كلام يقال
سوريون في ليبيا ينقلون تجارب المجد والنجاح ويزرعون الفرح
جاد الله النابش
لن تتخيل مقدار الفرحة العامرة، والغامرة لقلب أي مواطن سوري وهو يرى جواز سفره الذي يحمله يخوله الدخول لوطن ما، فقد تغلب هذا الجواز على نفسه وصعد إلى المراتب ما قبل الأخيرة، بعد أن كان في المراتب ما قبل الأخيرة، وساهم بنقل السوريين إلى ليبيا… قلب أفريقيا النابض، في حين أنك كمواطن سوري، ممنوع عليك دخول أراضي جارتك تركيا، إلا إن كنت مقاتل عسكري أو سياسي، بعد تفحصك إن كنت إرهابي أو لا وفق المعايير المعتمدة لدى حكومة أنقرة، في حين يفرض على باقي السوريين استخراج فيزا وإجراءات معقدة جدا، من مبدأ أن كل “مدني سوري هو مشروع إرهابي”.
وتسعى أنقرة جاهدة لإخماد كل حركات الإرهاب حول العالم، في سوريا، والعراق وقبلهما بلغاريا، وتراقيا، وقبرص، والآن وصلت المحاولات الجاهدة إلى ليبيا، ونجحت في إيفاد أشاوس الجيش الوطني السوري، بعد اقتناعهم بسياسة أنقرة الخاصة بمحاربة الإرهاب، دون أن يكون للـ 2000$ الشهري أي تأثير على قرارات مقاتلي الجيش، وطبعا، دون أن يكون للـ “التجويل” تأثيره أيضا.
وأخيرا رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان السوري المعارض، وليس القصد أنه مرصد خاص فقط بالإنسان السوري المعارض، بل القصد أن المرصد بحد ذاته هو المعارض!! رصد تزايد عدد السوريين الواصلين إلى العاصمة الليبية “طرابلس” وهم طلائع المقاتلين الأشداء الأكفاء، كما بَشرّنا المرصد أن عدد المجندين الذي وصلوا للمعسكرات التركية لتلقي أسس وأصول محاربة الإرهاب بلغ نحو 1700 مجند، على ذمة المرصد!
وأكدت مصادر مطلعة، أن هؤلاء المقاتلين، هم من خيرة عناصر فصائل المعارضة السورية المعتدلة والمدعومة من تركيا، وأنهم ذاهبون بقصد القضاء على الإرهاب، ونثر الفرح وإيلاج السرور في قلوب المظلومين، وكما أسلفنا دون أن تكون غايتهم هي الحصول على الـ 2000 $ أو البضائع المجولة.
وظهر أحد قادة الجيش السوري الوطني على محطة تلفاز تركية يتوعد كل الظالمين حول العالم بأنهم قادمون للقضاء على الظلم الذي يتعرضون له، بعد نجاحهم في القضاء على ظلم بشار، حيث قال قضينا على ظلم بشار وسوف نقضي على إخوتنا التركستان” حسب وصفه.
ويقوم المبدأ الأساسي لسياسة كل من تركيا ومن دب دبيبها من الدول الرائدة في صناعة السلام والمحافظة على الاستقرار المجتمعي والأمني لبلاد المنطقة، على أنه “إن لم تكن معنا فأنت لست معنا… ما يترتب علينا محاربتك والقضاء عليك، لأنك ببساطة إرهابي”. وهكذا فإن كل من يفكر خارج إطار الصندوق المرسوم من حكومة تركيا فإنه إرهابي، وعلينا ممارسة سياسة الابتزاز والتهديدات، إضافة لإسداء النُصح، إلى حين جلبك إلى السكة الصحيحة.
وحسب سيادة رئيس الحكومة السورية المؤقتة، فإن مقاتلي حكومته الرشيدة قد نجحوا في زرع الفرح وإيلاج السرور في قلوب أبناء الشعب السوري البائس اليائس المغلوب على أمره، والخاضع الخانع الفاقد الثقة بالنفس، بسبب توالي الهزائم بعد بيعهم في المزادات من قبل الجارة الحبيبة تركيا، إضافة إلى تدخل دول، لا وجود لها بالأمم المتحدة، في شؤون السوريين، مثل الدولة الإسلامية أو دولة الجولاني.
كما رأت كل من الحكومة التركية الرشيدة، وحكومة السراج المعترف بها دوليا، وحكومة فهيم عيسى، وحكومة أبو عمشة، والحكومة السورية المؤقتة ووزير دفاعها، أن يتم نقل تجربة زراعة الفرح إلى الأشقاء في ليبيا وجلب الأمن والأمان والاستقرار والسلام والطمأنينة للشعب الليبي الشقيق، الذي يعاني الأمرين من سطوة “حفتر” عميل الغرب والامبريالية.
ومن جانبه أكد أردوغان، “أننا لا نمنح الجنسية التركية لمقاتلي الجيش الوطني السوري المشارك في الدفاع عن سياستنا الحكيمة في ليبيا، لأننا لا تقبل أن يتم وصفهم بكلمة تركي فكل واحد منهم بالنهاية عبارة عن سوريلي” على حد وصفه.
كما أنه وعد القارة العجوز، بأنها ستصبح فتاة يافعة، إن هي استمعت لنصائحه وساعدته في الحفاظ على بقاء الحكومة الليبية الشرعية (حكومة السراج)، وإسقاط الحكومة السورية الشرعية (حكومة الأسد)!!.
الجدير بالذكر أن السوريين يتوجهون بالشكر الجزيل للخطوط الجوية التركية والتي كان لها الفضل البارز في إعادة المجد لجوازات السفر السورية، في حين أن السوري كان بحاجة فيزا حتى لدخول الحمام وقضاء حاجته!!
(في عتمة ضياع الحقيقة وحقوق الإنسان والظلم كانت التجربة… الكتابة بلغة ملفتة عن الواقع لكن بطريقة مختلفة لربما تؤثر وتلفت نظر الناس!)
*المادة المنشورة تعبر عن رأي صاحبها وشبكة آسو الإخبارية لا تتبنَ الآراء في مواد الرأي.