف عُرض على إسرائيل كإشارة غير مباشرة من الشرع في سعيه لخفض التوترات وبناء ثقة ترامب.
كان إيلي كوهين، الذي أُعدم شنقًا في ساحة بوسط دمشق عام 1965، قد تسلل إلى صفوف النخبة السياسية السورية، ويُعتبر بطلاً قومياً في إسرائيل وأشهر جواسيس الموساد، حيث ساهم في كشف أسرار عسكرية ساعدت في تحقيق نصر سريع في حرب 1967.
وقد وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كوهين يوم الأحد بأنه “أسطورة” و”أعظم عميل استخبارات في تاريخ الدولة”. وبينما سعت إسرائيل طويلاً لاستعادة جثمانه لإعادة دفنه، فإن استرجاع أرشيفه، الذي احتفظت به الاستخبارات السورية لمدة 60 عاماً، اعتُبر “إنجازاً من أعلى مرتبة أخلاقية” وفقًا للموساد.
ولم تفصح إسرائيل عن كيفية حصولها على الأرشيف، مكتفية بالقول إنه نتيجة “عملية سرية معقدة نفذها الموساد بالتعاون مع جهاز استخبارات حليف”.
مكتب نتنياهو، والمسؤولون السوريون، والبيت الأبيض لم يردوا فورًا على طلبات التعليق بشأن دور سوريا في استرجاع أرشيف كوهين.
ملف كوهين
وفقًا لمصدر أمني سوري، فقد تم العثور على أرشيف كوهين داخل مبنى أمني تابع للدولة بعد أن أطاح المتمردون بقيادة الشرع بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر، منهين بذلك حكم عائلة الأسد الذي دام 54 عامًا.
سارع الشراع ومستشاروه الأجانب إلى اتخاذ قرار باستخدام هذه المواد كورقة ضغط، بحسب المصدر نفسه، حيث أدركوا أهميتها الرمزية والسياسية الكبيرة بالنسبة لإسرائيل، وأن تسليمها قد يُعتبر خطوة دبلوماسية مؤثرة.
إنهاء الضربات الإسرائيلية على سوريا وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية يُعد أمرًا حيويًا للشرع، في ظل سعيه لإعادة بناء بلد دمرته 14 عامًا من الحرب الأهلية.
وترى إسرائيل أن الشرع ومقاتليه السابقين – الذين كانوا يشكلون فصيلاً تابعًا للقاعدة في سوريا – لا يزالون جهاديين متشددين. وقد نفذت القوات الإسرائيلية توغلًا في مناطق حدودية العام الماضي، وقصفت مرارًا أهدافًا دعماً لطائفة الدروز في سوريا.
للقراءة من المصدر
