مبادرات
“القفطان”.. لقاء دمشق يهدف لمشروع يشمل كل سوريا
قال رئيس حزب سوريا المستقبل “إبراهيم القفطان” بتاريخ 28/07/218 لشبكة آسو الإخبارية، حول زيارة الوفد الذي مثل مجلس سوريا الديمقراطية للمباحثات مع النظام السوري بدمشق، إن الطرفين اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة لدراسة شكل “الإدارة الذاتية” المقدم من مسد ، وقانون “الإدارة المحلية” التابع للنظام السوري.
اللجنة المنبثقة من مباحثات الطرفين، ستعمل على تقديم ورقة لشكل سوريا المستقبل، يرجح بأن تكون أقرب للإدارات الذاتية، وهو الشكل الذي طرحته روسيا في ورقة في وقت سابق.
وأضاف “القفطان” في حديث خاص لشبكتنا، أن النقاش تركز على مشروع “الإدارة الذاتية” المتبع في مناطق روج آفا/ شمال سوريا، إضافة لنقاش القانون 107 لعام 2012 للنظام السوري، على أن تخرج اللجنة المنبثقة من الاتفاق بين الطرفين، بإعداد نموذج موحد في النهاية.
والتقى وفد من مجلس سوريا الديمقراطية بتاريخ 26 و 27 تموز الجاري مع قيادات من النظام السوري، في دمشق، بدعوة من النظام السوري، وصفها القفطان بـ”الايجابية من الجانبين”، وعاد الوفد مساء أمس الجمعة إلى قامشلو/ القامشلي.
وجاءت المحادثات بين الطرفين في دمشق، كمشروع (سوري- سوري)، يتم فيه نقاش شكل قادم لسوريا المستقبل، بحسب القفطان، الذي لم يكشف عن أطراف راعية دولية محددة في المحادثات بين الطرفين، لكنه لم ينف بوجود ضامنين دوليين!.
واعتبر الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية “رياض درار” في حديث لشبكة آسو الإخبارية، أن النقاشات تأتي استكمالًا لمشروع مسد الداعي للتفاوض والوصول إلى حل سياسي في سوريا “لقد آمن المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية بالتفاوض والوصول إلى سوريا ديمقراطية ولا مركزية”.
وبحسب “القفطان” فإن أساس المحادثات تعود إلى أن الدعوة من دمشق كانت بخصوص “سد الطبقة”، وآلية الاتفاق على مشروع تشغيل السد، والاستفادة منه من قبل كافة السوريين.
وتأتي أهمية سد الطبقة في تزويد الكهرباء. حيث كان سبق لقاء دمشق بحسب وسائل إعلام، حوارات تمهيدية في “الطبقة” بين لجان فرعية من الطرفين، ناقشت قضايا خدمية وقطاعي الصحة والتعليم.
ويختلف الشكلان المقدمان من قبل النظام السوري ووفد مجلس سوريا الديمقراطية في المباحثات، في أن مشروع الإدارة المحلية التابع للنظام السوري يركز على الإدارات المحلية دون الحديث بشكل واضح في الرؤية الديمقراطية والتعددية، فيما مشروع مسد هو الإدارة الذاتية ويضم تطلعات ديمقراطية مستقبلية للمنطقة من بينها التعددية وإلغاء نظام الحكم الواحد.
واعتبر الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار، أن النظام عليه مراجعة القانون 107 للإدارة المحلية، بأن يسلم إدارة المناطق الأخرى لأهلها، لا بتكليف محافظ وإدارة محلية من قبله.
وفي سؤال القفطان حول سبب وجود طرفين في المباحثات، بدون تواجد لأطراف سورية أخرى، قال إن “مسد تعتبر قوة موجودة على الأرض ولديها قوة عسكرية حررت مساحات واسعة في سوريا من داعش ، بعكس المعارضات الأخرى، التي ليس لديها وجود (..)”، معتبرًا أن اللقاء مع النظام لن يتوقف على تحديد شكل الشمال السوري فقط، لكن سيكون هناك اتفاق على شكل سوريا ككل، فمثلًا: “لو اتفق الطرفان على شكل الإدارات الذاتية، هذا سيشمل كل المناطق بسوريا”، وهذا يشير إلى امكانية أن يمتد هذا التوافق مع أطراف سورية أخرى، لكن القفطان أكد أن المباحثات الحالية تتعلق بشكل مباشر بواقع شمال سوريا.
واعتبر رياض درار أن لقاءهم بالنظام السوري، يأتي من صلب إيمانهم في مسد بالتفاوض، وقال إن المعارضة اليوم تفاوض النظام، “لدينا حق التفاوض لأجل سوريا”.
وشارك في المباحثات من قبل النظام قيادات في الصف الأول (لم يفصح القفطان عنها واعتبر أن الكشف عنها يعود للمفاوضين)، وحضر من جانب مسد ممن تم الكشف عنهم رئيس الوفد السيدة “إلهام أحمد” القيادية في مجلس سوريا الديمقراطية و “إبراهيم القفطان” رئيس حزب سوريا المستقبل، دون ذكر أسماء باقي أعضاء الوفد، لكن القفطان قال إن الأشخاص الآخرين في وفد مسد يمثلون إدارات فعلية، تعمل في الطبقة والرقة ومناطق إقليم الجزيرة.
ووصف قفطان تعامل النظام في المباحثات بالايجابي، بعيدًا عن الذهنية المعتادة، ويعيد محللون ذلك إلى أن هناك ضغط من الراعي/ الضامن الروسي على النظام السوري لقبول المباحثات حول الادارات الذاتية. وقال القفطان “كان لقاء 26 تموز 2018 ايجابي جدا، موضحًا أن النظام تعامل بمرونة تجاه مشروع شمال سوريا”، وقال إن استقبال النظام والمباحثات مع مسد، دليل واضح على المرونة تجاه إدارة شمال سوريا.
ويرى القفطان أن الجلوس مع النظام السوري وجهًا لوجه، ومناقشة وضع الشمال السوري وسوريا ككل، مكسب لهم، طالما فيه اعتراف بمجلس سوريا الديمقراطية، على أن الأهم من المفاوضات من وجهة نظره هو، القبول بـ”الادارة الذاتية” في المنطقة.
لا يبدي رياض درار الثقة التامة بالنظام السوري، على أن يقوم بتغير عقليته وذهنيته الأمنية، لكنه يؤكد أن التفاوض والتوافق الدولي، و دعم الدول الراعية، سيعمل على إجبار النظام بالقبول بشكل توافقي.
وعن شكل عودة النظام من حيث تخوف عودة النظام بشكل أمني، قال درار إن النقاشات مع النظام ستأخذ وقت ربما يصل لسنتين، لذا لن يكون هناك تواجد أمني للنظام، أو عودة بشكل قمعي كما في السابق.
وكانت وسائل إعلام نشرت أن الاتفاق بين الطرفين، يشمل تواجد إداري للنظام في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وإدارة المنطقة في الملفات الأخرى من أبناء المنطقة، وأن يعترف النظام السوري بالإدارة الذاتية مقابل عودة مؤسسات الحكومة السورية لمناطق الإدارة، وأيضًا سبل البحث في تعاون لـ “مكافحة الإرهاب”، وتحرير “الأراضي السورية من سيطرة فصائل متشددة مع منح الأولوية لاستعادة #عفرين”، والاعتراف باللغة الكردية كلغة رسمية إلى جانب العربية.
وقال القفطان إن عودة دوائر الحكومة (الإدارية) إلى المنطقة باتت مهمة، “الناس بحاجة لإصدار وثائق متعلقة بها، والسير بمعاملات الدولة”.
ولم يكن هناك جواب واضح من قبل القفطان، حول سؤال أن عودة النظام إلى شرق الفرات مع سيطرة مجلس سوريا الديمقراطية، وتواجد التحالف الدولي، يشكل خطرًا على العلاقات مع حلفاء قسد ومسد وهم التحالف الدولي والولايات المتحدة.
في حين أشار إلى وجود توافق دولي بين الدول الراعية للمسألة السورية، بضرورة توافق السوريين لحل مشاكلهم العالقة.
الأمر الذي يعطي مؤشرات بتوافق دولي حول المباحثات بين مناطق روج آفا/ والنظام السوري، لكن لم يؤكد القفطان ذلك، بينما ذكر أنه في حال اتفاق السوريين فيما بينهم، ستبقى الدول الراعية داعمة لأي توافق سوري- سوري يعيد شكل الدولة الجديد بعد أن يصل لحل في البلاد”.
واختتم درار الحديث بأن دعم التحالف الدولي مستمر لمجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية، مؤكدًا أن هناك رغبة دولية في الوصول لحل سياسي وانهاء الصراع في سوريا.
يذكر أن رياض درار معارض سوري ومعتقل سابق في سجون النظام، كما أن القفطان أيضًا عمل منذ بداية الحراك السوري المعارض، وتم اعتقاله من قبل النظام السوري.