Connect with us

أخبار وتقارير

هيئة تحرير الشام الجهادية السورية تفرض رسوم ري على المزارعين وسط أزمة المياه

نشر

قبل

-
حجم الخط:

فرضت مديرية الموارد المائية التابعة لحكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام رسوماً على المزارعين الراغبين في إنقاذ محاصيلهم وري أراضيهم الزراعية من القنوات المائية، ضمن مشروع تأهيل محطات المياه في سهل الروج بإدلب.

محمد حردان
3 أغسطس 2022
ترجمة: هجار عبو

وسط أزمة المياه المتفاقمة في شمال غرب سوريا، اتخذت هيئة تحرير الشام سلسلة من الإجراءات للتغلب على آثار هذه الأزمة ومساعدة المواطنين على مواجهة تداعياتها، فعلى مدار سنوات الحرب، استهدفت القوات الحكومية السورية بشكل متكرر البنية التحتية والمرافق الحيوية، بما في ذلك محطات ضخ مياه الشرب والري، مما منع المزارعين من ري أراضيهم الزراعية.

ولم يسلم سهل الروج بريف ادلب الغربي من الاضرار، وتوقفت مضخات المياه في سد بلعا بريف جسر الشغور جنوب غرب محافظة إدلب عن العمل عام 2013 بسبب القصف المتكرر، قبل أن تبدأ أعمال إعادة التأهيل مؤخرًا لتحسين الزراعة في المنطقة، وبدأت حكومة الإنقاذ السورية التابعة لهيئة تحرير الشام في إدلب مؤخرًا ضخ المياه من نبع عين الزرقاء إلى سد بلعا عبر عدد من المضخات، ضمن مشروع يهدف إلى مساعدة المزارعين وتمكينهم من زراعة المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه.

دشنت وزارة الزراعة والري التابعة لحكومة الإنقاذ، في 24 تموز / يوليو الجاري، مشروع ضخ المياه إلى سهل الروج، بحضور زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، رئيس حكومة الإنقاذ، وعدد من الشخصيات البارزة، وأعلنت وزارة الزراعة والري، في بيان نُشر في 29 تموز / يوليو، عن رسوم يتعيّن على المزارعين دفعها مقابل ري أراضيهم من المجاري المائية التي تزودهم من محطة مياه عين الزرقاء.

وكانت المديرية قد أجرت قبل أيام، في 21 يوليو / تموز، عمليات تجريبية بضخ المياه إلى المجرى المائي في سهل الروج لبضع ساعات في محاولة لتشجيع المزارعين على الزراعة.

وقال مصدر من مديرية الموارد المائية في وزارة الزراعة والري لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، “أعادت مديرية الموارد المائية تأهيل ثلاث مضخات من مجموع سبع مضخات في محطة عين الزرقاء، ويمكن الآن تزويد حوالي 3500 هكتار [8649 فدانًا] في سهل الروج بالمياه، من إجمالي مساحة تبلغ حوالي 10600 هكتار [26193 فدانًا] في السهل، مما يعني أن المشروع قادر على تلبية احتياجات المنطقة، إذا تمت إعادة تأهيل المضخات الأربع المتبقية، فستكون جميع المضخات السبع قادرة على ري حوالي 7000 هكتار [17297 فدانًا] من الأراضي في سهل الروج “.

وأضاف: “نفذت المديرية اختبار [أداء] ضخ لمدة 18 ساعة ست ساعات لكل مضخة عبر محطة عين الزرقاء، بتكلفة تشغيلية قرابة 4680 دولاراً، وهذه ثاني محاولة ضخ منذ إعادة تأهيل جزء من محطة عين الزرقاء العام الماضي. تم ضخ المياه لأول مرة في عام 2021، بعد حوالي تسع سنوات من التوقف، أبلغنا المزارعين الراغبين في الاستفادة من المشروع أن التكلفة التشغيلية تتراوح بين 7 دولارات و9 دولارات للدونم [0.25 فدان]. ”
يشتهر سهل الروج بتنوع محاصيله الزراعية بسبب خصوبة التربة. وتعتبر سلة غذاء المنطقة، ويعتمد المزارعون فيها على ينابيع المياه ونهر العاصي، وكذلك الآبار الجوفية التي حفروها إثر الثورة السورية وإغلاق السدود ومشاريع المياه بسبب القصف المتكرر.

لطالما عانى المزارعون في سهل الروج من العديد من الصعوبات التي أعاقت عملهم، مما دفع الكثيرين إلى التخلي عن الزراعة والبحث عن فرص عمل أخرى.

وقال محمد عيسى، مزارع في سهل الروج، لـ “المونيتور”: “اعتمد معظم المزارعين في سهل الروج على الطاقة الشمسية في [ري] محاصيلهم الصيفية هذا الموسم، في ظل توقف تدفق المياه لخدمة القنوات المحيطة بالأراضي الزراعية في السهل، وارتفاع تكلفة إمدادات المياه من آبار المياه الجوفية وارتفاع تكلفة الديزل، والتي تقدر بنحو 70 دولارًا في اليوم “.

وأشار إلى أن “تشغيل محطة عين الزرقاء ليس حلًا لأن تكلفة الري بناء على المعدلات التي تفرضها مديرية الموارد المائية مرتفعة جدًا ولا تتناسب مع الأرباح المتأتية من محاصيلنا الزراعية، ولا يمكننا تحمل هذه المعدلات ما لم يتم تعديل أسعار المحاصيل الصيفية في السوق ورفعها بما يتماشى مع تكاليف [الإنتاج]، وانخفض سعر المحاصيل إلى حد التسبب في خسائر هذا العام كما أنه فات الأوان لضخ المياه للمحاصيل الصيفية الحالية حيث يقترب الموسم من نهايته، وكانت المحاصيل محدودة على أي حال، لأنه لم يتمكن جميع المزارعين من ري أكثر من دونم واحد أو أكثر بقليل”.

على الرغم من وجود حوالي 50 بلدة وقرية في سهل الروج، يعتمد سكانها بشكل أساسي على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل، إلا أن المساحات الخضراء تراجعت مؤخرًا في المنطقة خلال موسم الصيف بسبب نقص إمدادات المياه في المجاري المائية.

وقال المزارع عبده حسن لـ “المونيتور”: “كان العديد من المزارعين مثلي على استعداد لزيادة الغلة هذا العام عندما سمعنا أنه سيتم ضخ المياه في قنوات سهل الروج، لقد استأجرت 50 دونمًا [12.4 فدانًا] من الأراضي في السهل هذا العام، لكن قبل أن أبدأ الزراعة بقليل، رجعت خطوة إلى الوراء لأنها كانت ستسبب لي خسائر فادحة، واتضح أنه يتعين علينا دفع رسوم للحصول على المياه، ولهذا السبب قررت قصر الزراعة على المحاصيل الشتوية والامتناع عن زراعة المحاصيل الصيفية “، وأضاف: “تحتاج بعض المحاصيل إلى الري أكثر من 25 مرة، مما يجعلها مكلفة للغاية وتسبب خسائر للمزارع”.

سوتام بلعا، مزارع آخر في سهل الروج، قال لـ “المونيتور” إنه كان يزرع القمح والشعير هذا الموسم بدلاً من الخضار بسبب شح المياه في المنطقة وارتفاع تكلفة الري التي تحتاجها المحاصيل الأخرى، وقال إنه على الرغم من أنه لم يحقق أي أرباح، إلا أنه على الأقل لم يتكبد خسائر.

للقراءة من المصدر هنا