Connect with us

مواطن وعدالة

جدرانها أدفى الأماكن… جميلة محمد مصطفى: نرغب العود لسري كانيه ولو أصبحت منازلنا بدون أسقف!

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو- لورين صبري
تحرير: (س. م)

تحمل “جميلة محمد مصطفى” من مدينة سري كانيه / رأس العين، داخل مدرسة استقبال نازحين في قامشلو / القامشلي، طفلتيها، وتحدثنا وفي عينيها كبرياء، يتخلل خوف من مجهول مجبول بأمل عودة.

جميلة من أهالي مدينة سري كانيه، الذين نزحوا من المدينة بهجرة قسرية بتاريخ 09 تشرين الأول 2019، بعد العدوان التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة (الجيش الوطني السوري) المدعوم تركيًا، على المدينة.

تقول “جميلة” إنهم خرجوا تمام الساعة الرابعة عصرًا، بعد أكثر من ساعة من مشاهدة الطائرات التركية فوق سماء المدينة، “كنا نعيش خلال الأشهر الماضية الخوف على وقع تهديدات تركيا دون استقرار، كنا نعيش بقلق تام”.

تتألف عائلة جميلة من رب الأسرة وطفلتين، إحداهن عام ونصف العام والثانية ثلاثة أعوام، “كانت الطائرات فوق المدينة عندما خرجنا بالدراجة النارية، وكانت ابنتي مريضة، اتجهنا من سري كانيه إلى قرى بريف المدينة ثم إلى تل تمر، قبل أن نصل لمدرسة استقبال نازحين في قامشلو”.

لم تخلُ فترة خروج العائلة من الصعوبات، فتقول “جميلة” إنهم اضطروا النوم في العراء “لقد كانت ابنتي مريضة جدًا كنت أخشى عليها من اشتداد المرض”.

لم يكن هناك خيار لدى أهالي سري كانيه بالبقاء بحسب “جميلة” “إن الخوف والذعر مع ظهور الطيران، أجبر الأهالي على خيار الفرار بدلًا من مصير مجهول، حيث قصفت المدينة على مدار أيام بالأساس”.

وكانت الطائرات التركي قصف المدينة على مدى أيام، كما اشتدت المعارك داخل المدينة.

وتعيش عائلة “جميلة” منذ خروجها صعوبات كبيرة، فتنتظر العائلة أمل العودة بفارغ الصبر وتتساءل (هل سنعود مجددًا لمدينتنا!) (لقد اشتقنا إليها!).

تقول “جميلة” إن أهالي سري كانيه يدركون حجم الدمار الذي خلفه العدوان التركي، وبعض من عاد للاطمئنان عن المدينة شاهد آثار القصف والمعارك، وشاهد آثار عمليات السلب والنهب والسرقات التي قامت بها فصائل المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا، كما شوهد في المدينة آلية الاستيلاء على أملاك وأرزاق المدنيين من قبل المسلحين.

في المدرسة التي تقطن بها عائلة “جميلة” يتم تأمين مستلزمات الأهالي من قبل منظمات محلية وغير محلية، “هنا يقومون بواجبهم اتجاهنا، فعندما تعرضت ابنتي لحرارة فجرًا قامت المشرفة هنا بجلب أطباء، وهم يؤمنون الحليب وأيضًا حفاضات الأطفال”.

تطالب “جميلة” بالعودة إلى منزلها وتقول في ختام حديثها “أعلم أن منازلنا دمرت، لكن نرغب بالعودة ولو بقي المنزل بالجدران فقط فلا بأس، فهي أدفى علينا من كل مكان”.