أخبار وتقارير
ارتفاع الأسعار وقلة الانتاج يؤثران على شراء المؤونة في سري كانيه
آسو-بنيامين أحمد
تنشط حركة شراء المؤونة في هذه الأوقات من كل عام، بمناطق روجآفا/شمال شرق سوريا، وتنشط معها عمليات تحضير المؤونة في المنازل، استعداداً لفصل الشتاء، الذي لا تتوافر فيه دومًا، جميع المواد الغذائية الموسمية، وإن توافرت فتكون بأسعار عالية جداً.
بغرض التخزين تقوم النسوة في أسواق سري كانيه / رأس العين، بالتسوّق بحثاً عن مواد مناسبة للمؤونة، فيتم شراء البندورة وتحويلها لدبس البندورة، والفليفلة الحمراء لتجهيزها كالـ “محمّرة “، والباذنجان لتحضير ” المكدوس” وغيرها من المواد.
وتعود عادة تخزين المواد أواخر الصيف تحضيراً لفصل الشتاء، إلى زمنٍ بعيد، وتعود أسبابها ووجودها كعادة متوارثة، بحسب السيدة “أم خليل” من سري كانيه، لارتفاع الأسعار في الشتاء، وغياب نكهتها الأصلية باعتبار الخضار تكون من البيوت البلاستيكة في ذلك الوقت.
تقول “أم خليل” لشبكة آسو الإخبارية، إن الأسعار في صيف هذا العام شهدت ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالأعوام الماضية، فقد تضاعفت أسعار بعض المواد بنسبة 100% على الرغم أنها إنتاج محلي وهو المفضّل للمؤونة.
وبرغم زيادة الطلب على المواد الغذائية والخضار في هذا التوقيت من العام إلا أنّ الكميات الموجودة في سوق الهال بالمدينة تكاد تكون لا تكفي وقليلة بحسب ما أفاد به “أبو جوان” وهو من تجار سوق الهال حيث قال، أغلب انتاج المدينة المحلي يذهب لمدينة قامشلو/القامشلي في حين تعاني المدينة من نقص كبير، ويعتقد أنه إذا ما تم إغناء سوق التصريف فإنه سيخفض من الأسعار.
لكن المواد الموجودة في سوق المدينة، ليست كلها من الإنتاج المحلي بحسب تاجرٍ آخر وهو “سعيد كوسا” من أهالي المدينة، الذي كشف أنهم يستوردون البضائع من مدينة الباب، الخاضعة لسيطرة المعارضة المدعومة من تركيا، مما يترتب على ذلك التزامات جمركية على المواد، إضافة إلى التزامات جمركية أخرى من قبل الإدارة الذاتية، ما يفرض أجور نقل مرتفعة جداً وتفقد الخضروات والفاكهة جودتها، نتيجة عمليات التحميل وتبديل سيارات الشحن في منبج.
وتعتمد المدينة على الانتاج المحلي الضعيف نسبياً، والذي يقتصر على زراعة أصناف قليلة من الخضار، و الزراعات الاستراتيجية (القمح والشعير والقطن) ويتم إهمال المزروعات الموسمية التجارية، كما تغيب الخطط الإنتاجية ومحفزات التطوير.
وتؤدي المخاوف من عدم نجاح المزروعات وارتفاع أسعارها وعدم وجود دعم لها، عزوف الكثيرين من مزارعي ريف المدينة عن زراعة الخضار، التي تعتبر المصدر الرئيس للتخزين للشتاء، أو كما تعرف بالـ “المؤونة”.