أخبار وتقارير
أسواق منبج تعاني “التقلبات” نتيجة الهبوط الدائم في سعر الليرة السورية أمام باقي العملات
آسو- أحمد دملخي
تحرير: (س. د)
تعاني الليرة السورية من هبوط عام في الأسعار مقابل باقي العملات الأساسية مثل الدولار واليورو، وقد اثر هذا الأمر بشكل كبير على الحركة التجارية، هذا بشكل عام، فقد وصل التأثير بشكل خاص لأسواق مدينة منبج، فمعظم السلع التجارية في الأسواق ومن أبسط الامور تأتي من مناطق سيطرة “درع الفرات” من إعزاز، وسرمدا وهذه البضائع تقابلها العملات الأجنبية، في حين تعتمد البضائع التي تأتي من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، على المبيع بالليرة السورية، ومع ذلك تعاني من ارتفاع السعر في حال كان وضع الليرة السورية متدهورًا أمام باقي العملات التي يتم تداولها في سوق المدينة.
خلال جولة لشبكة أسو الاخبارية ضمن سوق المدينة والاستفسار من التجار عن موضوع سعر الصرف وتأثيره على حركة الأسواق حيث التغيرات التي تتبع موضوع الصرف وهبوط الليرة السورية، تؤثر بشكل كبير على أحوال الأهالي في منبج خاصة مع حلول شهر رمضان المبارك.
التقى مراسل شبكة آسو الإخبارية مع عدد من التجار والصرافين من أهالي منبج وأيضًا لقاء بعض المدنيين.
“أبو حسن” صراف من سوق منبج يعمل في مجال الحوالات المالية وصرافة العملات الأجنبية يتحدث لشبكة أسو الاخبارية عن الحالة التي مرت بها الليرة السورية وتدهورها في الأيام الأخيرة فيقول، إن في كل عام وقبل دخول شهر رمضان يصبح السوق (مجنون بشكل كبير) في مجال الصرف، وخاصة للعملات الأجنبية العالمية ( الدولار)، حيث يكون الدولار مطلوب لعدد كبير من الأهالي والتجار لتامين البضائع، “خلال الفترة التي تسبق شهر رمضان يسعى التجار إلى تأمين كافة البضائع التجارية التي تباع خلال هذا الشهر، ومعظم هذه البضائع يتم دفع ثمنه بالدولار أو الليرة التركية، فهي تأتي من مناطق إعزاز وسرمدا”.
ويذكر “أبو حسن” إن الليرة السورية تعاني كثيرًا نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد والعقوبات التي فرضت على النظام السوري، كما أن وضع البلاد التي تعاني من أزمة في المحروقات أثرت بشكل كبير على انخفاض سعر صرف الليرة السورية مقابل باقي العملات الأجنبية. ويضيف “كان المصرف المركزي السوري قد ثبت منذ قرابة العامين سعر صرف الليرة السورية ضمن فروعه بقيمة (434 ليرة سورية) عن الدولار الأمريكي الواحد، هذا الأمر الذي سبب خسارة كبيرة للودائع السورية من العملات الاجنبية خلال هذه الفترة “.
وعن واقع التجارة التي تتم في ظل هذه التدهورات يتحدث “محمد العوني” وهو أحد تجار المدينة، أن التجارة في الماضي كانت تعتمد على الليرة السورية فقط، ولكن اليوم كل التجار يجلبون البضائع إلى منبج عبر المعابر الحدودية مع تركيا مباشرة “هذا يعني أن سعرها سيكون مرتبط بالعملات الأجنبية، ومع كل هبوط لليرة السورية تتغير حركة الأسواق بشكل عام، حيث مادة السكر التي يحتاجها الأهالي في كل منزل وتدخل في كثير من الصناعات يبلغ سعر الطن الواحد (765 دولارًا) بشكل تقريبي، وذلك حسب النوع، وهذا يجعل سعر الكيلو غرام الواحد عن مادة السكر تصل إلى (350 ليرة سورية)، وهذا ربما يكون السعر طبيعي لعدد من أهالي منبج لكنه سيكون كارثي في حال ارتفع سعر صرف الدولار أمام الليرة”.
بحسب “عوني” شهدت حركة الأسواق قبل شهر رمضان بنحو أسبوع ركود كامل وقلة طلب للموارد، وذلك نتيجة تغيير سعر الصرف لليرة السورية “كثير من التجار قاموا بشراء البضائع بأسعار قديمة للصرف، وعدد منهم يتضرر من ارتفاع أو انخفاض سعر الصرف، وكل هذه الأمور تعتبر مؤثرة في حركة البيع والشراء في أسواق منبج مقابل ظروف المدنيين”.
لدى أهالي منبج وجهة نظر في حركة الأسواق، الجميع يتفق أن تغيير سعر الصرف يسيئ كثيرًا لظروف المدنيين، لكن يتهمون التجار أيضًا بالعمل على استغلال الظروف في وجه المدنيين.
فيقول أحد المدنيين إن الأسواق اليوم تعاني من لعنة أسمها الدولار “في كثير من الأوقات يرتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بسبب الأزمة ومعه يرتفع كل شيء، لكن في حال نزول سعره يبقى سعر المواد على حاله فترة طويلة من الزمن، وتكون مبررات التجار بأنهم قاموا بشراء السلع التي لديهم في أيام كان سعر الدولار مرتفع والعديد من الأهالي يرفضون التصرف الذي يوصف بغير الأخلاقي من التجار على أنه نوع من الاحتكار و التسلط.
يذكر “محمد” وهو أحد الأهالي من منبج بأن التجار يستغلون حاجة الأهالي للمواد الغذائية إضافة إلى عدم وجود قانون يحميهم من هذا الأمر “كما أن رقابة الضمير عند عدد كبير من تجار منبج قد غابت خلال الأزمة السورية بشكل عام وهذه الأيام بشكل خاص فمع حلول شهر رمضان يقوم الأهالي بمحاولة تأمين متطلباتهم من مواد غذائية كالرز والسكر والبرغل وبعض أنواع البقوليات، لكن أصبح الأمر صعباً جداً مع تدهور قيمة الليرة السورية واستغلال التجار لهذا الأمر “.
خلال الاسبوع الأخير من شهر نيسان سُجِلَ أعلى سعر لصرف الدولار مقابل الليرة السورية في منبج حيث بلغ 590 ليرة مقابل كل دولار أمريكي، الأمر الذي جعل حركة الأسواق في المدينة تعاني من ضعف في المبيع، كما تركزت معظم الحركة على شراء العملات الأجنبية المتواجدة في المدينة من دولار أمريكي وليرة تركية وريال سعودي حتى الذهب كان الاقبال عليه كبير خلال الأسبوع الأخير.
ظروف الأزمة السورية لم تشكل الاستقرار في الظروف الاقتصادي وأيضًا في ظروف الأهالي بين صعود وهبوط سعر الليرة السورية أمام باقي العملات الأجنبية، لكن الخاسر الأكبر هم الأهالي الذين يعانون من الارتفاع والهبوط الذي يرافق استغلال التجار دومًا لذلك فمتى سينعم الأهالي باستقرار حقيقي!