مواطن وعدالة
“أرملة داعشي”… عندما جنى عليها الزمن مرتين
آسو-بتول علي
في غرفه منعزلة في مدرسة الثورة للنازحين جلست” حنان عمر” متشحة بالسواد تراقب بخوف وقلق أطفالها الصغار الذين لم يتجاوز عمر الواحد منهم أربع سنوات ولم يتم تسجيل أي منهم في قيود الولادة الرسمية.
” حنان عمر” أرملة من نساء مقاتلي تنظيم داعش ونازحة من مدينة “دير حافر” تعيش في مدينة الطبقة وأم لثلاثة أطفال.
تقول السيدة: كنت أحلم بأن أكون طبيبة أطفال أعالجهم وأهتم بهم من شدة حبي للأطفال بهذه الكلمات بدأت حنان ذات الـ 25 عام حديثها.
تتابع بالقول: “تزوجت زواجاً تقليدياً في 17 من عمري من أحد أقاربي عشت حياة طبيعية مستقرة مع زوجي وأنجبت طفلتي الأولى ضمن ظروف مستقرة.
ومع دخول تنظيم داعش الإرهابي للمنطقة وسيطرتها على بلدة “دير حافر” في ريف حلب قرر زوجي الانضمام لمقاتلي صفوف التنظيم بحجة تأمين دخل مادي إضافة لاعتقاده بصحة النموذج الديني الذي يقدمونه.
الزوجة المغلوب على أمرها رفضت وحاولت منع الزوج من الاندفاع وراء طموحاته. وعن ذلك تقول: “لم أكن راضية على انضمام زوجي لمقاتلي تنظيم داعش لما رأيته من بشاعة في أعمالهم الوحشية في المنطقة ولكن لم يكن باليد حيلة لمنع زوجي من الانضمام لهم”.
وتتابع بالقول: “بعد انضمام زوجي إلى صفوف داعش تغيرت معاملته لي وأصبح قاسيا ومتسلطاً وقام بالضغط علي للالتحاق بنساء التنظيم ولكنني رفضت وهنا ساءت أموري أكثر مع زوجي فبدأ بضربي وإهانتي لعدم قبولي الانضمام للتنظيم واتهامي بأني كافرة ومرتدة ولا أعرف الدين الإسلامي. حاول أهلي إقناعي بتركه والعودة إليهم ولكنني رفضت من أجل أطفالي وخوفي من زوجي بأن يضر عائلتي.
وبالمقابل قام أهلي بمقاطعتي ونزوحهم بسبب أعمال تنظيم داعش في المنطقة وفقدان اثنين من أخوتي بتفجير للتنظيم عندما حاولا الهروب إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية”.
بعد فترة من انضمام زوجها للتنظيم انتقل إلى جبهة أخرى للقتال في مدينة دير الزور. وبعدها انتقلت هي وأطفالها للعيش في مدينه الطبقة بسبب الحرب في منطقتها.
تقول: “هنا انقطعت أخبار زوجي بشكل كامل وبعد مرور سنة تقريبا على اختفائه وتحرير مدينه الطبقة سمعت خبر مقتله في إحدى الاشتباكات”.
تعيش حنان اليوم مع أطفالها في مدرسة للنازحين في الطبقة حياة صعبة على ما يصلها من إعانات ومساعدات هي وأطفالها بجانب عدد كبير من النازحين ولا تعرف إلى أي ستكون وجهة النزوح القادمة.
تنويه: الاسم المستخدم في المادة مستعار بناء على طلب صاحبة القصة.