مواطن وعدالة
روان طفلة في العقد الأول تحمل هموم بحجم وطن
آسو-جيهان محمد
بوجهها البرىء وطفولة مفعمة، ونظرات يتخللها الحزن والفرح، تنظر روان إلى المارة في سوق مدينة الطبقة، بحثًا عمن يقوم بشراء “الملوخية” منها، بينما فكرها يسهو مع أطفال من جيلها، يحملون حقائبهم المدرسية ويسيرون في تعليمهم.
“روان” من مدينة الطبقة، تبلغ من العمر 10 سنوات، أجبرتها الظروف كما الآلاف من أبناء سوريا، على العمل في هذا السن المبكر، بهدف إعالة الأسرة الفقيرة، بدل أن تكون الآن على مقاعد الدراسة مع أبناء جيلها.
“روان” التي تعمل لإعالة الأسرة، تنحدر من عائلة مؤلفة من أب مريض وأم و10 بنات، حيث تعمل الوالدة والشقيقتان اللتان تكبران “روان” التي تأتي كل يوم إلى سوق الطبقة لبيع مادة “الملوخية”، كي تؤمن مع أسرتها قوت العائلة اليومي، واحتياجاتها، والاستطابة للوالد.
تقول “روان” إنها تشتري “الملوخية” من ريف الطبقة بسعر أقل من سعر البيع، ثم تقوم ببيعه في المدينة بسعر أعلى كي تستفيد من المربح كما تقول.
تقول “روان” إنها لم تستطع إكمال دراستها، بسبب أنها كبرت وأصبحت في مرحلة عمرية يفرض عليها العمل لجني المال كي تعيل العائلة مع أخواتها ووالدتها، لكنها تشعر بالحزن الشديد حيال عدم تواجدها في المدرسة.
حال “روان” كحال كثير من الأطفال الذين خسروا التعليم ومقاعد الدراسة، في زمن الحرب!