مواطن وعدالة
بين سري كانيه وكوباني “صباح” مهجرةٌ تحلم بالعودة لأرضها ومنزلها
آسو-شيرين تمو
“طفلي يبلغ من العمر سنتين مريض مقعد، كنا نعجز في تلك اللحظات عن حمله والهروب به خوفًا من قصف الطيران والمدافع، برغم ذلك صوت الطائرات بعد أيام من البقاء أجبرنا على الهروب”. هذا المشهد الذي عايشه أهالي سري كانيه / رأس العين ومن بينهم السيدة “صباح خليل سيد” من ريف سري كانيه.
بتاريخ التاسع من تشرين الأول 2019 مع عدوان الاحتلال التركي على روجآفا /شرق الفرات / شمال شرق سوريا، كانت عائلة” صباح” تقطن في قرية “التويمية” بريف سري كانيه، تحاول أن تقنع نفسها بالبقاء في المنزل، حيث بات مشهد النزوح يؤرقهم كما جميع السوريين ولم يعتادوا عليه.
تقول “صباح” إن لديها 6 أولاد، ثلاث فتيات وثلاثة أبناء، أحدهم ويبلغ من العمر سنتين مقعد، “كانت أصوات الطائرات تشتد يومًا إثر يوم، وتقترب المعارك أكثر، كنا نسمع صوت الطائرات والضرب بشكل واضح”.
تقول “صباح” إن إصرارهم على البقاء بات يشكل خطر على حياتهم، فقد مضت الأيام الأولى لكن القادم مجهول لهم وخطر عليهم، “لدي ألم في الظهر لكنني مضطرة أن أحمل أولادي وأكون مع عائلتي لانقذهم من خطر الموت”.
لم تنته معاناة” صباح” وعائلتها وهي تعيش اليوم في كوباني، بالفرار فقط من قرية التويمية بريف سري كانيه، تقول “سلكنا الطريق والخطر يلاحقنا حتى وصلنا لقرية البويضة ثم إلى العالية وبعدها لتل تمر حيث بقينا 22 يومًا هناك، بعد ذلك توجهنا لكوباني حيث نعيش الأن”.
لا تستطيع “صباح” الاستقرار في مكانها فهي ترغب بشدة العودة لأرضها “لقد هجرونا من أرضنا، نريد العودة لمنازلنا لكننا نخشى الفصائل المتواجدة في المنطقة”.
تقول “صباح” إنهم لم يأخذوا شيء من حاجياتهم في تلك اللحظة “كانت الطائرات تضرب بقوة”. لكن الأخبار الواردة من منطقتهم تتحدث بأن فصائل المعارضة السورية المسلحة المدعومة من المحتل التركي تقوم بعمليات السرقة والنهب “لقد حملوا منازل بأكملها في عربات وسرقوها”.
ترى “صباح” أن من حقهم العودة لأرضهم، لذا تناشد العالم أن يساعدهم على العودة وألا يبقوا مهجرين من أراضيهم ومنازلهم.