Connect with us

مجتمع محلي

“أحمد” طفل الحرب… وبطل عائلة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-أحمد دملخي

“رغم ولادة أحمد في ظل الأزمة السورية إلا أنه يفكر كشاب بعمر العشرينات”، هذه العبارة جاءت على لسان والده الذي يعمل على عربة بثلاث عجلات في بيع المعلبات والمعكرونة وبعض مستلزمات الطبخ.

“أحمد الهلال” تراه بجسده النحيل قابع خلف عربته المركونة في شارع التجنيد يبيع ما تيسر له أو قد تجده في أحياء أُخرى يستند على رصيف الطريق ليدرس قليلاً قبل المدرسة أو بعدها، فهو في الصف الثاني.

عن عمل “أحمد” يتحدث والده “رغم صغر سنه إلا أنه يفضل العمل معي على اللعب في الشارع أو المنزل، فهو فرد في عائلة مكونة من ثلاثة عشر فرداً ست إناث وخمسة ذكور، جميعهم يحبون اللعب والدراسة إلا “أحمد” فهو يرى كم أتعب في العمل لذلك يفضل البقاء معي حتى أعود للمنزل ويساعدني كثيراً في البيع.

يتابع الوالد، أكبر أخوته من الذكور يبلغ من العمر (17) عام يدرس في المرحلة الثانوية وبعد المدرسة يعمل في سوق الهال وكونه على أبواب الشهادة فقد أصبح عمله قليل مقارنة بالفترة السابقة.

ويضيف، في حين الفتيات في العائلة لا أحبذ فكرة أن يعملن مهما كانت الظروف، فأنا وأخوتهم مسؤولون عن تأمين كل ما يلزمهن وعليهن جميعاً أن يدرسن ويحصلن على شهادات جامعية فهي قد تفتح لهن فرصة في الحياة لم تُتاح لي.

أحمد جالس بجوار عربة والده

يقول “أحمد” لشبكة آسو الإخبارية، عن عمله خلف العربة، “أنا أساعد والدي المريض لأنني أراه كل يوم وهو يأتي إلى هذا المكان لبيع المواد الغذائية والمعلبات، وهي قريبة جداً من مدرستي التي أدرس بها ولذلك من الأفضل أن أملأ وقت فراغي بمساعدته عوضاً عن اللعب، مبيّنًا، أنهم عائلة كبيرة ووالده لوحده لا يستطيع إعالتهم، وأخوه الذي أصبح على أبواب الشهادة يرغب بالدراسة والعمل هذا الأمر قد لا يحقق حلمه في دخول كلية الحقوق وأن يصبح محامي.

أحمد… يحب أن ترتسم نظرات الفرح على وجه والده عندما يبيع أي شيء من العربة، فهذ النظرة تعني له الكثير. كما يوضح لشبكتنا.

وعن حلمه في المستقبل تحدث أحمد، أنا الآن في الصف الثاني وجميع معلماتي في المدرسة يثنين على أدائي كما أحاول الاستفادة من الوقت الذي لا أبيع فيه في الدراسة والحفظ، كمحاولة أن أكون من المتفوقين في المدرسة.
بالنسبة لحلمي في المستقبل فأنا أحب أن أكون طبيب جراحة عصبية، هذا العمل يعجبني لمساعدة والدتي المريضة وعماتي اللواتي يسكنّ في القرية، كما أن مهنة الطب مهنة إنسانية، هذه الأمور تجعلني أرغب بأن أصبح طبيب في المستقبل.

أحمد وهو يدرس أثناء عمله في مساعدة والده

رغم حداثة سن “أحمد” إلا أنه من الأطفال الكثر في سوريا عامة ومنبج خاصة الذين تعلموا من الأزمة السورية أن العمل والتعلم هما المفتاحان الأساسيان للاستمرار في هذه الحياة، كما أنهما سبيل النجاح وتحقيق الأماني، ولابدّ على الجميع في العائلة تقديم يد المساعدة والمساهمة مهما كانت صغيرة فهي دليل على مستوى الوعي في المجتمع.