أخبار وتقارير
“أطباء بلا حدود” تُقلص خدماتها تمهيداً للانسحاب من سوريا
بعد مرور أقل من سنة واحدة من بدء عملها في المشفى الوطني بمدينة الحسكة، عمدت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية في الأسبوع الماضي إلى سحب موظفيها الأجانب من المشفى باتجاه مقرها في بلدة تل تمر، والإبقاء على العاملين المحليين فقط.
إجراءات المنظمة جاءت بحسب مصادر من العاملين في المشفى نتيجة تلقي تهديدات متكررة من قبل أشخاص مجهولين، يرجح ارتباطهم بجهات تابعة للحكومة السورية في مدينة الحسكة.
وفي وقت سابق من شهر حزيران الفائت تم اعتقال خمسة عناصر من العاملين لدى المنظمة بينهم أجانب، على إحدى الحواجز التابعة للحكومة السورية بمدينة قامشلو/ القامشلي أثناء مهمة عمل ميدانية، وجرى نقلهم على الفور إلى مدينة دمشق، ولاحقا تم الإفراج عن اثنين من الأجانب ونقلهم إلى خارج سوريا بواسطة من الخارجية التشيكية، في حين تم استمرار اعتقال ثلاثة عناصر آخرين منهم موظف سوداني واثنين من الموظفين المحليين.
وتوالت منذ ذلك الوقت التهديدات ضد المنظمة وكوادرها سواء بشكل معلن أو سري، ما دفعها بحسب المعلومات إلى التحضير للانسحاب من كامل المناطق والنقاط الطبية التي تشغلها في مناطق متعددة بمحافظات الحسكة والرقة ودير الزور، تمهيداً لإنهاء عملها في الشمال السوري، بينما ذكرت مصادر أخرى أن انسحاب المنظمة من سوريا جزء من الاتفاق الذي تم بموجبه إطلاق سراح العناصر الأجانب المعتقلين لدى الحكومة السورية.
وتعود خلفية التوتر بين الحكومة السورية ومنظمة أطباء بلا حدود تحديداً إلى إعلان المنظمة في شهر آب من العام 2013 أنها عالجت حالات مصابة بغازات سامة في ريف دمشق، ما اعتبر في حينها أول تصريح من جهة محايدة باستخدام النظام أسلحة كيمياوية ضد المدنيين، إلى جانب اتهامها للنظام باستهداف المستشفيات والمؤسسات الصحية التي تديرها في محافظتي حلب وإدلب.
وبعد هذا الإعلان اتهمت الحكومة السورية أكثر من مرة المنظمة بالعمل لصالح الاستخبارات الفرنسية، والقيام بإسعاف العديد من عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء الاشتباكات والعمليات العسكرية بين الجيش السوري والفصائل المسلحة التابعة للمعارضة السورية في ريف حلب الشمالي.
وتعتبر منظمة أطباء بلا حدود من بين عشرات المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في أنحاء سورية، ومن أوائل المنظمات التي دخلت البلاد منذ اندلاع الصراع المسلح بين القوات الحكومية والمعارضة في عام 2011.
ومنذ شهر أيلول من العام الفائت تولت المنظمة مهمة العمل في المشفى الحكومي الوحيد في حي العزيزية بمدينة الحسكة، والذي كان تابعاً لمديرية الصحة الحكومية، وسيطرت عليه الإدارة الذاتية في شهر آب عام 2016 بعد آخر مواجهة عسكرية بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام في مدينة الحسكة.
الصورة من الصفحة الرسمية للمنظمة على الفيسبوك (فرنسي)