أخبار وتقارير
“الكمأة” تغطي أسواق منبج
آسو-أحمد دملخي
يُعرف بأسماء عديدة منها الفقع، بنت الرعد، أو العبلاج وأشهرها “الكمأة”. ويُعد من أنواع الفطر المرتفعة الثمن ينمو تحت الأرض ويخرج إلى السطح بعد أمطار غزيرة ورعد، وخاصة في المناطق الجافة.
ويتداول محبو فطر الكمأة فوائده على الدوام فهو البديل البروتيني المناسب للحوم، كما أنه مفيد لأمراض القلب والشرايين .
ومع أمطار الربيع ورعده تزدهر هذه التجارة في مدينة مبنج، حيث يكثر العرض مترافقاً مع زيادة في الطلب عند الأهالي الراغبين في تجهيز مؤنة العام القادم من هذا الفطر.
السيد “أحمد المختار” تاجر من المدينة تحدث لنا عن هذه التجارة وازدهارها هذا العام فقال: “هذا العام موسم الكمأة في منبج ممتاز جداً فهي منتشرة بشكل كبير، حيث يتواجد منها أنواع مختلفة، ولكن الأكثر طلباً هو الزبيدية، والتي تباع بسعر من 1500 ليرة إلى 3000 للكيلو الواحد.
في حين أن الحراقة أو السوداء تباع انطلاقاً من سعر 4000 ليرة وحتى 6000 آلاف.
يبدأ موسم الكمأة عادة من شهر شباط إلى نهاية آذار من كل عام. وتشهد أسواق منبج حضوراً مكثفاً لأنواع من الكمأة قادمة من البادية السورية، ومن دير الزور والعراق، وهذا ما جعل من سعرها منخفضاً هذا العام بحسب “المختار”.
ويتابع “المختار” بالقول: الكمأة التي تتواجد في منبج قليلة، ولكن نوعها سوداء (حراقة)، وهي برية غير مزروعة، وقد كانت هذا الموسم أفضل بكثير من السنوات العشر الأخيرة بسبب الأمطار الغزيرة نهاية الشهر الأول، والرعد الكثيف الذي صاحبها”.
“أبو محمد” بائع متجول يتحدث لنا عن موسم الكمأة هذا العام فيقول :” هذا العام سريعاً ما تنفذ الكمأة عندي فسرعان ما تباع، فالطلب عليها كثير في المدينة، وخاصة من قبل النساء، فالزبيدية اليوم تدخل في مجالات كثيرة في الطبخ”.
المهندس الزراعي “محمد العبد الله” تحدث لنا عن خصائصها، وموسمها بشكل كامل: “هو فطر بري موسمي من عائلة الترفزية، ينمو تحت الأرض بمسافة (15) سم ويفضل الطبيعة الصحراوية الترابية، يبدأ بالصعود إلى سطح الأرض خلال الأمطار التي تكون مصحوبة بالرعد، لذلك سمي ببنت الرعد في عدد من المناطق”.
هذا النوع من الفطر صعب الزراعة، فهو درني الجذور، ولا يحتوي على ساق أو أوراق، ويتم معرفة مكان تواجده في الأرض بسبب بروز المكان الذي تنمو فيه على شكل بثرة، ويعتبر نوع الحراقة من الأنواع النادرة في البادية السورية، والعراق والأكثر لذة في المنطقة، وهناك أنواع أخرى منه غير متواجدة إلا في دول أوربية يصل عددها إلى (32) نوع، بحسب العبدالله.
أما عن فوائد الكمأة فيحدثنا الطبيب “أحمد.م” بالقول:” يحتوي فطر الكمأة على عدد من المعادن المهمة والمفيدة لجسم الإنسان، وهو يساهم في تنظيم عمل الدورة الدموية، ويعتبر البديل المثالي للنباتين عن اللحوم الحيوانية الحمراء، لما فيه من بروتينات، كما يساهم ماء الكمأة في زيادة مناعة الجسم، ويحتوي على فيتامينات تدعم و تعزز الجملة العصبية، كما أنه يساهم في التخلص من الكولسترول الضار، ويحمي من هشاشة العظام، ومفيد للبشرة”.
تعتبر الكمأة من أنواع الفطر الأكثر طلباً في منبج اليوم، وقد كانت نسبة توافره قليلة خلال السنوات الماضية بسبب التصدير، كما أن الطقس المناسب لنموها يلعب دور اًكبيراً في توفيرها، وهذا الموسم هو الأفضل منذ فترة طويلة، فهل سيكون الموسم التالي مشابه؟.