Connect with us

كلام يقال

شكرا تركيا… والرحمة على شهداء جيشكم

نشر

قبل

-
حجم الخط:

جاد الله النابش

في الذكرى الثانية لتحرير عفرين من أهلها، يقال كلام جميل من مناضلين شاءت الظروف أن يكونوا في موقع المسؤولية، تُعتِعوا من السهر في فنادق إسطنبول، وأنقرة، وغازي عنتاب وهم يبذلون قصارى جهدهم ويضحون بكل شيء في سبيل تحقيق نصر مبين للشعب الكردي.
نضالهم السياسي والحقوقي أوصلهم ليكونوا الناطقين باسم السلطان التركي يشرحون بكل جد وجهد ما غفل عنه أبناء جلدتهم من الكُرد، ولسان حالهم يقول: لن تنجب أرحام الأمهات الكرديات أجنة أشرف، وأتقى، وأحرص مننا على هذا الشعب المغلوب على أمره، نحن أنقياء نقاء مياه البحيرة الزرقاء في نيوزلندا، بل نحن البلسم الذي ما إن تضعه على الجرح حتى يندمل، ونحن في صلابتنا نضاهي صلابة الألماس، وبريق فكرنا يطغى على بريق تلك المادة… لن تجدوا أيها الكُرد أناسا أكثر إخلاصا مننا على حقوقكم وتطلعاتكم وتوقكم الشديد للحرية، ومقارعة من هضم حقوقكم وجعلكم عملاء الغرب والامبريالية العالمية، ولن يكرر التاريخ مجتهدين مثلنا، في الدبلوماسية وممارسة السياسة والدفاع عن حقوق المظلومين.

وانطلاقا من أهميتنا التاريخية والنضالية، فإننا نقول لكم يا أبناء شعبنا الكريم أما كفاكم تقفزون من حضن النظام السوري إلى حضن النظام الأمريكي، إلى حضن النظام الروسي؟ ندعوكم لتحذوا حذونا في تجربة القفز فقط في حضن النظام التركي، النظام الأكثر حرصا على حقوقنا الثقافية وعلى وجودنا، ولا نتكلم عن عبث وسوف نورد لكم الأمثلة تباعا.

أولا… فقد نجح الأتراك في دحر الظلم عن الشعب الكردي في عفرين وساهم بسابقة لم يسبقها إليه أحد في خفض نسبة الكرد بعفرين من 51-52 % إلى 3 %.

ثانيا… إن تركيا لم تطمس هوية عفرين الكردية، بل إن الكُرد هم من طمسوا هويتهم، وذلك بهروبهم من وطيس الحرب، في الوقت الذي توجب عليهم استقبال الجنود الأتراك بالرز والسكر، قدومهم له رمزية ورمزيتهم هي غصن زيتون… تعبيرا عن السلام الذي يتطلعون لإرساء أركانه، دون أن تكون الغاية طمسكم ومحو أثركم من المنطقة برمتها.

ثالثا… إن تركيا لم تسرق آثار عفرين، ولم تتسبب في خلق حالة من الفلتان الأمني وعدم الاستقرار، وازدياد حالات الاختطاف والغلاء والانتهاكات المتعددة، إن هذه الأفعال ليست سوى قشور الأمور يا شعبنا الكريم، وعليكم ألا تفكروا بقشور الأمور، بل انظروا إلى الجانب المشرق من وجود تركيا بيننا، فها هي قد افتتحت جامعة في عفرين، جامعة كاملة الأركان، فضلا عن افتتاح المدارس التي تدرس اللغة التركية دون أن يكون الهدف هو تدمير اللغة والثقافة الكردية، والدليل نحن على محطة تلفاز تركية تنطق بالكردية، وهاكم دليل آخر على محبة تركيا لنا… فها هي تبذل الغالي والنفيس في عفرين فقط لجلب حقوقنا المسلوبة من نظام البعث وتحقيق الأمن والأمان، لماذا تركزون على أشياء تافهة من قبيل الهوية الثقافية واللغوية والآثار والفلتان الأمني… هذه كلها محلولة بفضل الجنود الأتراك والنظام التركي القائم على العدل والمساواة.

رابعا… لا دور لتركيا أبدا في نزوح المئة وخمسون ألف نازح من عفرين ومكوثهم في مخيم الشهباء، ويجب أن ننوه أيضا إلى الثلاثمئة ألف نازح الذين نزحوا من رأس العين وتل أبيض إلى البلدات المجاورة، وكل هذه الأعداد من النازحين هي نتاج من لا يقبل بسياسة تركيا الإنسانية.

أبناء شعبنا الكريم نحن لا نخفي ما نشعر به من حزن شديد لما آلت إليه الظروف في عفرين فرغم كل هذه المصاريف التي تكلفتها الحكومة التركية، ورغم الدماء التركية التي سالت على الأرض السورية، إلا أن حالة الاستقرار لم تتحقق بعد، ولذلك لم يرجع إلى الآن سوى القليل من أهالي المدينة، وكلكم تعلمون أن ذلك بسبب وجود الكثير من الفصائل العسكرية، ولكبر حجم المدينة ذات الطبيعة الجبلية والتي تحتاج لجهود أمنية أكبر، ونعدكم أننا سوف نوصل آهاتكم ونداءاتكم للأخوة الأتراك ليقفوا عليها.

شعبنا الكردي الكريم، دعونا نترحم على الشهداء الأتراك الذين حاربوا أبناء جلدتنا في عفرين، وبذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل جلب الحرية والاستقلال لشعب عفرين…
دعونا نثمن على دور تركيا الأثير في بناء الجامعة واستجرار الكهرباء والمياه وفتح المنشآت الخدمية وجعل اللغة التركية هي اللغة السائدة في منطقة لطالما عرفت بهويتها الكردية، دعونا نشد على أيدي أخوتنا الأتراك ليلعبوا جهدا أكبر في طرد الكُرد من كل أماكن تواجدهم.

ولا تجعلوا من قول ذلك الجنرال التركي في تسعينيات القرن الماضي (لو بنى الأكراد قرية في الارجنتين لذهبنا إلى هناك وهدمناها فوق رؤوسهم) كابوسا يقض مضاجعكم، لأن الذي فات مات، والذي قال إن عدو جدك ما يودك، قاله عن عبث، فهو كلام فارغ لا يسمن ولا يغني عن جوع… ثم إن ذاك ماض مضى، اتركوه خلفكم وهلموا بنا نبني المستقبل لِبنة لِبنة، حتى لو ساهم الأعداء في هدمه.

اعلموا يا أبناء شعبنا الكريم أنكم ثرتم على الظالم لأنكم مقهورون من داخل أواصركم، لذلك يا أيها الكُرد ثوروا على الكُرد الذين لا يفكرون مثلما يفكر لنا الأتراك، لأنهم – أولئك الكُرد- يريدون لكم أن تنحطوا إلى مستوى العبودية أو ببساطة تختفوا من سطح الأرض كشعب له حضارته ولغته.

كل الشكر لتركيا التي ضحت بأبنائها في سبيل القضاء على أبناء الشعب الكردي في عفرين.

تنويه: إلى هذا اليوم نجحت المعارضة السورية وفق النموذج التركي بنقل الأهالي الكرد من عفرين إلى مكان أكثر أمنا، وبالأمس القريب قام فصيل “الحمزات” بإخطار أهالي قرية عربية في ريف عفرين بإخلائها، وقال نشطاء إن هذا الفعل لسرقة آثار القرية التي تعود للقرن الثاني الميلادي، ولكن برأيي أن هذا الفعل الإنساني لكيلا يقول المجتمع الدولي إن المعارضة السورية تفضل نقل الأكراد فقط إلى الأماكن الآمنة، فها هم ينقلون العرب كذلك.

(في عتمة ضياع الحقيقة وحقوق الإنسان والظلم كانت التجربة… الكتابة بلغة ملفتة عن الواقع لكن بطريقة مختلفة لربما تؤثر وتلفت نظر الناس!)

*المادة المنشورة تعبر عن رأي صاحبها وشبكة آسو الإخبارية لا تتبنَ الآراء في مواد الرأي.