مواطن وعدالة
“ديار” حكاية طفل سوري يعمل بورش السيارات لإعالة أسرته في كوباني
آسو- شيرين تمو
رغم كل قوانين الطفل التي تجرم عمالة الأطفال في جميع المجتمعات، والسوري خاصة، لكن الفقر والعوز يدفع ثمنهما الطفل قبل البالغ.
وقف “ديار” ابن مدينة كوباني أمام آلات ضخمة أطول منه إلا أنه لا يصعب عليه العمل عليها، فقد اضطرته الظروف للعمل بورشة “تصليح السيارات” منذ عام لمساعدة أبيه في تحمل مسؤوليات الحياة المعيشية.
“ديار محمد” البالغ من العمر 14 عام لم يكن الوحيد في أسرته الذي ترك تعليمه للسعي وراء الرزق، بل سبقه شقيقه الأكبر البالغ من العمر 17 عام، سنوات تمر من عمر الشقيقين لم يعرفا فيها معنى الطفولة.
في ركن بعيد داخل الورشة انزوى “ديار” ليحكي قصته لمحررة “شبكة آسو الإخبارية” قائلًا، كنت دائمًا أحلم بإتمام دراستي والعمل بمهنة التدريس، كنت أرى المعلم بالمدرسة قائد سلاحه النور، إلا أن ظروف الحياة كانت أقوى من أحلامي، وحبي لأبي وأسرتي دفعني للانقطاع عن التعليم وتعلم مهنة “الميكانيكي” لأكسب رزق يومي، حيث إن عمل أبي “كطباخ” بمطعم لا يكفي سد احتياجاتنا كأسرة مكونة من 5 أفراد خاصةً في ظل ارتفاع الأسعار الذي نواجهه يوميًا، وازدادت ارتفاعًا في زمن كورونا
برغم سعادة “ديار” بتعاونه مع أسرته إلا أن عمله ليلا بعد قرار حظر التجوال الذي اتخذته الإدارة الذاتية لمواجهة وباء كورونا، كان دائما سببا بشعور “ديار” بالتعب والملل.
شعورٌ سرعان ما تبدل إلى فرحة بعد قرار الإدارة الذاتية بفتح المحال المرتبطة بالموسم الزراعي للعمل بدوام كامل، فخلو الشوارع من المارة كان سببًا في الضيق النفسي للطفل داخل الورشة.
ظاهرة عمالة الأطفال لا تتزايد فقط في مناطق شمال وشرق سوريا فهي ظاهرةّ عالمية تحتاج إلى تكاتف جهود دولية وليس محلية هكذا صرح “سليمان كعيشيش” الرئيس المشترك لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل بإقليم الفرات “حيث تسعى الهيئة دائمًا لحماية الطفولة من خلال نشر التوعية ومحاسبة أرباب العمل ممن يمارسون العنف تجاه الأطفال كالاعتداء عليهم بالضرب أو باللفظ”.
كما أكد “كعيشيش” في تصريحات لشبكة آسو الإخبارية على التنسيق والتواصل المستمر مع المنظمات الإنسانية للحد من ظاهرة عمالة الطفل، كما أن “الهيئة تدرس حاليًا مشروع لتخصيص بطاقات معونة شهرية للأيتام ضمن مشاريعنا المستقبليةحيث أن اليتيم أكثر الأطفال اضطرارًا للعمل لفقدانه أبيه”.