Connect with us

أصوات نسائية

“مخيم الهول” ملاذ أخير لفاطمة العراقية

نشر

قبل

-
حجم الخط:

بشرى حامد

“مخيم الهول” ملاذ أخير لفاطمة العراقيةكانت السيدة “فاطمة كريم” (اسم مستعار)، من العراق وتعيش في مخيم الهول اليوم، هربت للمرة الأولى من تنظيم داعش في الموصل بالعراق، بين عامي 2014 و2015، لكن ألقي القبض عليها وعائلتها من قبل التنظيم الذي عذبهم لأشهر ثم بعدها قامت العشيرة بمحاولة الفرار مجددًا ونحجت حتى وصلت لسوريا.

تسرد “فاطمة” قصتها منذ دخولها إلى مناطق سيطرة الدولة الإسلامية #داعش إلى أن وصلت للهول، تقول “كنت أعيش مع زوجي وأطفالي الأربعة في الموصل بحي الكرامة، كانت حياتنا هادئة وبسيطة، ومستقرة من كل النواحي، زوجي يذهب إلى عمله كل يوم وأنا أعتني بأطفالي وأقوم بالأعمال المنزلي، ولا شيء يعكر صفو حياتنا الهانئة، لم نفكر أو نتخيل بأن حياتنا سوف تنقلب رأسا على عقب أبدا في يوم ما”.

تأخذ” فاطمة” نفسا عميقا، وأنين في صوتها “لن أنسى ذلك اليوم ما حييت، كان يوم الخميس، والساعة بحدود الثالثة فجراً، نهضنا من النوم على صوت القذائف التي كان يطلقها داعش، عند دخوله للمدينة واحتلالها”.

لم يترك داعش شيء إلا ودمره، وقام بحرق المنازل واعتقال الشيوخ والرجال، وكل من يخالف أوامر التنظيم يتم قتله والتمثيل بجثته، بهد إخافة الناس، على حد قول “فاطمة” ما شاهدته، مضيفة أن داعش قام بفرض الضرائب على الناس، “لقد اعتقل التنظيم ثلاثة أشخاص من أبناء عمومتي وقتلهم بدم بارد، كما قاموا باعتقال أخي الذي لا نعرف عنه شيء حتى اليوم”.

تعيش اليوم “فاطمة” مع عائلتها في مخيم الهول، تراه الملاذ الأمن خشية من الخوف من عودة داعش للعراق أو سوريا مجددًا.

تؤكد “فاطمة” أن الحياة أصبحت صعبة في زمن داعش، وأنه عامل الناس بأبشع طرق، وفرض النقاب واللباس الأسود على النساء وكل فتاة أو امرأة لا تلتزم يتم جلدها مائة جلدة أمام أعين الناس، “كنا نعيش أسوء أيامنا لذلك قررنا الهرب من الموصل”.

في محاولة الهروب الأولى كما تقول “فاطمة” تم اكتشاف أمرهم فتم اعتقالهم من قبل داعش وتعذيبهم بأبشع الطرق، “بعد ثلاثة أشهر من العذاب وجدنا طريقة أخرى للهروب منهم مع عدة عوائل عراقية أخرى، كانت هذه المرة مجازفة كبيرة وخطيرة بالنسبة لنا، لأننا كنا محاصرين من قبلهم بشكل كبير في المنطقة”.

المحاولة الثانية للهروب كما تصفها “فاطمة” حيث جرت في يوم بالصباح الباكر، “خرجنا من منزلنا وهذه كانت آخر مرة أرى منزلي، خرجنا وكنا محملين بالذعر والخوف، وما إن وصلنا إلى أحد الشارع حتى رأينا الكثير من الجثث ملقاة هنا وهناك، كان تنظيم داعش قد قام بإعدامهم”.

بعد كشف داعش لفرار عائلة “فاطمة” قام بحرق منزلهم، كرد على جرآتهم على الهروب.

بعد أن استطاعت العائلة الهروب من الموصل بنجاح وبطريقة خطيرة، وصلت العائلة لأطراف مدينة “تلعفر”، فبقيت العائلة لمدة ثلاثة أشهر بتلعفر في ظل وجود خلايا لداعش، وخوفًا من كشف أمر العائلة التجأت العائلة لمنطقة “البعاج” هربًا من داعش، وهي مدينة حدودية مع سوريا، ثم الهروب لبلدة البصيرة فمدينة “الميادين” بريف دير الزور، ومع اشتداد المعارك بريف دير الزور استطاعت العائلة الوصول لمنطقة “رجم الصليبي” ومنها لمخيم الهول حيث تعيش العائلة منذ نحو 3 سنوات.

الحياة بمخيم الهول ليست مثالية، وليست التي ترغبها العائلة، لكن تراها ملاذ أمن أكثر من العودة للعراق في ظل الخوف من عودة خطر داعش.

تقول “فاطمة” إن امنيتها العودة للعراق ومنزلها، والعيش بكرامة مجددًا لكن دون خوف، “لقد حان الوقت أن يعود كل فرد لمكانه، بعيدًا عن الحرب والصراعات والخوف والتشتت”.

الصورة من مخيم الهول، أرشيف 2016