مواطن وعدالة
“أم فلمز” فقدت الأمل بالعودة لبيتها … العدوان التركي دمر حياة الناس وأحلامهم
آسو-لورين صبري
اعلنت “أم فلمز” (75 عام) عن غضبها من تعذر إيجاد مكان طاهر ونظيف لتؤدي صلاتها، تتلفت حولها، تتأفف من تراكم الأوساخ في المدرسة التي نزحت إليها هربًا من العدوان التركي على مدينتها سري كانيه / رأس العين.
انزعاج المرأة السبعينية كان يخفي غضبًا وقلقًا على بيتها وأشياءها التي تركتها خلفها، وخوفًا من مستقبل مجهول ينتظرها.
وفي الوقت الذي تطلب فيه مكانًا طاهرًا ونظيفًا لتصلي فيه ثمة من يدنس تراب مدينتها باسم الإسلام، فصائل مسلحة تدعي الإسلام أرغمت “أم فلمز” على الخروج من منزلها.
معاناة كثيرة في قصتها المؤلمة من لحظة خروجها من بيتها، في رحلة رافقتها مشاهد الموت والمخاطر وصولاً إلى معاناة أكبر في المكان الذي نزحت إليه، فهي تعيش اليوم وتعاني كما يعاني النازحون من بيوتهم وقراهم، من فقدان للرعاية الصحية والخدمات الأساسية إلى نقص في الطعام وانعدام فرص العمل.
تردد “أم فلمز” “إنهم أوغاد يا ابنتي اعتادوا العهر ولا يهمهم الدين ولا الأخلاق”.
وبابتسامة حزينة اقتربت مني وهمست في أذني بخوف، “لقد هربنا يا ابنتي من عصابات داعش لا أعرفهم ربما يكونوا من داعش أو مسلحين باسم الإسلام سأخبرك شيئا… أنا اكتشفت أنهم واحد لأنهم يقولون الله أكبر حينما يذبحون الناس هذا ما شاهدته في التلفاز ابنتي كلهم واحد”
وعادت تردد مخاوفها كمن يهذي، “أخشى أن نمكث هنا طويلا… سيحل فصل الشتاء بكل قسوته مضيفاً إلى محنتنا معاناة جديدة”.
لقد تحطَّمت حياتنا…
تركتها وهي مازالت تتحسر وتقول “نحن فقدنا الأمل بالعودة إلى بيوتنا، وتحطمت حياتنا واحلامنا”.