Connect with us

مدونة آسو

وسط تكتم على أعداد الإصابات الحقيقية… كورونا يدق ناقوس الخطر في الجزيرة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو- أفرام كرم
يعيش أهالي منطقة الجزيرة اليوم ارتباكاً واضحاً، وباتوا في حالٍ يرثى لها، وهذه المرة ليس بسبب حرب عسكرية، إنما بسبب حرب الشائعات والتسريبات، في ظل انتشار واضح بالأرقام لڤايروس كورونا الذي بدأ يهدد المنطقة بشكل كامل.

وتتجه الأنظار يومياً نحو التجهيزات الطبية المتواجدة في المنطقة، فالأرقام الصادرة عن الدوائر والهيئات الصحية شيء، والإصابات المؤكدة المعلن عنها شيء آخر.

مديرية الصحة التابعة للحكومة السورية تؤكد يومياً، عبر وسائل الإعلام التابعة لها، وجود قسم للعناية المشددة في مستشفى القامشلي الوطني، مزود بـ 10 أجهزة تنفس آلي، ومركزين اثنين للعزل الصحي؛ أحدهما في مركز اللؤلؤة، والآخر في مستشفى القامشلي الوطني، إضافة إلى مركز للحجر الصحي في فندق السنابل بمدينة الحسكة.

وبحسب التصريحات الصادرة عن وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية فإن الأدوية والتجهيزات اللازمة للمعالجة متوفرة، ولا خوف من تفاقم هذه الجائحة.

وبينما كانت وزارة الصحة الحكومية تتستر على ذكر الحالات الموجودة في الجزيرة السورية، أصبحت حالات الإصابة اليوم تطفو على السطح، الأمر الذي دفع بالوزارة إلى التصريح عنها رسمياً، حيث أعلنت عن تسجيل 15 حالة نشطة في المنطقة.

لكن أهالي الجزيرة يتهمون الكوادر الطبية بالتقصير تجاههم وبعدم الشفافية في طرح الأعداد الحقيقية المسجلة، بينما تتهرب الكوادر المحلية من المصارحة، لتضع وزارة الصحة الحكومية شمّاعة للتصريح الرسمي.

من جانبها تعمل الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، وضمن إمكانياتها، على احتواء هذه الجائحة وطمأنة الأهالي من خلال إجراءات وقائية أعلنت عنها مؤخراً.

ففي السادس من شهر آب الجاري أعلنت الإدارة عن بدء تطبيق حظر تجوال كامل يمتد لغاية الـ 20 من الشهر ذاته، في محاولة لمنع التجمعات والازدحامات في الأماكن العامة والأسواق.

الأرقام فرضت نفسها مجدداً، ومع تزايد الأرقام المسجلة من قبل هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية التي بلغت حتى يومنا هذا 204 حالة، اضطرت إلى أن تزيد هذه الإجراءات وتفرض ارتداء الكمامات في جميع مؤسساتها، وكذلك هي الحال في جميع المراكز الصحية والصيدليات ومراكز الأشعة والمخابر العامة والمراكز السنية.

مع كل تلك الإجراءات لا يزال الأهالي اليوم يشيرون إلى أكثر من اتجاه، فمنهم من يريد تشديد المراقبة على الوافدين من مطار القامشلي، ومنهم من يدخل بدون إجراء أي فحوصات وبطريقة غير شرعية ملتفة على جميع الحواجز، ومنهم من يريد أن تُغلق جميع المعابر من وإلى الجزيرة لأن بعضها لا يخضع للفحوصات (بحسب رأيهم)، بينما يقول البعض الآخر نحن في منطقة فقيرة ولا نستطيع الانتظار طويلاً بدون عمل، ونحن لا نؤيد تمديد الحظر.

بين كل هذه الآراء، يتسلل القلق إلى قلوب الأهالي المتخوّفين من انفجار الأعداد، وخروج الوضع عن السيطرة في الأيام القادمة، وباتت الحلول متوقفة على الوعي والانطلاق من الذات.

*الصورة تعبيرية من مدينة عامودا