Connect with us

أخبار وتقارير

تفاوت أسعار الدولار يخلق معاناة لأهالي منبج بتأمين مستلزمات العام الدراسي الجديد

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-أحمد دملخي

شهد شهر أيلول من العام الحالي 2019 حالة من التوتر بسوق صرف العملات الأجنبية مقابل الليرة السورية، فقد هبط سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار ليصل إلى 705 ل.س لكل دولار أمريكي واحد، مسبباً بذلك تأثيرات كبيرة بأسواق المدينة، ومع بدء العام الدراسي الجديد بدأت معاناة الأهالي بمنبج لتحضير وشراء اللوازم المدرسية.

“أبو محمد” أحد أهالي منبج، ولديه 4 أولاد في المدرسة، تحدث لشبكة آسو الإخبارية عن التحضيرات للعام الدراسي الجديد قائلا، لدي أربعة أطفال بالمدرسة الأكبر في المرحلة الاعدادية، والبقية بمرحلة التعليم الابتدائي، يتوجب علينا التحضير للعام الدراسي الحالي مهما كانت الظروف، لا أخفيك سراً أن الوضع الحالي لا يحتمل، فأبسط التحضيرات تكلف من (6000) ل.س إلى (10000) ل.س للطفل الواحد من دفاتر وأقلام وحقيبة مدرسية جديدة ولباس مدرسي.
ويتابع، أكبر أبنائي في المرحلة الاعدادية، وهو يحتاج لكتب مدرسية بقيمة لا تقل عن (9000) ل.س للنسخة الواحدة، وتكاليف الدفاتر والأقلام التي يحتاجها قرابة (10000) ل.س وسطيا، وبالتالي سيكون المبلغ الكامل لتحضيرات المدرسة هذا العام لعائلتي هو قرابة (50000) ل.س، هذا المبلغ بسيط ولا يكاد يصل إلى (100) دولار أمريكي، لكنه صعب جداً على عدد كبير من الأهالي وخاصة أصحاب الدخل المحدود أو الأرامل.

“أم سامي” إحدى نساء منبج، هي أمام تحدٍ كبير مع بدء العام الدراسي الجديد بسبب ظروفها الخاصة، تقول لشبكة آسو الإخبارية، لدي ثلاثة أطفال وجميعهم في المدرسة، ولا يمكنني أن أتحمل نفقاتهم في الدراسة، وتضيف، لكن كوني حرمت من التعليم لن أحرم أطفالي، وقد تمكنت حتى أول يوم من العام الدراسي من تأمين ربع مستلزمات أولادي من حقائب وبعض القرطاسية، كما وعدتني إحدى مكتبات المدينة أن تساعدني في أسعار باقي المستلزمات.

و “أم سامي” لا تعرف شيئاً عن زوجها المفقود في سجون داعش منذ عام 2015، وتتحمل أعباء تأمين لقمة العيش لها ولأولادها، تقول، أنا أرملة ولدي عائلة تحتاج للطعام واللباس، لذلك أعمل في مجال تحضير المؤونة لنساء الحي وخاصة الموظفات أو المعلمات في المدارس، وأتقاضى على هذا العمل أجراً بسيطاً بالليرة السورية، لكن عند محاولتي شراء القرطاسية لأولادي كان الدولار مرتفعاً بشكل كبير، لذلك أجلت عملية الشراء حتى ينخفض سعر المواد قليلاً.

السيد (م. م. ج) وهو أحد أصحاب المكتبات في منبج يتحدث لشبكة آسو الإخبارية عن الوضع الحالي وإقبال الأهالي على المستلزمات المدرسية هذا العام قائلا، شهد هذا العام تغيرات مجنونة في مجال البيع والشراء، وكان لهبوط الليرة السورية أمام باقي العملات الأجنبية تأثير شمل السوق بشكل كامل وليس فقط مستلزمات العام الدراسي، حيث كان من المفترض أن تبدأ حركة اقبال الأهالي على شراء القرطاسية مع بداية الشهر التاسع، لكن وصول الدولار لعتبة (705) ل.س جعل الإقبال خفيفاً أو شبه معدوم، فأغلب أهالي المدينة من أصحاب الدخل المحدود، كما أن أسعار البضائع من دفاتر وحقائب وقرطاسية ارتفعت بشكل جنوني لدى المصادر الرئيسية.

ومصدر البضائع في منبج تكون من مناطق النظام السوري كحلب وحمص وحماه ودمشق، رغم أنها مناطق لا تتعامل بالعملات الأجنبية، إلا أن التجار وأصحاب المصانع دائماً ما يتعاملون مع أصحاب المكتبات في منبج بالدولار الأمريكي بحسب صاحب المكتبة، الذي يقول، نُجبر على الشراء بأسعارهم وحسب قوانينهم، إضافة إلى أن شركات النقل تأخذ الكثير من الأموال في سبيل إيصال البضائع لمنبج، ناهيك عن موضوع الجمارك والتعريف الجمركي.
ورغم انخفاض سعر الدولار في الآونة الأخيرة وتفاوته إلا أن حركة الشراء في المدينة لا تزال ضعيفة، فالوضع المعيشي يحتّم على الأهالي تحمّل تكاليف أكبر في سبيل إكمال أطفالهم للدراسة.

تعتبر القرطاسية و المستلزمات المدرسية من الضروريات للطلاب في كل عام دراسي، لكنها هذا العام تواجه أزمة كبيرة بسبب انهيار العملة وتوقف حركة العمل بالمدينة، وترتبط أيضاً بتحكم التجار في المناطق التي تتواجد فيها هذه البضائع، فيقع الأهالي بين مشكلة تأمين لقمة العيش أو تأمين متطلبات المدرسة لأطفالهم بظل غياب مساعدات المنظمات الإنسانية في المدينة، ليصبح ذوو الدخل المحدود ضحايا هذا الوضع الصعب.

وتبقى مسألة التلاعب والتفاوت بأسعار الدولار والعملات الأجنبية مشكلة مستمرة منذ بداية الأزمة السورية، في وضعٍ أثقل كاهل الناس وضاعف من معاناتهم في تحمل أعباء العيش من كافة الجوانب.