Connect with us

ثقافة

دفن لوحاته وتماثيله حتى يسلم من البطش الأسود

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-رائد الوراق

يعتبر فن الرسم وتجسيد الشخصيات الكرتونية والألعاب من الكبائر لدى داعش ويستحق مرتكبها أحكام الردة والكفر لدى التنظيم الذي منع رسمها واقتنائها ومشاهدتها في مدينة الرقة التي كانت تحت سيطرته وقام بحرق كميات كبيرة منها وإجبار أصحابها على الانتظام في دورة شرعية لديه.

ومع بدء سيطرة التنظيم على المدن قام بتدمير الألعاب داخل المحال التجارية بفتوى أنها أصنام ومن ثم ينتقل إلى تدمير التماثيل والآثار في كل المناطق الواقعة تحت سيطرته.

وقام بإجبار أصحاب محال الألعاب وبعض الأطفال الذين يقومون بالرسم على إتباع دورات شرعية لتعلم أفقه الخاص بداعش والتعاليم التي يقوم عليها.

“رياض الأحمد” فنان من طفولته اعتاد رسم الشخصيات الهزلية والكرتونية وتجسيد الحياة القديمة بصناعة تماثيل خشبية أو طينية ورث ذلك عن أبيه الذي علمه هذه المهنة.

ويعتبر “رياض” من الفنانين الماهرين الذين يبرعون في رسم وتصميم الشخصيات الكرتونية بكامل تفاصيلها، واعتاد أن يطلق عليه رفاقه لقب “فنان على الفطرة” لبساطة عمله وشخصيته الهادئة.

وقد بدء احتراف هذا العمل في سن الـ 18 عاماً ويقوم برسم الشخصيات الكرتونية وتجسيدها على الورق المقوى ومن ثم تزيينها لتستخدم فيما بعد في المعارض أو التزيين.

وابتكر طرقًا جديدة لتعويض نقص المواد والألوان وذلك لعدم توفر بعض المواد التي يحتاجها في الأسواق وبدء في استخدام مواد بسيطة مثل الألوان المحلية وبعض منتجات البيئة أو الأدوات المنزلية المتواجدة في كل منزل بعد إعادة تدويرها.

وخلال حديثه عن السنوات التي خلت، تحدث بحسرة أنه قام بتخبئة بعض ممتلكاته من لوحات وشخصيات قام بصناعتها بإشراف والده خوفاً من قيام تنظيم داعش بحرقها وتدميرها.

وأُجبر “رياض” على ترك العمل الفني والرسم وإبقاءه هذه الموهبة سرا خلال سيطرة التنظيم على مدينة الرقة، وذلك بعد قيامه بدورة شرعية مدتها 15 يوماً لدى داعش.

وعاد “رياض” بشكل تدريجي إلى الفن، بعد وجود إقبال متنامي على المنحوتات والطالبين للشخصيات، وقد عمل في تصميم ديكور الألعاب والصناديق والشخصيات في إحدى مسرحيات حكواتي الفرات.

وأشار إلى أن الخوف مازال يتملكه نتيجة الكبت الذي عانى منه في السنوات التي مضت عليه والتفكير كل يوم خلال سيطرة تنظيم داعش على المدينة باللحظة المرعبة عند قدومهم إلى منزله واقتياده إلى جهة مجهولة، الأمر الذي حول حياته إلى كابوس.

ودخل “رياض” مجال الديكور والتصميم في عام 2019 وكانت التجربة الفعلية له بالمساهمة في تصميم وتصميم وتنفيذ ديكور فرقة حكواتي الفرات المتمثل في بئر مياه ورسم وتصميم شخصيات هزلية محببة لدى الجميع مثل “كركوز وعواظ”.

وأكد أن تصميم ديكور المسرح معقد ولا يمكن لكل فنان اتقانه وكانت تجربته في فرقة حكواتي الفرات والمساهمة في تصميم الديكور بمثابة تحدٍ كبير وعودة كبيرة بالنسبة له.

وقد أشار أن تجربة حكواتي الفرات هي الأولى من نوعها في منطقة وادي الفرات حسب علمه فإنه لم يقم أحد بأي نشاط ظاهر للمسرح بهذا الأسلوب منذ أن بدأ بممارسة الفن.

حال “رياض” يمثل جميع أهالي مدينة الرقة بشكل عام والفنانين والمثقفين بشكل خاص نتيجة محاربتهم بقسوة ومنعهم من ممارسة أي نشاط بشتى الطرق من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لتنظيم داعش.