Connect with us

أخبار وتقارير

معلمو ملاك التربية السورية في الحسكة…. رواتب مع وقف التدريس

نشر

قبل

-
حجم الخط:

تتعرض العملية التعليمية في محافظة الحسكة لتجاذبات تولد ضغوط كبيرة، كما يواجه بداية كل عام دراسي جديد تحديات جمّة، نظراً للظروف التي تمر بها المحافظة بشكل عام، والمدارس على وجه الخصوص.
نتيجة لهذه الظروف خرجت الكثير من المدارس، على اختلاف مراحلها الابتدائية والإعدادية والثانوية، عن سيطرة الحكومة السورية، مقابل تولي الإدارة الذاتية الديمقراطية لإدارتها، بتجهيز مناهج تعليمية خاصة بها، وتعيين مدرسين لهذه المناهج، في الوقت الذي طالبت الحكومة السورية من المعلمين المحسوبين على ملاك الدولة بعدم التعاون مع مدارس الادارة الذاتية، وأن يبقوا في منازلهم.

بداية اليوم الدراسي للعام الجديد 2018/2019، بدأ بشكل إداري يوم الأحد الثاني من أيلول الجاري في المدارس الحكومية والخاصة، حيث يدرس المنهاج المعتمد من قبل وزارة التربية في الحكومة السورية في 22 مدرسة، 12 منها بمدينة الحسكة، و10 مدارس في مدينة قامشلو / القامشلي، ينحصر وجودها في المربعين الأمنيين في المحافظة، ويبلغ عدد المعلمين ما يقارب 12 ألف معلم ومعلمة لكافة المراحل.

وكانت الفترة الأخيرة شهدت توتر في الناحية التعليمية، بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، على خلفية إقرار المكون السرياني في الإدارة الذاتية، إدخال المناهج السريانية وتدريسها في المدارس السريانية، بدل التدريس بمناهج النظام، الأمر الذي خلق توتر بين السريان أنفسهم داخل وخارج الإدارة، وصلت لمشادات إثر خروج المدنيين من المكون السرياني وشخصيات أخرى في وجه قوى الأمن الداخلي، أثناء محاولة الأخيرة إغلاق مدارس في قامشلو.

الظروف السائدة في المحافظة حالت دون مواصلة المعلمين التابعين لملاك الحكومة السورية لدورهم في العملية التعليمية، حيث يلتزم أعداد كبيرة منهم منازلهم ويتقاضون رواتبهم، من دون عمل، فيما توجه قسم منهم لمزاولة أعمال أخرى غير التدريس.

فيقول (يوسف) وهو مدرس رياضيات للمرحلة الإعدادية يقول لشبكة آسو الإخبارية إنه “بعد خروج مدرستنا عن السيطرة أصبحت أداوم في مدرسة بديلة، حددتها لنا مديرية التربية داخل المربع الأمني بمدينة الحسكة”. ويضيف يوسف، بأن المدرسة تقوم باستقبال كوادر طلاب ثلاث مدارس أخرى فضلاً عن كادر وطلاب المدرسة المضيفة.

يتابع “يوسف” بالقول إن الأوضاع في المدارس بائسة جداً، “لا يوجد مكان للدوام ولا غرف صفية ومقاعد دراسية تستوعب أعداد الطلاب المتزايدة، أذهب ثلاثة أيام لدوام المدرسة وفي باقي الأيام أقوم بإعطاء دروس خصوصية للطلاب في مادة الرياضيات”. ويقول إنه على الرغم من “أني أتقاضى راتبي نهاية كل شهر من مديرية التربية، إلا أنني غير راض عن هذه الأوضاع، فأنا أرى مستقبل الأجيال يدمر وليس بوسعي فعل أي شيء”.

“عماد” مدّرس لغة إنكليزية يبيّن لشبكة آسو الإخبارية استيائه من حال العملية التعليمية في محافظة الحسكة بالقول، إنه يجب إيجاد حلول جذرية لمشكلة المدارس التي تتفاقم يوماً بعد يوم، “أنا كمدرس كنت أتقاضى راتبي نهاية كل شهر قبل أن يتم توقيفه بسبب ورود اسمي في جدول المطلوبين للخدمة العسكرية الاحتياطية، والآن أبحث عن عمل جديد بعيداً عن مهنة التعليم التي لطالما أحببتها وتعلقت بها”.

البحث عن عمل أخر والتوجه للعمل مع مؤسسات المجتمع المدني بديل غالب بالنسبة لكثير من المعلمين فيقول يوسف في ذلك، “أقوم بالتواصل مع عدة منظمات دولية تعمل في المنطقة، لعّلي أجد عملاً يؤمن لي لقمة عيشي، فالمنظمات هنا تؤمن فرص عمل جيّدة لخريجي اللغة الإنكليزية وبأجور مناسبة تفوق رواتب المعلمين بكثير”.

من جهتها المدّرسة “شيرين” تحدثت بـ “المضحك المبكي” وقالت: “أنا مستفيدة من هالوضع، اتفقت مع مديري وتفرغت لبيتي وأولادي أقوم بأخذ راتبي على “دوز بارة”. حيث لا تنكر المدّرسة شيرين من الاستفادة من الوضع التعليمي الحالي، حيث لا تضطر للدوام بشكل يومي، فقط تداوم لأيام قليلة باتفاق مع مدير المدرسة، تقوم بالتوقيع وتعود في وقت مبكر لمنزلها، وترى أنها تستطيع بذلك التفرغ لتربية أولادها.
وتضيف، بأن أولادها مثل باقي أبناء المنطقة ممن تضرروا نتيجة الواقع التدريسي (..)، “أحاول تدريس أولادي في المنزل لأعوضهم نوعاً ما عن غياب دور المدارس، وأشعر بالأسف لحال الطلاب الذين لا يوجد لديهم من يقوم بتعليمهم ومتابعة تحصيلهم العلمي”.

الجدير بالذكر، أنه وفي وقت سابق قامت مديرية التربية التابعة للحكومة السورية في الحسكة، بإيقاف رواتب نحو 580 من المدرسين والمعلمين المطلوبين لأداء الخدمة العسكرية الاحتياطية في الجيش العربي السوري، وذلك بناء على قرار صدر من محافظ الحسكة “جايز الحمود الموسى”.

شهد القطاع التعليمي استهدافًا من جميع القوى المتواجدة على الأرض، فقد اختلفت المناهج التعليمية، بين منطقة وأخرى، وهذا أثر كثيرًا في الجانب التعليمي، وشكل ضرر كبير على مرحلة حساسة من حياة الفرد في سوريا.