مبادرات
مبادرة التكافل الاجتماعي بعامودا… عين على مدينتي
آسو-محمد حسن
يُشكل مفهوم التكافل حالة مميزة في المجتمعات المحلية التي يُحاول أبناؤها إيجاد أساليب تضمن لهم الأخوة والأمان في ظل غياب دور المؤسسات الرسمية التي من المفترض أن يقع على عاتقها تأمين الضمان الاجتماعي للأفراد بما يؤمن لهم عيشة كريمة تقيهم ذل السؤال.
وفي مدينة عامودا أطلق تجمع “معاً لأجل عامودا” منذ العام 2013 مبادرة اجتماعية تكافلية تهدف إلى مد العون لأبناء المدينة من العائلات المستورة وخاصة من المرضى وذلك ضمن الإمكانيات المتاحة لإجراء العمليات الجراحية وتوفير الأدوية.
“شيرين قجو” إحدى المشرفات على المبادرة وعضو تجمع معاً لأجل عامودا ذكرت لشبكة آسو الإخبارية أن هذا المبادرة تأسست في عام 2013 وتهدف لخدمة المدينة ومساعدة أهلها.
وأوضحت “قجو” أن المبادرة تساعد المرضى المحتاجين من كافة الفئات العمرية، حيث تقوم بتقديم الدعم المادي للمرضى المحتاجين وتأمين متطلباتهم من الأدوية والعمليات الجراحية بالتنسيق مع الأطباء والمستشفيات في المدينة.
وعن آليات تمويل المبادرة ذكرت “قجو” بالقول إن عدداً من أبناء عامودا من المغتربين بالسويد يُساهمون بتمويل المبادرة وذلك حسب الإمكانيات المتوفرة عبر أحد التجمعات التي شكلها هؤلاء الأشخاص تحت اسم “تجمع عامودا” الذي بدوره يقوم بإرسال هذه المبالغ بشكل سنوي منذ انطلاقة المبادرة.
الدكتور “طلحة أحمد” اختصاصي أنف وأذن وحنجرة تحدث عن أهمية مثل هذه المبادرات قائلاً: إن هذا النوع من المبادرات الإنسانية مهم بالوقت الحالي نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، فكثير من العائلات وضعهم المادي سيء وغير مستقر وأصغر عملية اليوم تكلف مبلغ لا يقل عن 50 ألف ليرة سورية.
فالمبادرة استطاعت إدخال الفرح إلى قلوب عدد من أبناء المدينة من خلال الدعم الذي قدمته لهم.
يقول والد إحدى الشابات المستفيدات من المبادرة: “بالنسبة للمبادرة هي مبادرة رائعة تصب في خدمة الفقراء فأنا شخصيا كانت ابنتي تعاني من ألم كبير في حنجرتها ولم يكن بوسعي إجراء العملية لها لأن دخلي المادي بالكاد يكفي لسد احتياجات المنزل اليومية فسمعت بالمبادرة وأخبرتهم بحالة ابنتي التي تدهورت بعض الشيء في فصل الشتاء الماضي ليساعدوني فتكفلوا بأجور العملية وتواصلوا معي حتى بعد العملية ليطمئنوا على صحة ابنتي.
أتمنى أن تستمر مثل هذه المبادرات فمجتمعنا بحاجة لها لأن هناك فئة كبيرة من المجتمع يعانون ما عانيته قبل عام. من الجدير بالذكر أن عدد المستفيدين من خدمات الجمعية من أبناء المدينة وصل ما يقارب 200 مستفيد.