Connect with us

مواطن وعدالة

أهالي عفرين: الغربة هاجس لا تزيح فكرة العودة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-عاليه محمد

داخل منزل بمدينة ديريك/ المالكية، لجأت إليه العائلة، يتحدث شيار محمد 32 عام، لزوجته وأطفاله الاثنين عن منزلهم في عفرين، الذي تركوه عنوة بعد احتلال تركيا للمدينة، فيما تكتفي الأم بمشاهدة صور تعود للعائلة كانت قد التقطت قبل تهجيرها من عفرين.

قبل وصول شيار إلى ديريك، كان هو وباقي الأهالي في عفرين يعانون من حربِ قاسية فرضتها عليهم تركيا بهجوم على عفرين مع فصائل المعارضة السورية المسلحة، حيث يصف شيار تلك الفترة بـ “الجحيم”.

أكثر من سبعين طائرة حربية حلّقت في يوم واحد فوق سماء المدينة، بحسب شيار ويقول ذلك خلال البدء بالهجوم واندلاع الحرب، ويضيف “تلاها أصوات صرخات الأهالي وآلامهم التي لا تزال مستمرة حتى الآن”.

ضحايا وجرحى بينهم أطفل ومسنون، كان يشاهدهم شيار في مستشفى “آفرين” خلال المساعدة في نقل المصابين والمساعدة بعلاجهم.

يقول شيار “ربما نحن من أكثر الناس حظاً لأننا لم نفقد أفراد عائلتنا، لكن كان لعائلات أخرى حالات أسوء”.

اللحظات الأقسى التي عاشها شيار ومن معه كانت أثناء عبورهم جبل الأحلام قبل وداع عفرين في السادس عشر من آذار العام الفائت حيث كان الطريق الوحيد المتاح لأهالي عفرين “المهجرين” قسرًا من ديارهم، والفارين من بطش تركيا والفصائل المحتلة، فصوت القصف المستمر، وجثث لموتى على الطريق، ومشاهد أهالي فقدوا أطفالهم، بينهم مسّن لم يعثر على ابنه الضائع، فيقول شيار “هذه الحادثة من الصعب نسيانها”.

عاش شيار وعائلته قرابة ثمانية أشهر تحت خيمة بمخيم الشهباء، عانى خلالها من فقدان أبسط متطلبات الحياة كما غيره ممن يقطنون المخيم.

بعد خروجه من المخيم تعرّض أيضاً لاستغلال من قبل المهربين الذي كانوا قد طالبوه بمبلغ ثلاثمئة ألف ليرة سورية، مقابل طريق ينقذه لا تستغرق مدته أكثر من عشرة دقائق فقط.

يقول شيار بحسرةٍ واضحة إنه لا يستطيع العودة إلى عفرين، لأن بيته تهد؟م جراء القصف، فيما تحتل الفصائل المسلحة الآن بيت والده، كما استولوا على معصرة الزيتون العائدة لأبيه، وقاموا بسرقة محله الخاص ببيع قطع السيارات.

وكانت تقارير دولية قد أكدت قيام الفصائل بنهب وسرقة ممتلكات الأهالي فور دخولهم عفرين.

لا تخلو حياة شيار بتفكير عودة مستقبلية لعفرين، لكن أكيد في ظل استقرار مرتقب، حلم شيار كما حلم الكثير من عوائل عفرين المهجّرة والوافدة إلى ديريك، ومدن روجآفا / شمال شرق سوريا.

*الصورة تعبيرية من النت