Connect with us

أعمال

الأسواق المتنقلة…. “مولات” أصحاب الدخل المحدود

نشر

قبل

-
حجم الخط:

السوق المتنقل الأسبوعي هو السوق الأكثر شهرة بمدينة القامشلي/قامشلو، بغض النظر غنى المدينة بالأسواق الرئيسية.

فعدا عن كونه سوقاً شعبياً، ويمتلك ثقافة تعكس أسلوب الحياة الاجتماعية البسيطة، لكن ما يميز هذا السوق عن غيره من الأسواق هي الأسعار المناسبة والمنافسة، إضافة إلى التنوع في البضائع.

يكون هذا السوق كل يوم بمكان معين وبحي مختلف عن الآخر ضمن أحياء المدينة، حيث يسمى نسبة لأيام الأسبوع، أما أشهرها (سوق الأربعاء)، نتيجة لتواجده في “شارع مراكش”، الذي يربط عدة أحياء ببعضها البعض (حي البشيرية، حي الآشورية، حي الأربوية، حي النقل البري)، لذا نراه دائما مكتظاً بالناس.

“دلخواز عبد القادر” (بائع بسطة)، يبيع الإكسسوارات الخاصة بالفتيات، ويعمل بهذه الأسواق منذ 4 شهور، كان سابقا عاملاً عادياً واختار العمل هنا لأن ظروفه لم تسمح له أن يعمل في الأسواق المركزية، حيث ذكر لشبكة آسو الإخبارية أنه يتنقل كل يوم في مكان مختلف عن الآخر وقال: “يكون سوق الأحد في حي الهلالية، وسوق الإثنين عند منطقة الحزام، وسوق الثلاثاء عند القابي، وسوق الأربعاء في شارع مراكش، وسوق الخميس في قناة سويس، وسوق الجمعة في حي طي”، وأضاف بالقول: “أنا راض عن عملي لأنني وجدت رزقي في هذه الأسواق”.

أما “أنور عثمان” (بائع أحذية)، وهو يعمل بمثل هذه الأسواق منذ 15 عاما، ذكر لشبكتنا بأنه في البداية لم يكن قادرا على أن يشتري أو يؤجر محل بالسوق المركزي، بينما الآن يستطيع، إلا أنه يفضل العمل هنا لأنه اعتاد التنقل بين الأحياء، وأضاف بأن الأسعار هنا أرخص مقارنة بالسوق المركزي، ولا يوجد أية مشاكل.

لا تخلو هذه الأسواق من قصص الباحثين عن الرزق وقصص الباحثين عن الحياة فيها، فهي أسواق البسطاء التي تستوعب ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.

حيث يروي ثلاثة أطفال نازحين من مدينة حلب، أعمارهم بين 8 – 12 عاما، يعملون ببيع صابون الغار والأواني الزجاجية والمحارم المعطرة، قصتهم لشبكة آسو حيث ذكروا بأنهم اضطروا للعمل بسبب الظروف والأوضاع الراهنة في البلاد، هذا ما أبعدهم عن أحلامهم ودراستهم، إذ قال أحدهم بحزن: “الحرب قتلت أحلامي، فنحن أخين وابن عمنا نعمل سويا منذ سنة لنساعد أهلنا على المعيشة”.

أما “سيبان” (بائع سمك)، يعمل بهذا المجال منذ قرابة ال 10 أعوام، حيث قال: “حاولت العمل بالأسواق المركزية، لكن البيع كان قليل هناك، لذا اخترت السوق المتنقل، فهي تشهد حركة واسعة، وأضاف بالقول: ” أحيانا نجلب الأسماك من التجار بسعر مرتفع، فنضطر إلى رفع أسعارنا نحن أيضا، إلا أنها تبقى أرخص من السوق المركزي”.

لا يوجد ضرائب ولا ندفع أي مبلغ للبلدية مقابل البسطات، فأنا أعمل هنا منذ الصغر، وتعودنا على العمل في هكذا أسواق، أسعارنا جيدة وإقبال الناس علينا كبير”، هذا ما قاله “أبو محمد” (بائع توابل).

وفي لقائنا لبعض المتسوقين ضمن سوق الأربعاء، قالت “أم فايز”: “السوق جيد بطبيعة الأحوال، يوجد فيه كل ما نحتاجه، وهو أقرب لنا من السوق المركزي، لكن وبكل صراحة كانت البضائع أرخص سابقاً، إلا أنها الآن تقريبا تكون بنفس الأسعار مقارنة مع بقية الأسواق، بينما تبقى الفائدة الأكبر هي قرب السوق من الحي”.

فيما أكدت “عارفة المحمد”، أنه وبشكل عام الناس مرتاحة من هذا السوق، فالمنتجات جيدة، ولا تأخذ عملية البحث عن الاحتياجات المنزلية وقت طويل، فمجرد الدخول إلى السوق تتأمن الطلبات بسهولة، وهي الأنسب للنساء.